لا، ليس لكم تأثير على ذكاء ولدكم

0

ذكاء الأطفال:
يعتبر الذكاء من الخصائص الوراثية لدى الانسان.

شهدت أساليب فحص المساهمة الجينيّة أو الوراثية على مستوى الذكاء تغيّراً كبيراً مقارنة مع ما أكّده فرنسيس غالتون، منذ القرن التاسع عشر، حول الوراثة في مسألة الذكاء.

قابلية مرض ما للانتقال بالوراثة تساهم بنسبة مئوية معيّنة في تغيّرات سمة ما ضمن مجموعة تعتبر ذات خصائص وراثية. تسمى منهجيّة القرن الحادي والعشرين التي تسمح بمقارنة الحمض النووي لأيّ شخص بشكل مباشر “مقارنة الصفات المركّبة على مستوى الشريط او المحتوى الوراثي”.

ساندت النتائج التي تم الحصول عليها بواسطة هذه الطريقة الاكتشافات التي توصّلت إليها الأبحاث السابقة، التي استندت بدورها إلى منهجيّة دراسة التوائم بغية اكتشاف ما إذا كان الذكاء سمة وراثية وإلى أيّ مدى.

قارن فريق البحث الذي عمل على التوائم تماثل الذكاء لدى التوائم المتطابقة الذين لديهم الحمض النووي نفسه، مع تماثل الذكاء لدى التوائم غير المتطابقين الذين يحملون فقط نصف الحمض النووي نفسه.

نتائج الدراسات

أظهرت الدراسات أنّ التوائم المتطابقين لديهم ترابط أعلى في ما يتعلق بمستوى الذكاء (أكثر من 0.80) إلا أنّ هذا لا ينطبق على التوائم غير المتطابقين (حوالى 0.60).

وأظهرت هذه الدراسات أيضاً أنّ توفّر البيئة المشتركة نفسها في المنزل للتوأم، تفقد البيئة غير المشتركة بينهما (تأثيرات خارجية بعيدة عن المنزل) أيّ أثر ملحوظ على الذكاء بعد سن ثماني عشرة سنة.

والسبب هو أنّ الأولاد حين يكبرون وتتاح لهم فرصة اختيار البيئة، يختارون مستوى التعقيد الذي يناسبهم أكثر بحسب المستوى الجيني أو الوراثي للذكاء لديهم.

قد يبدو هذا مربكاً لكنه يعني في الواقع أنّ قابلية توريث الذكاء تزداد كلما تقدّمنا نحو سن البلوغ حيث تتجاوز نسبتها 80%. وهذا يجعل من الذكاء إحدى الخصائص الأكثر توارثاً عند الانسان.

premium freepik license
وعلى الرغم من أنّ للوراثة تأثير كبير على الذكاء إلا أنه أليس من السهل أبداً أن نحاول اكتشاف أيّ الجينات هي تلك المرتبطة بالذكاء.

تم اكتشاف الجينات المعنيّة لكن من المؤكّد أنّ الذكاء متعدد الجينات ما يعني انّ عدداً كبيراً من الجينات يلعب دوراً وأن لكل واحدة منها تأثيراً معيّناً ضعيفاً.

جرت خلال العقود الماضية محاولات عديدة لزيادة الذكاء بواسطة تدخّلات متعددة على مستوى البيئة، كعزف موسيقى موزارت للأولاد، لكن النتيجة كانت كالتالي: إما لم يترك ذلك أيّ أثر على مستوى الذكاء وإما لم يكن هذا التأثير في حال وجد، مهماً ومستداماً. ثمة مثال على تدخّل مكلف جداً وشامل ومكثّف على مستوى البيئة بهدف زيادة مستوى الذكاء، وهو البرنامج التعليمي المسمى هاد ستارت Head Start الذي أطلق في الولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي.

في هذا البرنامج، وفي برامج أخرى مماثلة، سجّلت زيادة بضع نقاط فقط في معدّل الذكاء، لكن هذا المعدّل لا يلبث أن يتراجع ما إن ينتهي التدخّل. وهذا ما يسمى “تأثير التلوّن”.

أشيد بحماسة كبيرة بمحاولات زيادة معدّل الذكاء بالغذاء، كالرضاعة والمكملات الغذائية من أحماض دهنية أوميغا-3، إلا أنّ النتائج جاءت متناقضة.

سجّلت أنواع أخرى من التدخّلات التي تضمّنت أدوية لتعزيز وتقوية القدرات الادراكيّة وتنشيط الدماغ من دون تدخّل جراحيّ بواسطة الحقول المغنطيسية، والتيار الكهربائي واللايزر البارد، تأثيرات محدودة وقصيرة المدى على الأداء إلا أنها لم تفلح في زيادة معدل الذكاء.

ولعل الأسوأ هو أنّ بعض هذه المنهجيات أو الطرق أدّت إلى خفض الأداء في اختبارات تحديد مستوى الذكاء.

وعلى الرغم من أنّ طبيعة محاولات زيادة الذكاء مشبوهة في أغلب الأحيان، إلا أنّ العديد من الحقائق التي لا تقبل الجدل ظهرت مع مرور الوقت في ما يتعلق بالضرر الذي تلحقه هذه المحاولات بالذكاء.

على صعيد التغذية، تبيّن بشكل قاطع أنّ النقص في اليود يقلل إلى حدّ كبير من نسبة الذكاء. وكل ما يلحق الضرر بتركيبة أو عمل الدماغ يؤدي إلى خفض معدل الذكاء.

ونتحدّث بشكل خاص هنا عن الإصابات في الرأس، وبعض الأمراض، والسموم الموجودة في البيئة وعن استخدام بعض المواد. أما العوائق المعروفة التي تحول دون التطوّر الفكري لدى الأجنّة والأطفال فتتضمن استهلاك الأم للكحول خلال فترة الحمل، والنظام الغذائي السيء على المدى الطويل والتعرّض للرصاص في الجو.

ويتم الربط بين الوزن الكبير عند الولادة ومعدلات الذكاء المرتفعة: فالأمهات اللواتي يتمتعن بمعدل ذكاءٍ عالٍ ينجبن بشكل عام اطفالاً يسجّلون وزناً أكبر عند الولادة.

والأطفال أصحاب الوزن الأكبر عند الولادة ينمّون بشكل عام معدلات ذكاء أعلى.

اترك رد