انتبهوا من الكلمات السامّة حين تتحدثون مع أطفالكم

0

«أحبك بهذا الفستان أكثر مما أحبّك بالجينز!» (مثال عن الكلمات السامّة سنشرح لكم كيف من موقع التربية الذكية ؟)
في هذا اليوم المشرق، اصطحبت ماري ابنتها فانيسّا للتسوّق فهي تحتاج إلى فساتين جديدة للاحتفال بعيد ميلادها في عطلة نهاية الأسبوع. وجلسات تجريب الملابس بين الأم وابنتها ترتدي دائماً الطابع التقليدي.

  • أيها تفضّلين، ماما؟
  • يصعب الاختيار هكذا، فجميعها رائعة. ارتديها لأرى أي فستان أحبك فيه أكثر!
  • إذاً، ما رأيك؟
  • لا بأس على الإطلاق! جرّبي الفساتين الأخرى.
  • أمّي، هل تحبّيني أكثر في هذا الفستان أو في الآخر؟
  • هذا الفستان رائع. كم يختلف عن بنطلون الجينز العتيق الذي لا تخلعينه أبداً! تبدين مختلفة تماماً. انظري إلى نفسك في المرآة، يا للأناقة!

تكتب كريستيان أوليفييه فتقول: «… كما لو أن الفتاة كانت مقتنعة بأن جسدها لا يمكن أن يكون موضع رغبة بحدّ ذاته». إنها تعتبر نفسها شيئاً أو سلعة تستهلكها أمّها. «أحبّك أكثر» توازي «لا أحبك كفاية».

عندما تجيب الأم قائلة: «أحبّك بهذا الفستان أكثر من الجينز»، فإن براءة الإجابة تخفي الوجه السامّ الذي يختبىء في كواليس هذه الجملة، ألا وهو «أحبّك أقل بالجينز». هل يمكننا قياس مقدار الحب أو نوعيته بقطعة من الثياب؟ قد يؤدّي ذلك إلى فكرة سيّئة مكبوتة: «أمي لا تحبّني إذا كنت أرتدي ثياباً غير أنيقة».

اختيار الكلمات

يمكنكم القول: «أجد أن هذا الفستان لائق عليك أكثر من الجينز». فيجب عدم ربط الحب بالمظهر، مهما تكن الظروف. «أحب هذا الفستان عليك، وليس أحبك أنت أكثر أو أقلّ بهذا الفستان». فالفارق شاسع من حيث دلالات الألفاظ وواضح كالشمس.

إن استخدام الكلمات السامّة يسري «بالوراثة»، فلا بد أنكم سمعتم الجملة الجارحة مئات المرّات من دون أن تعيروها أدنى اهتمام فتردّدونها من دون أي سوء نيّة. لكنّ الأذى الذي تلحقونه بولدكم بسبب هذا الخطاب الملوَّث هو مضرّ بقدر ملاحظة جارحة توجَّه إلى فتاة تعاني من زيادة في الوزن: «توقّفي عن أكل السكاكر! لا أحبّك عندما تكونين سمينة هكذا». ليس هذا بالضرورة الدواء الأمثل لتحفيزها لكي تخفّف وزنها، فلا فارق يُذكر من حيث الدلالات اللفظية بين الجملتين: «أحبك أكثر…» و«لا أحبّك…». جملتان تعبّران عن حب ضعيف هزيل.

اترك رد