الخوف من المدرسة عند الأطفال من عمر 3 حتى 6 سنوات: ما هي الحلول؟

0

الرهاب المدرسي أو الخوف من المدرسة قد يتحوّل بسرعة إلى جحيم بالنسبة للطفل كما بالنسبة للأهل، الذين غالباً ما يشعرون بالعجز أمام هذا النوع من المواقف. من الصعب إيجاد حلول لمساعدة الطفل على ترويض مخاوفه، فيما يجد الكبار هذه المخاوف أحياناً غير مفهومة. سنقدم لكم بعض النقاط الأساسية لمساعدة الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 6 سنوات.

ما هو الرهاب المدرسي؟

إنها حالة مرتبطة بالخوف من الذهاب إلى المدرسة. يضع اضطراب القلق هذا الطفل في حالة معاناة حقيقية، قد تؤدي به إلى المرور بنوبات هلع. في بعض الأحيان، لا يكون المكان هو الذي يسبب الخوف، إنما الحدث، قلق الانفصال والخوف الاجتماعي. من المهم تحديد أسباب الرهاب المدرسي للتمكن من مساعدة الطفل.

هل الرهاب المدرسي منتشر بكثرة بين الأطفال من عمر 3 حتى 6 سنوات؟

إنها ليست الفئة العمرية الأكثر معاناةً من هذا الرهاب. فغالباً ما يعاني من هذا الرهاب أطفال المدارس الابتدائية والمراهقون. لكن السن الذي يتراوح بين 3 و6 سنوات يتوافق مع مرحلة دخول رياض الأطفال، مما قد يسبب مصدر رعب للطفل. وقد يكون قلق الانفصال عن الأم أحد أسباب هذا الرهاب المدرسي.

كيف نفرق بين الرهاب المدرسي والخوف المؤقت؟

لدى الطفل دائماً سبب لإظهار مشاعره والتعبير عنها. في حالة الرهاب المدرسي، يظهر الطفل أعراضاً حقيقية. عادةً يبدأ بالشعور بالانزعاج مساءً أو في الصباح قبل ذهابه إلى المدرسة. قد تصل العوارض إلى درجة الشعور بالألم، أو التقيؤ، أو اضطراب النوم، أو حتى نوبات الهلع.

تختلف طريقة إظهار التفاعل مع الحالة وفقاً لكل طفل، بعض الأطفال يميلون إلى الانهيار تماماً، والبعض الآخر قد يكون أكثر تحفظاً في إظهار العواطف، لكن ذلك لا يعني أن حدة معاناتهم أقل من الباقين. يسبب الرهاب المدرسي تفاعلات وأعراضاً جسدية قوية.

هل تغييب الطفل عن المدرسة يُعتَبَر حلاً؟

يجب تجنب تغييب الطفل عن المدرسة قدر المستطاع، وفق المعايير الممكنة. إذ كلما دامت فترة الغياب، كلما كانت العودة إلى المدرسة أصعب. إذا كانت معاناة الطفل كبيرة جداً، يجب إرساله إلى المدرسة فقط في فترة الصباح أو بعد الظهر. فساعة من هنا وساعة من هناك، قد تشكل بديلاً عن تغيب كامل عن المدرسة.

متى يصبح من الضروري استشارة أخصائي نفسي؟

من الضروري استشارة طبيب نفسي عندما يعيق القلق الحياة اليومية، أو يؤثر على علاقة الطفل بوالديه، أو حين يعاني الطفل. قد يساعد الأخصائي الطفل والأهل على تحديد مصدر الخوف : قلق الانفصال، الخوف الاجتماعي، مشكلة في المدرسة؟ التمكن من فهم سبب عدم راحة الطفل وفقدان ثقته سيسمح للأهل وللفريق التعليمي بإيجاد حلول لمساعدة هذا الطفل على التعامل مع مشاعر الخوف لديه.

ما هي الحلول الممكنة لمعاناة طفل صغير من الرهاب المدرسي؟

حتى عند الأطفال الصغار، لا يجب إهمال هذا النوع من القلق إطلاقاً، حتى لو لم نتمكن من فهم مخاوف الطفل كأشخاص راشدين. هذه المخاوف قد تسبب عواقب وخيمة على نمو شخصيته وحتى على بقية فترة دراسته. يجب أن تبقوا متعاطفين مع الطفل، وأن تكونوا الطرف الحليف. في حال شعر أن هناك مَن يصغي إليه ويفهمه، فتُعَد هذه خطوة جيدة على طريق التعافي. يجب أن تكافئوه إن بذل مجهوداً، حتى لو كان هذا المجهود يقتصر على سلوك الطريق نحو المدرسة. شجعوه من خلال العمل على نظام تقديم الوجوه الضاحكة smileys على سبيل المثال. يتمكن الطفل من فهم الفكرة بشكل أفضل إذا كان مبدأ المكافأة ملموساً. كما يمكنكم مساعدته عبر التحدث معه عما يحبه في المدرسة أو بتذكيره بأمور كان يخاف منها في الماضي وتمكن من التغلب على هذا الخوف.

يجب ألا تنسوا أبداً أنه، خلال هذا النوع من المواقف، يجب أن يكون هناك عمل جماعي بين الأهل والمعلم والأخصائي لمساعدة الطفل.

اترك رد