لماذا وكيف على الأهل أن يطمئنوا كل ولد من أولادهم إلى مكانته عندهم وفي قلبهم؟ ستغيرون حياته

0

أعرف أن لك مكانة خاصة في قلبي
عندما نأتي لمشاهدة مباراة رياضية بدون أن نكون مسبقاً قد حجزنا مقعداً، نحاول أن نصل إلى هناك باكراً لنتأكد من أخذ مكان جيد، وترانا نقف في صف طويل ونتدافع بالمناكب مع الآخرين محاولين جميعنا التنافس على أفضل المقاعد.
هذا ما على الولد القيام به إذا لم يكن مطمئناً إلى مكانته في العائلة. تجده خائفاً دائماً من أن يُترك في الوراء ومن أن يحوز إخوته على الأفضلية في قلوب والديه. هذا الولد سيحاول انتقاد إخوته ويشي بهم ليكون المفضل عند والديه. هذا الولد كالشخص الذي يذهب إلى المسرح ويتدافع للحصول على أفضل المقاعد وهو سيفعل ما بوسعه ليتقدم على إخوته.

ولكن ما الذي يحدث إذا كنا قد حجزنا مقعداً مسبقاً؟

عندما نحمل بطاقة دخول في أيدينا متأكدين أن لدينا مكاننا الخاص المحجوز، نكون هادئين، عارفين أننا سنصل إلى المبارة الرياضية في الوقت الذي ستبدأ فيه بدون تدافع واستعجال. على الأهل أن يفعلوا الشيء ذاته، عليهم أن يطمئنوا كل ولد من أبنائهم إلى أن له مكاناً في قلوب العائلة وهذا المكان محجوز في الصفوف الأمامية. إذا كان الوضع كذلك فسيتوقف الولد عن القلق، شاعراً بالأمان من أن لا أحد قد يأخذ هذا المكان منه، ولن يعود إخوته بالنسبة إليه الأعداء الذين أشعل الحرب ضدهم. ينتهي التنافس وتحل المودة.

كيف نطمئن كل ولد من أبنائنا إلى وجود مكانة في أنفسنا وقلوبنا؟

يمكننا ذلك من خلال إشعار كل واحد منهم بأنه شخص فريد،مميز، ومختلف عن الآخرين وعبر التأكيد على فرادته وسماته بدون مقارنته بأحد.
قالت أنجي وهي تستهزئ بأخيها هيوغو: «انظر إلى مدى سرعتي في القراءة، أنت كالسلحفاة». قالت الأم: «نعم، أنت سريعة بالقراءة وأخوك سريع بالركض»

عندما أتذكر هذا المثال، أفكر كيف لا نعرف من سيكون الأفضل غداً، الذي يركض كالريح أم الذي يقرأ جيداً. نحن لا نعرف ما الذي يحمله المستقبل ولكن بإمكاننا أن نتأكد، من خلال إدراكنا لصفات كل ولد من أولادنا ومن خلال عدم المقارنة، أنهم سيكونون أقوياء لمواجهة العالم الصعب الذي سيحاول بدون أدنى شك أن يضع مهاراتهم تحت الاختبار.

علينا إضافة إلى إدراك مقدراتهم وخصائصهم أن نعطي الولد مكانة في قلوبنا لا يمكن فقدها أبداً، شارحين له أن لا نهاية لحبنا له وأن حبنا لإخوته وأخواته لن يأخذ مثقال ذرة من حبنا له. يمكننا أن نستخدم شعلة شمعة واحدة لإشعال عدد لامتناه من الشموع وهكذا هو حبنا أيضاً إذ نقدر أن نوزعه بدون حد أو قيد.

اترك رد