كيف على الأهل الذين تعرضوا للإساءة النفسية في الصغر، ألا يرتكبوا ذات الأخطاء مع أطفالهم؟

0

الإساءة النفسية في الصغر:
شعرت بالإنهاك الشديد في هذه اللحظة بالذات.. فبعد نهار حافل مع أطفالي.. انفجرت غاضبة بابنتي الكبيرة ولم أترك صفة مؤذية لم أقلها لها.. ما زالت كلماتي لها تتردد في رأسي:”أنت مهملة.. غبية .. فوضوية.. لئيمة .. حقيرة”.. يا لها من كلمات كيف أطلقتها على طفلتي البريئة .. لماذا سمحت لنفسي بذلك.. هكذا كانت نفسي تحدثني .. وكنت في رأسي أسمع صوتاً من بعيد هو صوت أمي وهي تنعتنتي :” بالبلهاء.. الغبية .. المشاغبة”.. يا إلهي ماذا فعلت:” أنا أكرر ما تعرضت له من إساءة في صغري بالإساءة إلى أطفالي .. ومع أني أعرف غلطتي أعود في كل مرة إلى ارتكاب نفس الخطأ حينما أغضب.. فلماذا أفعل ولا أتوب أو أتوقف .. لمَ تنهزم إرادتي كلما تعرضت بضغط نفسي أو ما شابه ولم أكرر ذات الإساءة النفسية مع أطفالي؟

لماذا..لماذا؟

إذا كان الأهل في صغرهم قد تعرضوا للإساءة النفسية من قبل أهلهم فقد يطلقون هم أيضاً على أولادهم صفات ونعوت أو يكررون الأوضاع المسيئة التي مرت معهم سابقاً. الواقع أن الطبيعة الإنسانية تجعلنا نكرر ما ارتُكب بحقنا، ولكن سلوكنا هذا غير عائد إلى الحقد وتعمّد الأذى بل عائد إلى جهلنا أو افتقارنا إلى الوعي. نحن نكرر عادات متجذرة فينا، ولكن لو رحنا نراقب بصبر وقوة إرادة ما نقوله عندما نوبخ أولادنا، لأصبحت هذه العادات الموروثة عادات جديدة يتضمنها الاحترام. بهذه الطريقة يمكننا أن نربي أولادنا بدون أن نؤذيهم.

إليك بعض الأمثال:
  • بدل أن تقول:
    «سامي يا لك من مؤذ! اترك أختك وحدها. كم أصبح عمرك؟ توقف عن الاستقواء عليها»
  • قل:
    «سامي. اترك أختك وشأنها. لن أسمح لك أن تضربها»

في المثال الأول تضررت صورة سامي الذاتية عندما لُقّب بالمؤذي والمستقوي. أما في المثال الثاني فالحدود وضعت بدون التسبب بإهانة شخصية.

نموذج آخر
  • بدل أن تقول:
    «ديبي أنت بطيئة كالسلحفاة. لا أصدق أنك بعد ساعتين من الوقت ما زلت تحلين فرضك. وليس الأمر فقط أنك لم تنهِ بعد فرضك، بل انظري إلى أخطائك».
  • قل:
    «ديبي أرى أنك لم تنهي فرضك بعد. أريد أن اذكرك أن برنامجك المفضل بعد نصف ساعة. إذا لم تنهي فرضك فلن أسمح لك بمشاهدته»
  • وبدل أن تقول:
    «يا غبي! لماذا لم تنتبه؟»
  • قل:
    «انتبه. إن كنت أكثر حذراً، فكل شيء سيكون أفضل»

واجبنا كأهل أن نصحح أخطاء أولادنا. إن طريقتنا في تصحيح أخطائهم قد تكون إما طريقة تساعد الطفل حتى يصبح واثقاً من نفسه، موثوقاً به، ومتفائلاً. وإما طريقة محبطة، مثبطة للهمة، تحط من قدر المرء.. إذا تعلمنا كأهل أن نصحح أخطاءهم باحترام، سينشأ الطفل دون المس بثقته بنفسه، عارفاً أنه، حتى في الأوقات التي يخطئ فيها، هو شخص محبوب، مقبول.

اترك رد