تفضيل طفل على آخر: لا تحبسي أحد أطفالكِ داخل شخصية “البطة القبيحة”

0

غالباً ما تميل الأم إلى تفضيل طفل على آخر دون أن تقصد التمييز. فيؤدي ذلك إلى التأثير على علاقتها بأخيه أو أخته إذا زاد اهتمامها بطفلها المفضل عن حده. تعرفوا على مدى خطورة التمييز بين الأطفال وعواقبها عبر هذا المقال من موقع التربية الذكية.

لدي طفل مفضل: هل يعني هذا أن هناك تحالفاً؟

أن تفضلي أحد أطفالكِ لا يعني أنكِ تحبينه أكثر من الباقين، لكنكِ تقدرين أكثر بعض صفاته التي تجعلكِ تشعرين بأنكِ متصالحة مع نفسكِ بشكل أكبر وتساعدكِ على التقدم. مما يتيح أيضاً للطفل التعرف على قدراته أكثر: فأمه تحب مثلاً شخصيته المنظمة، والده يحب قدرته على التعلم بسهولة، جدته تحب مزاجه الإيجابي المرح… وقد ينمي الطفل من ناحيته أيضاً تقارباً أكبر اتجاه أحد الوالدين، لكن هذا لا يعني أنه يحبه أكثر. “هناك “تحالفات” تُبنى في كل العائلات تساهم في إعادة التوازن إلى علاقات القوة التي قد تتواجد فيها” تضيف سيرين سليم.

لدي طفل مفضل: هل الأمر خطير؟

هل تحمل هذه التحالفات تداعيات ضارة على الطفل؟ نعم، تفعل ذلك إذا كانت تشمل مبالغة كبيرة، بحيث تتحوّل من عملية تفضيل إلى عملية تمييز. كما تحذر سيرين سليم من التالي “إذا قام أحد أطفالكِ بإخباركِ بأنكِ تفضلين أخيه عليه، قد يكون ذلك إنذاراً”. مضيفةً بأنه “عليكِ أن توطدي علاقتكِ بكل أطفالك. فمسؤولية الأهل تكمن في تربية الأطفال في جو من الأمان وبشكل مستمر”. لأن تفضيل أحد أطفالكِ سيجعل آخر يشعر بانعدام الأمان العاطفي، وسيخلق توترات بين الإخوة، وسيكون لذلك نتائج سلبية على طفلكِ المدلل “فطفلكِ المفضل سيشعر أنه مجبر على حبس نفسه في دور واحد، كما تحب أمه أن تراه لا كما يريد هو أن يكون، خوفاً من أن يفقد حبها له”.

لدي طفل مفضل: كيف أتصرف؟

الخطوة الأولى: “لا تستسلمي والأهم من ذلك لا تستخفي بالأمر!” على الرغم من أن الطفل الثاني مختلف عن الطفل الأول، إلا أننا نستطيع دائماً أن نجد نقطة تواصل معه، للدخول إلى عالمه، حتى لو استغرق الأمر وقتاً أكثر مما نحتاجه مع الطفل الأول” كما تضيف الأخصائية سيرين سليم.

بالإضافة إلى ذلك، “فإن العلاقة بين الأهل والطفل تتطور طيلة الحياة. وقد يشعر أحد الوالدين أنه يفضل طفله الأول في السنوات الأولى من حياته، ومن ثم قد يشعر أنه أقرب من الثاني في سن المراهقة. ليس هناك شيئ ثابت”.
لهذا من المهم جداً عدم التكلم عن فكرة تفضيلك لأحد الأطفال أمام أولادك. فقد يؤدي ذلك إلى تجميد الأمور ومنع حصول أي تطور جديد.

وعلى عكس ذلك، إذا كان التفضيل البسيط الذي يقضي فقط بدعم طفلكِ الأول، يؤدي إلى تهميش وتشويه صورة الطفل الثاني، فمن الضروري التصرف واستشارة طبيب نفسي في أسرع وقت.
فمن الخطر هنا: أن يحبس الأم أو الأب طفلهما داخل شخصية “البطة القبيحة” وعدم رؤية صفاته الجيدة ومميزاته.

ما هو دور الأب في كل هذا؟ تحدثت سيرين سليم عن الأمر بوضوحٍ تام قائلةً “من الأفضل تجنب إدخال الأب في القصة. فإذا تورط، لن يتمكن من مساعدة الأم ولن يعرف كيف يجب أن يتصرف في مشكلة لا يملك مفاتيح حلها”.

اترك رد