من الذي يعاني أكثر حين يؤخذ منه طفله: الأم أو الأب ؟

0

حين ينفصل الوالدان، من يعاني أكثر حين يؤخذ منه طفله: الأم أو الأب؟ إذا أجبتم بشكل تلقائي “الأم”، إذاً أنتم واقعون ضحية للصورة النمطية الثقافية.
في الواقع، يعاني الوالدان بطريقة متساوية.

تتعرض العلاقات الزوجية الحديثة لضغط كبير

في الماضي، كان الزواج ضرورة. كان هناك بالتأكيد الكثير من الروابط العاطفية، لكن لم يكن الأمر يقتصر على ذلك. إذ كان هناك العديد من الأمور الأخرى التي تربط الزوجين.
أما اليوم، فقد أصبح الزواج بشكل حصري إلى حد ما ناتجاً عن علاقة حب. وحين يتم التحدث عن الحب، غالباً ما يخطر ببالنا فكرة الافتتان العابر. بالنتيجة، تنتهي اثنتان من أصل 5 علاقات زوجية بالطلاق.
حين يقرر زوجان، لم ينجبا أولاداً، الانفصال، تبدو الأمور إلى حد ما بسيطة. لكن بمجرد وجود طفل أو أكثر من طفل، تأخذ الأمور منعطفاً دراماتيكياً بشكل أكبر.

الطلاق ينهي الزواج لا الأبوة أو الأمومة.

تنتهي علاقة الطرفين كزوج وزوجة، لكن يستمران بكونهما والدين.

الطلاق: مصدر رئيسي يسبب التوتر للجميع

غالباً ما تكون حالات الطلاق مسببة للتوتر والضغط النفسي، لا فقط بالنسبة للطرفين المطلقين، لكن أيضاً لأقاربهما. لكن الأطفال هم اكثر من يتأثر بتداعيات هذا الانفصال.
هم لا يريدون أن يخسروا لا والدهم ولا والدتهم، ولا يريدون الاختبار بينهما.من الأفضل ان يتلقوا الحب والاهتمام من كلا الوالدين، أياً كان الطرف الذي سيتم اختياره كوصي على الأطفال. إنها “مصلحة الطفل العليا”: أن يبقى لديه أم وأب حتى بعد الطلاق

  • تبدأ متلازمة نفور الطفل من أحد والديه بالظهور عندما يبدأ الطرف الذي نال الوصاية على الطفل، والذي غالباً ما يكون الأم وفق الإحصائيات، ب”تسميم” علاقة هذا الطفل بالطرف الآخر.
  • يتم إخبار الطفل بشكل علني أو بشكل سري أن عليه الاختيار بين أحد الطرفين (أمه أو أبيه). وبالتالي غالباً ما سيختار أمه لأن والده شخص شرير وفظيع.
  • تكرر الرسائل،التي يتم تصوير الأم عبرها على أنها ضحية للأب، نفسها لأشهر وسنوات، مما يفرض إحساساً بالذنب لدى الطفل.
premium freepik license
يبدأ بالتفكير أنه إذا شعر بالحب تجاه أبيه وأظهره أو عبّر عنه، سيبدو وكأنه يخون أمه.

يكون هذا التأثير على الطفل قوياً خاصةً إذا صدر عن أفراد آخرين من عائلة الأم. غالباً ما تحاول الأم منع لقاء الطفل مع الأب وفقاً للشروط التي تحددها المحكمة بشكل مستمر، تحت ذرائع مختلفة.
في حالات الطلاق المعقدة بشكل خاص، تتجه الأم إلى حد اتهام الأب زوراً بأنه طاغية ومستبد لا يمكن أن يتحمل مسؤولية طفل، بل والأسوأ من ذلك، تعبر عن شكوك بأن الأب يقوم بالاعتداء على الطفل جنسياً.
في مثل هذه الحالات، يتم تدخل مركز العمل الاجتماعي. غالباً ما يتبنى الأخصائيون الاجتماعيون وجهة نظر الأم في مواقف كهذه، ويتخذون قرارات ليست في صالح الأب خوفاً من الوقوع في الخطأ.
يؤدي كل هذا في النهاية إلى شبكة معقدة من التلاعبات القانونية هدفها الرئيسي يقتصر على منع الاتصال واستعادة الرابطة العاطفية بين الطفل ووالده. لذلك الأب المنفصل عن طفله لا يعاني فقط لأنه عاجز عن رؤية طفله أو لأن هذا الأخير يتصرف بتخفظ تام تجاهه حتى عندما يلتقيان، بل يعاني أيضاً من الظلم الذي يقع عليه.
كما أنه يعاني من قلة الاهتمام في قضيته وبطء الخدمة الاجتماعية، كما بطء تحرك الهيئات التي ينبغي أن تحمي الآباء وبالتالي حقوق الأبناء بشكل أسرع.
على الرغم من أن الآباء هم ضحايا الإقصاء عن أطفالهم كما تثبت الإحصائيات، إلا أن هناك أمثلة مناقضة يلعب فيها الأب دور الشخص الذي ينفر الطفل عن الأم.
في الحياة العملية، تعرفتُ على الكثير من الأمثلة التي نجح خلالها الأب، عبر التلاعب العاطفي وغيره من الأساليب، في إبعاد الأطفال عن الوصي الذي اختارته المحكمة أي عن الأم.
في معظم هذه الحالات، استخدم الأب المال كوسيلة لإرضاء الأطفال وإفسادهم. مع بعض التقليل من شأن الأم من وقتٍ لآخر.

كيف يؤثر فقدان الرابطة العاطفية مع أحد الوالدين على الطفل؟

تثبت الإحصائيات أن هؤلاء الأطفال قد تعرضوا لاحقاً لأضرار جسيمة. مقارنة بباقي الأطفال، هم أكثر عرضة لخطر التوقف عن الدراسة، أو الانحراف، أو تعاطي المخدرات والكحول، أو التعرض للاكتئاب أو الإصابة باضطرابات عقلية أخرى، أو محاولة الانتحار.
وهي أمور لا يفكر فيها وحتى لا تخطر على بال والدي طفل يبلغ من العمر أربع أو خمس سنوات.
لكن الأخصائيين يعرفون كل هذا. لذا يشعرون أنهم ملزمون بالتعامل مع متلازمة نفور الطفل من أحد الأبوين باهتمام أكبر.

نوع من أنواع الإساءة

اليوم، يتم اعتبار إبعاد الطفل عن أحد والديه شكلاً من أشكال إساءة المعاملة للطفل ..لهذا السبب غالباً ما تُعطى حضانة الطفل في بعض البلدان للطرف الآخر، عندما يتم إثبات أن أحد الوالدين يحاول إبعاد طفله عن الوالد الآخر، سواء كان الأم أو الأب.
يُنصح جميع الراغبين في الطلاق باستشارة مستشار زواج معاً. من المهم العمل على المشاعر النابعة من العلاقة بين الزوج والزوجة.

ما الهدف من ذلك؟ الهدف هو ألا تمتد هذه المشاعر إلى علاقة الأب أو الأم بالطفل.

يفضل العديد من الخبراء الحضانة المشتركة التلقائية. فهي في الواقع، تؤدي إلى تفادي الخلافات حول الأطفال على المدى الطويل. وتجبر كلا الشريكين على تعلم العمل معاً والتعاون لمصلحة طفلهما كأب وأم.

اترك رد