تأديب اطفالكم الصبيان: كيف ومتى تؤدبونهم?

0

تأديب اطفالكم الصبيان بمعنى التعليم:
إن بعض أهم الأسئلة التي يطرحها الأهل بشأن تربية الصبي تتعلق بالتأديب وفرض قواعد السلوك الحسن. لعلك ترغبين في أن تعرفي كيف تشجعين ابنك على اعتماد سلوك متعاون وايجابي؛ لعلك ترغبين في أن تعرفي كيف تبقينه بعيداً عن المشاكل فيما هو يكبر ويواجه مخاطر وتحديات جديدة. لا بد أنك تريدين أن تعرفي كيف تتصرفين عندما يتحداك أو يتصرف بقلة احترام أو بإهمال وطيش. لكن ما هو التأديب الفعّال على أيّ حال

تأديب اطفالكم الصبيان والتربية الطويلة الأمد

أتذكرين لائحة الصفات التي تريدين لابنك أن يتعلمها؟ سيعلّم التأديب الفاعل والمحب ابنك كل ما يحتاج معرفته ليعيش حياة ناجحة ويبني هذه الصفات في شخصيته خطوة بخطوة ويوماً بعد يوم. يتضمن التأديب ما هو أبعد مما عليك فعله عندما يسيء ابنك التصرّف (وهذا ما سيفعله). التأديب هو أن تعلّمي ابنك أن يعيش وأن يتخذ قرارات جيدة ويحل المشاكل بطريقة فاعلة. يعلّم التأديب الثابت الثقة ويظهر الحب الحقيقي. تأديب اطفالكم الصبيان الذي يتم بلطف وحزم سيجعل من الصبي الصغير رجلاً صالحاً.

الحب والحدود

لا بد لكل فرد أن يعيش ضمن حدود معيّنة. فالحدود تولّد الأمان وتشجّع الاحترام في المجتمعات والأمم؛ لدينا قوانين تمنع السرقة والقتل وإلحاق الضرر بملكيات الآخرين. مرّ معظم الراشدين بتجربة واحدة على الأقل مع شرطي المرور. لعلكم تعرفون حدود السرعة وتعلمون أن تجاوزها سيكلفكم غرامة لكن ألا تتجاوزون أحياناً هذه الحدود قليلاً إن كنتم على عجلة من أمركم؟ من الحكمة أن نعترف بأننا إذا كنا نحن نتجاوز الحدود أحياناً (على الرغم من أننا نعرف النتائج والعواقب) فسيحذو أبناؤنا حذونا أيضاً. الأمر الأهم هنا هو رد فعلكم.

فيما أنت تفكرين في كيفية تعليم ابنك قواعد السلوك التي يحتاجها، قد يفيدك أن تفكري في الهدف الطويل الأمد للحدود التي تضعينها:

الحدود الاعتباطية التي ليس لها هدف واضح ستدفع ابنك إلى المقاومة وحسب. الحدود مفيدة للأولاد فقط عندما تتعلق بالسلامة أو توضع لتعليم مهارات الحياة كالتعاون والمهارات الاجتماعية والإحساس بالمسؤولية وحسن السلوك واحترام الآخرين.
إنّ موقفك هام جداً عند وضع حدود لابنك. إن كنت قاسية أو لئيمة أو تعتمدين القصاص، فمن المرجح أن يتعلم ابنك التحدي أكثر من التعاون. تصبح الحدود فعالة أكثر عندما توضع وتُطبّق بسلوك يقوم على احترام الأشخاص المعنيين كلهم.
إذا كان ابنك دون الرابعة من عمره فأنت مسؤولة عن وضع الحدود. أنت تقررين متى يخلد إلى النوم وما يمكنه أن يلمس وما عليه ألا يلمس والأماكن التي يمكنه الذهاب إليها.

بعد سن الرابعة، وفيما ابنك يتعلّم أن يفكر بشكل منطقي وأن يزن الخيارات، يمكنه أن يتعلم مهارات الحياة الطويلة الأمد عندما تشركينه في وضع الحدود وفي فهم نتائج سلوكه الخاص. سيعود القرار النهائي لك لكن عندما تتاح للأطفال فرصة المشاركة وطرح الأسئلة وتقديم الاقتراحات فمن المرجّح أن يتعاونوا.
يعتمد طفلك عليك كي تفكري جيداً في مستقبله وتضعي له حدوداً ترشده وتشجّعه على القيام بخيارات جيدة في عالم معقّد.

اترك رد