اهتمام الأمُ الزائد بمظهرها الخارجي

0

المظهر الخارجي: 55 دقيقة في اليوم, أي 335 ساعة في السّنة. أو ما يُعادل أسبوعين كاملين:

هذا هو المعدّل الوسطي للوقت الذي تقضيه المرأة بشكل عام في العناية بمظهرها بحسب الاحصاءات.

كما أظهرت الأبحاث أنّ نسبة الأمّهات اللّواتي يقلقن على مظهرهنّ هي أكبر ب 8 % فهي 73% للأمُهات مقابل 65% للنساء اللّواتي ليس لديهنّ أطفال .
انّها مشكلةٌ قديمة متجدّدة, فالمرأة معروفةٌ عبر التاريخ باهتمامها بأناقتها وجمالها, ولكن اليوم تطوّرت الأساليب حتّى أصبحت بعض النّساء يقمن بتعديلات جذريّة في أشكالهنّ تصل الى تغيير شكل الفكّين أو الوجه بالكامل من خلال العمليّات التجميليّة!

انّه “مرض الجمال”

وقد تفاقمت الأمور اليوم بسبب تنافس النساء على مواقع التواصل الاجتماعيّ (Facebook- Instagram-Tik tok-Tumblr-Twitter-Snapchat…) لاظهار جمالهنّ و أناقتهن. كما أصبحت بعض هذه المواقع تشجّع على تصوير المرأة وكأنّها رائعةً و مذهلة طوال الوقت, عبر زيادة خصائص التعديلات على الشّكل (الفوتوشوب و غيرها).
وتظهر فجأةً مطربةً مشهورة بعد شهرين من الولادة فنراها نحيلة الخصر, نضرة الوجه, مليئةً بالنشاط و الحيويّة! فتنظر الأمّ الجالسة في المنزل الى نفسها في المرآة, و تبدأ مرحلة تأنيب الضّمير: هل آكل كثيراً؟ عليّ أن أبدأ بحمية غذائيّة غداً, لمَ أصبح وجهي متعباً هكذا؟…

لا تقلقي أيّتها الأمّ, أنت طبيعيّة جداً!

فالواقع هو أنّ نسبة كبيرة من النّساء اللّواتي نشاهدهنّ على وسائل التواصل الاجتماعيّ, في المجلّات, و على التلفزيون لا يُظهرن أشكالهنّ الحقيقيّة, فإما قد أجرى لهن المصوّر تعديلات في الصّور أو أجرين عمليّات تجميليّة.

freepik.com

من المفيد جدّاً أن تهتمّي بشكلك الخارجيّ طبعاً, و أن تكوني دائماً متجدّدة ومتألّقة. ولكن اسألي نفسك: كم من الوقت تمضين أمام المرآة؟ كم مرّةً تغيّرين رأيك في الملابس قبل دقائق من خروجك من باب المنزل؟ كم مرّةً تزورين مصفّف الشّعر؟ هل أجريت عمليّات تجميليّة؟ هل تستطيعين الخروج من المنزل دون وضع الماكياج وتصفيف شعرك؟

اذا وجدت أن الوقت الذي تمضينه في الاعتناء بمظهرك مبالغٌ فيه، فقد أصبحت قي دائرة خطر ما نسمّيه “مرض الجمال”

اليك 3 معايير أساسيّة عليك أن تحذري اذا لاحظت أنّها موجودة فيك :
  1. يختلف شعورك بقيمتك الّذاتيّة باختلاف شكلك الخارجيّ: فأنت تشعرين أنّ قيمتك تزيد كلّما زاد جمالك أو كلّما أصبحت أنحف, أو كلّما أصبح لون بشرتك أفتح…
  2. تقارنين دائماً مظهرك مع الآخرين: أنت دائماً غير راضية عن شكلك الخارجيّ, تحاولين الحدّ من الطعام الذي تأكلينه قدر المستطاع, حتّى لو أثّر ذلك بشكل سلبيّ على طاقتك اليوميّة وعلى صحّتك.
  3. لا يمرّ يومٌ دون أن تفكّري فيه بطرق جديدة لتحسين مظهرك الخارجيّ: حتّى أنّ قلقك أصبح زائداً, خاصّةً في مرحلة الحمل أو مع تقدّم السّن.

لا تدعي مظهرك الخارجيّ يتحكّم بحياتك!

اليك 5 طرق لتخطّي هذه المشكلة:
  1. ليس عليك أن تكوني مثاليّة وحقيقة الأمر هي أنّه لا أحد مثاليّ:
    هدف المجلّات وبعض البرامج التلفزيونيّة والوسائل الاعلاميّة هو الترويج للصّورة “المثاليّة” التي علينا أن نصل اليها كي نكون سعداء. و بالتالي فان السعادة مرتبطة بماركة معيّنة أو ماكياج معيّن أو شكل معيّن. انّهم يبيعوننا الوهم.
  2. لا تدعي وسواس الجمال يسيطر عليك:
    من الطبيعيّ أن تشعري بالرّضا عندما ترين نفسك جميلة. ومن الطبيعيّ أيضاً أن تسعي لتكوني جميلة. ولكن لا تدعي هوسك بالمرآة يسيطر عليك. وبدل ذلك ركّزي على الايجابيّات.
  3. توقّفي عن مقارنة نفسك بالآخرين:
    لقد ذكرنا سابقاً تأثير وسائل التواصل الاجتماعيّ ووسائل الاعلام في نشر صورة المرأة المثاليّة, فهي تجعلك تشعرين أنّ هناك ما ينقصك طوال الوقت. خاصّةً مع تطوّر الأمر الآن الى حدّ التنمّر في بعض الحالات, بحيث أصبح باستطاعة أيّ مشارك أن يعبّر عن رأيه دون حدود فعليّة.
    بالطّبع وسائل التواصل الاجتماعيّ ليست سيّئة بكلّ المعايير. ولكن اذا رأيت أنّها أصبحت تزعجك و تؤثّر عليك بشكل سلبيّ, قلّلي من الوقت الذي تمضينه في متابعتها. أو ببساطة, أزيلي الأشخاص الذين يزعجونك (Unfriend, Block, Unfollw…).
  4. اجعلي محيطك مليئاً بالأشخاص الذين يتقبّلون الآخرين:
    في بعض الأحيان يكون لصديقاتك التأثير السّلبيّ الأكبر عليك. فهنّ من يوجّهن التعليقات الأكثر قساوةً.
    هؤلاء ليسوا الأصدقاء الحقيقيّون, لذا قومي بفلترة صداقاتك, واجعلي محيطك مليئاً بالأشخاص الايجابيّين.
    ستجدين فيهم الدّعم النّفسيّ الذي يمكن أن يجعلك تتخطّين هذه المشكلة بسهولة أكبر.
  5. الجسم السّليم في العقل السّليم:
    لا تستهيني يهذا المثل, فعندما تبدأين بممارسة الرياضة سوف تتحسّن نفسيّتك تلقائيّاً فللرياضة ايجابيّات كثيرة:
  • تعطي الطّاقة
  • تزيل التّوتّر
  • تساعد على النّوم
  • تحافظ على صحّتك
  • تساعد على زيادة ثقتك بنفسك
    لكلّ امرأة ميّزاتها, وأشكال أجساد المرأة ليست موحّدة. عليك تخطّي الهوس بالشّكل الخارجي لتتمكّني من رؤية “الجمال الداخلي”,لأنّه ليس مجرّد وهم, بل هو موجودٌ ولن يزول مع الوقت. انّه النّجاح الحقيقيّ على المدى الطّويل…

إعداد: زينة خليفة

اترك رد