وجهوا رسالة إلى ولدكم المراهق : كيف تعبرون عن مخاوفكم ومشاعركم دون أن تجرحوه

0

رسالة إلى ولدكم المراهق

أعلم أنك تمر بفترة صعبة، وأنك لا تعرف حتى كيف تعترف لنفسك بذلك. أنت تبحث وتجد وتشعر وترفض وتبتكر وتخلق وتتفاخر بنفسك.
لا تعرف كيف عليك أن تحدثنا، وربما نحن أيضاً. لهذا السبب أقوم بكتابة رسالة لابني المراهق.
تشعر أن هذه القواعد التي يفرضها الأشخاص البالغون دون أن يحاولوا فهمك تقيّدك.
متطلباتك واحتياجاتك كبيرة، ولديك غالباً الإحساس بأن جميع من حولك لا يكترثون، وأن الآخرين لا يلاحظون حتى وجودك.

تتمنى أن تكون مستقلاً لكن هذا الأمر لا يتم كما تريد.

إذا كنتَ تظن أن الأوان قد فات، فإنك مخطئ، لم يفت الأوان بعد، حتى لو أن الطريق سيصبح أطول وأكثر تعقيداً مما كنت تتوقع أو تتمنى.
ما نتمناه فعلاً هو أن نتمكن من منحك السلطة على حياتك.
إنها عملية تعلّم، بنجاحاتها وإخفاقاتها، ستتمكن عبرها من التعرف على جوهرك وكبريائك وقوتك.
خلال فترة التعلم والتدريب هذه، عليك أن تكون القائد لوحدكَ في الخطوط الأمامية. سيكون والداك هنا لمراقبتك، وتأمين الحماية والدعم لك عند الحاجة إذا لزم الأمر.

نحن نثق بقدرتك على التعرف على قيمتك الخاصة وعلى التصرف بمصداقية متبعاً قوتك الداخلية.

خلال السنوات الأخيرة لطالما تولينا عنك أمر مسؤوليات حياتك: واجباتك المدرسية، تنظيم وقتك وما إلى ذلك، ولطالما طلبتَ منا ممتعضاً أن نتيح لك الفرصة للقيام بذلك بمفردك.
كنا نصغي إليك قليلاً في بعض الأحيان، لأننا لم نكن مقتنعين بالطريقة التي تتولى عبرها شأن مسؤولياتك الخاصة. لقد قمنا بلومكّ كثيراً، وهذه الانتقادات أحدثت الكثير من الصراعات بمواجهة حاجتك إلى إثبات نفسك، وقد عانينا جميعاً نتيجة لتلك الصراعات.

نحن ندين لك باعتذار على كل هذا.

سيكون من الأفضل بالنسبة إليك أن نتوقف عن تولي مسؤولياتك نيابةً عنك. لذللك قررنا أن نتوقف عن ذلك.
نحن نعلم أن ذلك سيكون صعباً جداً علينا.
سيكون علينا تيني عادات جديدة، وخلق وتعزيز اتصالات عصبية جديدة في دماغنا، كي نتمكن من عدم التدخل في شؤونك بعد الآن.
وسيكون ذلك أصعب علينا حين تقوم بأمور لا نحبها، لكن سيكون عليك أن تذكرنا وأن تذكر نفسك بأنها مسؤوليتك أنت.
نحن نعلم أنك قادر على تولي مسؤولية نفسك بنفسك، مع احترام قيمنا واحترام نفسك.
نحن نثق بك. ونحبك.
أنت مصدر فخرنا، ونحن نشكرك على ذلك.

اترك رد