عندما يُسقط الأهل تجاربهم المؤلمة على أطفالهم يفسدون حياة أبنائهم ويدمرونها . كيف؟

0

عندما يُسقط الأهل تجاربهم المؤلمة على أطفالهم:
يخشى بعض الأهل أن يعاني أولادهم مما عانوه من محن، لذا يُسقط الأهل تجاربهم على أولادهم ويحاولون في الوقت ذاته مساعدتهم على تجنب معاناة شبيهة بمعاناتهم.
«عندما كنت في الخامسة عشرة، ذهبت إلى حفلة وهناك قام ولد سكران باغتصابي. لا أريد لابنتي أن تخوض التجربة ذاتها لذا لم أسمح لها بالذهاب إلى الحفلات ولا أدعها تخرج وحدها، علماً أنها أصبحت في العشرين من العمر. وما أفعله هو من أجل مصلحتها».
وهناك قصة أخرى عن أم أنجبت يوماً ولداً غير شرعي، راحت هذه الأم تعلِّم ابنتها أن جميع الرجال «وحوش» ولم تسمح لها بأن تصاحب أحداً. ولكن إذا كبرت هذه البنت مع هذا الاعتقاد السلبي عن الرجال فستجذب هذا النوع من الرجال لأن واقعها سيطابق ما تتوقعه من الحياة من توقعات موجودة في عقلها الباطني.
لسوء الحظ انه عندما يُسقط الأهل مخاوفهم ورعبهم على أولادهم ، يدمرون حياتهم. وعندما نتصور وجود مخاطر منافية للعقل، فنحن بذلك نحميهم من وحوش غير موجودة وباسم الحب لا نسمح لهم بالعيش والاستمتاع بحياتهم. فيكبرون وهم يعيشون في رعب بدون أن يعرفوا أحياناً السبب وراءه.

الأهل الذين يسقطون مخاوفهم على أولادهم، يفقدون التوازن. فعلى سبيل المثال، إن الأب الذي عانى من حرمان مادي في صغره، تجده اليوم يعطي ابنه بإفراط وعندما يحرمه من شيء ما، يشعر بذنب رهيب. والوالد الذي كان والداه مستبدين، يربي أولاده في فوضى عارمة ولا يقدر على فرض أي حدود. والأم التي ترعرعت في كنف «الهجر» تتمنى ألا يغيب أولادها عن ناظريها أبداً. إنه التأرجح من تطرف إلى آخر وهنا الأولاد هم من يعانون من العواقب. الأهل الذين يعوضون عن حرمانهم، يضحون بأبنائهم أثناء قيامهم بذاك التعويض.

هل يا ترى يمكن إلغاء الخوف من حياتنا؟

لا، ليس ممكناً. ولكن عوض السماح للخوف بأن يدير حياتنا، علينا التحكم به . للخوف وظيفة غايتها الحماية فهو ينذرنا عندما نكون في خطر وقد يكون أيضاً مؤشراً ومحفّزاً للتغيير. إذا ما لاحظنا متى يظهر الخوف، تمكّنا من العمل على ثقتنا بأنفسنا. مثلاً، إذا كنا نشعر بالخوف عندما نلتقي بالغرباء، فعندئذ علينا أن ندرك أن المطلوب العمل على تقوية ثقتنا بأنفسنا على صعيد العلاقات.وإذا كان الواحد منا يشعر بالثقة بنفسه في وجود الرفاق ولكنه يشعر بالخوف إذا كان وحيداً فليعمل على حل هذه النقطة. يجعلنا الخوف نعرف متى نكون غير آمنين فيمكننا عندها من التوّجه إلى حيث الحاجة إلى العمل على داخلنا

القليل من الخوف مساعد لنا بل باعث على التحدي أيضاً، أما الكثير منه فيشلنا ويحول بيننا وبين العيش حتى الذروة.عندما أسمح للخوف بالسيطرة على حياتي، إنما بذلك أجعله يؤثر في إرادتي ويمنعني من اتخاذ الإجراءات والنتيجة أن أعجز عن الحركة وان أفقد الفرص التي تقدمها الحياة لي وأن أحكم على نفسي بالعيش عيشة محدودة ضيقة متوقعاً الأسوأ، ممرراً هذه المشاعر إلى أولادي.

إحدى الطرق التي تساعد على التخلص من الخوف هي مواجهته مباشرة. الواقع أن تجاهل الخوف أو كبحه أو محاولة الهرب منه يضعفك ويقوي تأثيره ومفعوله
معظم مخاوفنا هي من بنات أوهامنا، فنحن نخلقها ونسمح لها بالتوسع ثم نشكو عندما تؤثر فينا أو تسيطر على حياتنا. لقد علّق مارك توين مرة: «في حياتي آلاف المخاوف ولكن معظمها لم يحدث قط في حياتي»
إذن أصغ بحذر إلى صوت الخوف في عقلك ولا تدعه يهزمك. تذكر أن الشخص الشجاع ليس شخصاً خالي القلب من الخوف بل هو شخص يفعل ما يحتاج القيام به رغم خوفه. ثق بنفسك ودع الخوف يعرف من هو السيد.
«نعم، أنا أسمعك ولكني قررت التصرف رغماً عنك، فلن أجعلك تستطيع الحؤول بيني وبين القيام بما أريد وبيني وبين إسعاد أولادي ومساعدتهم على الترعرع وهم أحرار في اختبار الحياة والاستمتاع بها».

اترك رد