كيف أعود إلى الحياة بعد موت طفلي

0

موت طفلي

المشكلة

أنا أم ل 3 أطفال، متزوجة منذ 28 عاماً، وعمري 50 سنة. موت أحد أطفالي أجبرني على اتخاذ خطوة نحو الخلف، ببساطة كي لا أغرق في الإكتئاب. الواقع مرير مؤلم جداً: عندما مات طفلي، لم يكن زوجي حاضراً فقط، بل أنه شكّل عبئاً حقيقياً على طفليّ الآخرين وعليّ.

لاحظتُ بمرور الوقت، أنني تحملتُ على عاتقي معظم المشاكل التربوية ومشاكل الإشراف، وأنني أعيش منذ فترة طويلة مع رجلٍ كئيب مدمن على الكحول وأناني جداً، غير قادرٍ حتى على الإعتناء بنفسه. هل من الممكن أن نستمر بالعيش كزوجين وهل أستطيع حتى مسامحته على سلوكه هذا؟ خاصةً أنه لا يتحمّل مسؤولية أي شيء: عندما أركض لتأمين دورة تدريبية أو سكن لأولادي الذين يتمون دراستهم (والذين هم أولاده أيضاً)، بالإضافة إلى المسؤوليات التي أؤديها في منزلي وفي عملي، أجده يتعثّر بأوراق التقاعد الخاصة به، والذي سيستغرق ثماني سنوات للحصول عليه على الأقل. حتى أنه لا يفهم لِما أقوم بلومه.

أنا حقاً لا أجد أي مخرج حل لحياتنا الزوجية وحتى أنني لم أعد أتحمل أي تواصل جسدي معه. أفكر في الإنفصال عنه لكنني لا أتمكن من التحدث إليه حول الموضوع، خوفاً من إشعال نوبة قلق جديدة سيتعين عليّ التوصل إلى طريقة للتعامل معها. وضعي أشبه بالكلب الذي يعض ذيله، حتى أنني أحياناً أجد نفسي غير متأكدة تماماً مما أريده. ما الذي علي فعله للعثور على أجوبة على هذين السؤالين؟

رأي الأخصائي

خسارة طفل هي حدث صادم. هي جزء مما يسمى في التحليل النفسي “الحداد المستحيل”، لشدة ما هو غير ممكن للنفس أن تتقبل وتستوعب شيئاً كهذا. كما أن كلا الوالدين يعانيان بشكل عميق. والجراح التي يسببها هذا الحدث لا يمكن محوها.

من ناحية أخرى، يعبر كل شخص عن غضبه ويأسه وعدم استيعابه لما يحصل بطريقة مختلفة.

فيما يتعلق بوضعكما، لدي انطباع بأن عملية الحزن والحداد لديكِ تتجسد بالنشاط المستمر بينما تتجسد لدى زوجك بالجمود والعجز والإكتئاب.
إذا كنتِ لا ترغبين في الوصول إلى نهاية علاقتكما (حتى لو عبرتِ عن رغبتك بذلك هنا)، من الجيد أن تتساءلي إن كنتما قد أديتما ما يكفي من الحداد والحزن معاً. لأن الأمر يتعلق بإبنيكما أنتما الإثنان! ما هي الطقوس التي قمتما بتنفيذها معاً؟ كم من المرات بكيتما معاً؟ كم من المرات تواصلتما حول حزنكما وألمكما معاً؟
إن كان الموت قد فرقكما، فإن الحزن المشترك بينكما قد يجمعكما. خذي الوقت الكافي للعودة إلى زوجكِ، والإمساك بيده والتحدث إليه.

أنتِ تبدين أقوى منه، لذا فمن واجبكِ أنتِ اتخاذ الخطوة الأولى. هو يسجن نفسه في الكحول والصمت والإجترار. إذا كنتِ لا زلتِ تكنين له بعض الحب والعطف فابذلي هذا المجهود وستحصلين على نتيجة إيجابية مثله تماماً.

بالتأكيد لن تعود الحياة أبداً كما كانت من قبل، ولكن على الأقل ستتمكنين من رؤية المستقبل بصفاء وهدوء وطمأنينة أكبر.

اترك رد