كيف تربون طفلاً غير اتكالي، طفلاً لم يفسده الدلال؟

0

كيف تربون طفلاً غير اتكالي:
عندما يطلب منك ابنك القيام بشيء من أجله، اسأل نفسك هذه الأسئلة:

  • 1 ـ مسؤولية من هذا العمل، مسؤوليتي أم مسؤوليته؟
  • 2 ـ هل يمكنه القيام به وحده؟
  • 3 ـ هل مساعدتك إياه أصبحت عادة تقوم بها أم الأمر هذه المرة استثناء؟

إذا كان العمل مسؤوليته وكان قادراً على تنفيذ المهمة وحده، ولكن مساعدتك إياه تصبح عملاً روتينياً فانتبه.

  • توقف وقل: «آسف يا بني ولكن بإمكانك القيام بهذا وحدك بشكل جيد جداً»
  • لا تشعر بالذنب ولا تسمح لتجهمه وتوسله إليك بإضعاف قرارك. تذكر أنه يحاول التحايل عليك.
  • ابق حازماً، وشيئاً فشيئاً سيكف ابنك عن الاتكال على مساعدتك. أولاً سيجرب مقاومة التغيير ولكنه لاحقاً سيشعر بالفخر لأنه يقوم بالأعمال وحده.

الإفراط في العطاء تساهل وتدليل، والتقليل من العطاء هو تجاهل. عندما يحدث التوازن، يشعر الطفل بالدعم والشعور بالرضا لأنه يعرف أن بإمكانه أن يصل إلى غاياته. إليكم من موقع التربية الذكية كيف تربون طفلاً غير اتكالي ، لم يفسده الدلال؟

هناك طرقلتربية طفل غير اتكالي تسمى التدريب والتدريب أقسام:
خذ الوقت الكافي

يشكو عدد كبير من الأهالي من أنهم يقومون بكل شيء لأولادهم ولكنهم غير راغبين في مساعدتهم على الاتكالية.
من هنا أقول إن التوصية الأولى التي أنصح بها هي أخذ الوقت الكافي لتعليم ابنك مهارة ما. تخيل أنك تقوم باستثمار بعيد المدى. هذا الأسبوع سأعلمك كيف تربط حذاءك، وخصص نصف ساعة من وقتك في النهار لتعليمه ربط الحذاء. وبعدئذ توقف عن ربطه بنفسك، سيشعر حينها بالرضا والفخر من قيامه بهذه المهارة وحده. اقتل عصفورين بحجر واحد: استثمار الوقت لتعليمه شيئاً وتجنب قيامي بهذه المهارة بنفسي محضّراً إياه من أجل الحياة المستقلة.
تأخذ وقتك الآن لتحصد الغلة غداً.

تصرف بدل أن تتكلم

عندما يولد الطفل نلاحظ مدى ضعفه وهشاشته فتجعلنا غريزة الأمومة أو الأبوة نرغب في العناية به بشتى الطرق الممكنة، وعندما ينمو ويكبر تكون رغبته في الاستقلالية واضحة. فالولد يقول لنا بدون كلام: «أريد أن أكون مثلك يا ماما وبابا. أريد أن أصبح كبيراً فأهتم بنفسي». لتحقيق هذه الرغبة تنبعث رغبة التقليد فترى الولد يقلد الراشد عن غير وعي منه ساعياً إلى السيطرة على المهارات المطلوبة ليصبح مستقلاً بذاته. التقليد هو الأداة التي يتعلمها الولد ليكبر ويصبح مكتفياً ذاتياً.
حتى السابعة من العمر يتعلم الولد من خلال العمل ولهذا السبب تجده يقلد حركات الراشدين. عندما تكنس الأم البيت، يرغب هو أيضاً في الكنس. وعندما تقرأ، يرغب في القراءة أيضاً. وحينما تتكلم على الهاتف، يرغب في القيام بالشيء ذاته. من الجميل حقاً أن نرى كيف يستخدم الطفل كل لحظة لينسخ المواقف والحركات ونبرة صوت الراشدين.

جرّت سلينا ابنة الأربع سنوات لعبتها إلى غرفة نومها. وقالت وهي توبخ اللعبة: «طفلة سيئة، طفلة سيئة». ومن ثمّ أجلستها على الكرسي في الزاوية: «الآن ابقي هناك ولا تنهضي». وعبست وهي تغلق باب غرفتها.
ليس من المفاجئ أن تفكر أن أم سلينا تعاقب ابنتها بهذه الطريقة. فالطفل يراقب بانتباه كامل كل ما يقوله أو يفعله الراشد ويكرره بحذافيره بصدق وبدون نقد، فكل شيء بالنسبة إليه يستحق التقليد. وبناء عليه نقول إن أمام الراشد الذي يعيش على مقربة من طفل صغير مسؤولية أن يكون قدوة جيدة.

ذكر أم أحد تلاميذي وهي تقول لي: «ليس عليّ أن أسأل عما يجري في صفك اليوم، إذ يكفي أن أراقب بولا تلعب لعبة المدرسة لأعرف. إنها تبدو مثلك تماماً بحيث أخالني أحياناً أراك هناك حقاً»
يمكن ملاحظة مرحلة التقليد بوضوح عند الطفل الصغير ولكننا نظل نلاحظها حتى التاسعة من العمر. باستطاعتنا الاستفادة من حماسة الطفل إلى التعلم في هذه المرحلة وتعليمه مهارات تخوّله أن يصبح مستقلاً، فهذه الاستقلالية تعطيه الثقة بالنفس وتعيد تأكيد شعوره بالكفاءة عندما ينجز شيئاً ما وحده.

خلاصة القول إن الولد يتعلم من مراقبة الأفعال أكثر مما يتعلمه من خلال سماع الشروحات والتفسيرات. وبدل أن تشرح له، دعه يراك تطبق مهاراتك ومعارفك. لا بأس أن يصاحب أفعالك بعض الشروحات البسيطة ولكن لا تعلمه أبداً كيف يفعل الشيء عبر الكلمات. الطفل بحاجة إلى رؤية الأمور وهي تُنجز.

اترك رد