الطفل الوالد والطفل الأبدي : أنواع العلاقات الأخوية السامة الثلاثة

0

أنواع العلاقات الأخوية:
في ديناميكية الطفل الوالد والطفل الأبديّ ضمن العائلة، أحدهما يشيخ بشكل أسرع مما ينبغي له فيما لا تسنح للآخر فرصة أن ينضج.
تظهر العلاقات الأخويّة السامة عندما يكون الوالدان مشغولين على الدوام، مكتئبين، عنيفين، نرجسيين أو يحبان السيطرة على أولادهم والتحكّم بهم. عندما لا يضع الأهل حدوداً أو لا يعالجون العلاقات بين الأخوة والأخوات بطريقة سليمة وصحيّة، نشهد علاقات سلبيّة ومؤذيّة بين الأولاد.

الطفل الوالد والطفل الأبدي

الطفل الوالد في هذا الإطار هو ذاك الذي نضج قبل أوانه. وهو مسؤول دوماً ومنظّم وعقلاني. أما الطفل الأبدي فهو نقيضه تماماً. إنه قويّ العزيمة، يتبع أحلامه وشغفه ويفتقر إلى الانضباط الذاتي. يحتقر الطفل الأبديّ الحدود والالتزام ولديه الكثير من الأفكار والمشاريع لكنه يفتقر إلى المثابرة لتحقيق أحلامه. يجد صعوبة في تحمّل العمل فيميل إلى الهروب عبر الحلم ما أن تصبح الأمور معقّدة جداً. في الواقع، ينتقل من مشكلة إلى أخرى، ويبدّل عمله باستمرار ويتخلى عن علاقاته ما إن تسوء الأمور ولا يكرّس نفسه لهدف أو جهد ذي معنى.

غالباً ما يكون الطفل الأبدي ساحراً وعفوياً ولعوباً. إنه صديق مسلٍ لكنه ليس شريكاً يمكن الاعتماد عليه. وبما أنه طفل يعيش في جسد شخص راشد، يصعب عليه أن يكون راشداً عملياً في عالم الواقع.

Cute Little Sister Laying Next to Her Baby Brother on Blanket.العلاقات الأخويةCute Little Sister Laying Next to Her Baby Brother on Blanket.
إذا ما كان في الأسرة طفل ذهبي، فهناك أيضاً طفل والد

بما أنّ أخاه/أخته يشكّل خيبة أمل، يشعر بأنّ عليه ألا يخيّب الأمل هو أيضاً. بالتالي، لا يجد أمامه خياراً آخر سوى أن يتبع المسار الذي رُسم له وأن يصبح فرداً ناجحاً في المجتمع، يفعل كل ما هو متوقّع منه.
لكن هذا ليس خياره الخاص بل هو انصياع لرغبات الأهل وتطلعاتهم. لربما يتوجّب عليه أن يحلّ محل أحد الوالدين المكتئب والذي لا يقوى على لعب دوره أو لعله يبذل قصارى جهده كي يكون مثالياً لأن أحدهما عنيف جداً ولا يمكن توقّع ردود أفعاله.

وبما أنه لعب دور الوسيط والمصلح وصانع السلام طيلة حياته، لم يلتفت الطفل الوالد إلى حاجاته الخاصة. فهو يفكّر دوماً بما “يتوجب” عليه أن يفعله ولا يفكر أبداً في ما يريده فعلاً.

يهمل رغباته ويصبح شخصاً يكظم غيظه ولا يستطيع أن يسترخي.

في الواقع، يبذل الكثير من الجهد في كافة أوجه حياته: في المنزل، والعمل والعلاقات، ما يجعله معرّضاً بالتالي للإرهاق.
أما العامل الذي يعقّد هذه المسألة فهو الحسد الذي يشعر به الطفل الوالد حيال أخيه/أخته الطفل الأبديّ الذي لا يأبه لشيء ولا يتحمّل أيّ مسؤوليّة.
وعلى الرغم من أنه يحبه إلا أنه لا يستطيع أن يتخلّص من الشعور بالاستياء والنقمة بسبب ضياع طفولته. وفي الفاصل بين الحب والنقمة والحاجة إلى الحرية، يعيش الطفل الوالد غالباً أزمة وجودية في مرحلة لاحقة من حياته.

اترك رد