عندما يتشدّد الأهل في تربية أطفالهم: هل ينجحون أم يفشلون؟

0

عندما يتشدّد الأهل في تربية أطفالهم:
يتخذ بعض الأهل موقف التشدد في التربية. فلأنهم عاشوا في بيئة محرومة، يعتقدون أن على أبنائهم أن يعيشوا التجربة ذاتها فبذلك يمكنهم أن يتعلموا وهذا يعني: «لأنني كافحت، عليهم أن يكافحوا أيضاً». يعتقد أهل كهؤلاء أن الأجيال القادمة لن تتعلم إلا إذا كافحوا وأن التربية الصارمة ستجعل الولد يقدّر الأشياء. ومادامت الحياة قد قست على الأهل فقد حان الوقت لتعاقب الجيل التالي.ولكن هذا الموقف يخلق استياء لدى الأولاد وهو القطب المعاكس للأهل المتساهلين. الحقيقة أن التطرفات هي دائمة غير متوازنة. ومن يعطي بإفراط يوازي في السوء من يعطي بشح.

«ماذا قلت لأمك إنك تريد؟ حسناً ادّخر مالك واشتر ما تريده بنفسك. فالمال لا ينبت على الشجرة. عندما كنت في مثل عمرك اعتدت الاستيقاظ في الخامسة صباحاً لمساعدة والدتي في تنظيف البيت وبعد ذلك كنت أذهب إلى المدرسة سيراً على قدميّ حتى لو كانت الثلوج تتساقط. لم أذهب قط بالسيارة إلى أي مكان مثلك. لهذا السبب أنا شخص مسؤول وعامل مجد. توقف عن النحيب، وإن أردت شيئاً فاعمل».

يُرينا هذا المثل أباً مفرطاً في استبداده، يعتقد أن علينا أن نجني كل شيء بعرق جبيننا وأن الحياة قاسية والناس لا يتعلمون إلا في مدرسة التجارب القاسية. ينشأ الطفل قوياً ولكنه يصبح قاسياً. في الطرف الآخر النقيض هناك الأهل المتساهلون الذين يعطون ابناءهم كل شيء دائماً فيجعلون منهم أشخاصاً خمولين كسولين ضعافاً، فاقدي الإرادة.

عندما يتشدّد الأهل في تربية أطفالهم، تكون النتيجة سلبية . فما الحل؟

التوازن في العطاء

يتحقق التوازن من خلال المراقبة الواعية وعبر معرفة كيف ومتى نعطي وكيف ومتى نمتنع عن الإعطاء وعبر فهم أن علينا ونحن نربي أولادنا أن نأخذ بعين الاعتبار مصلحتهم العليا. مع أن إعطاء الطفل كل شيء يشعرنا بالسرور ومع أن ذلك أسهل من الامتناع عن العطاء، إلا أن هذا الإفراط لا يصب في مصلحتهم. نحن بحاجة إلى أن نعرف كيف نختار ما هو الأفضل لهم، بغض النظر عن حاجاتنا العاطفية أو راحتنا.

إحدى الطرق لمعرفة ما إذا كنت تقدم أشياء كثيرة للطفل هي أن تسأل نفسك الأسئلة التالية:
  • هل يقدّر طفلي ما أقدّمه له؟
  • هل يهتم بممتلكاته؟
  • هل هو ممتنّ لما يملكه؟

إذا جاءت الإجابة «لا»، فهذا يعني أنك تعطيه الكثير. وإذا كان الطفل يطلب المزيد والمزيد وكأن لا شيء يمكن أن يكفيه وإذا كان لا يشعر بالامتنان لما يملكه ففكّر ملياً في المرة التالية التي يطلب فيها أن تشتري له شيئاً آخر. أما إذا كان يقدِّر ما يملك ويهتم بأغراضه ويشعر بالامتنان لما لديه، فلندع أنفسنا نعرف أننا نسير على جادة الصواب.

موقع التربية الذكية يشكر متابعتكم إياه

اترك رد