ما الذي يتعلّمه الصبيان من أمهاتهم وما أهميته في تطورهم النفسي؟

0

ما الذي يتعلّمه الصبيان من أمهاتهم؟
يتعلّم الصبيان دروسهم الأولى عن الحب والثقة من أمهاتهم. يرى الدكتور ويليام بولاك: «إن حب الأم لا يجعل الصبيان أضعف بل يمكنه أن يجعلهم أقوى وهو يجعلهم كذلك، عاطفياً ونفسياً. كما أنه لا يجعل الصبيان تابعين بل إن قاعدة الأمان التي تنشئها الأم المحبة، وهو الرابط الذي يمكن للابن أن يعتمد عليه طيلة حياته، تمنح الصبي الشجاعة اللازمة لاكتشاف العالم الخارجي. ولعل الأهم هو أن هذا الحب لا يجعل الصبي يتصرف على طريقة الفتيات بل إن الأم المحبة تلعب في الواقع دوراً أساسياً في مساعدة ابنها على تنمية ذكورته».

أهمية الملجأ المحب

في السنوات الأولى من حياته، نجد الصبي الصغير حائراً بين خيارين: فهو يتوق إلى الاستكشاف والتسلق والقفز والركض وهو يحتاج إلى البقاء قرب الراشدين الذين يجعلونه يشعر بالأمان. في الواقع، عندما يبدأ الصبيان بالمشي وبممارسة بعض الاستقلالية، يعكس نشاطهم هذه الحاجة المزدوجة. فهم يتجولون بعيداً عن الأم (في الحديقة الخلفية، في الملعب أو إلى منزل الجيران) ثم يعودون سريعاً من أجل حوار سريع أو عناق لمجرد التأكد من أنها موجودة في الجوار.

التواصل
ado
تحذير!

تعتقد بعض الأمهات اللواتي تأثرن برسائل الحضارة السائدة عن الرجولة الحقيقية، أنّ عليهن دفع أبنائهن بعيداً عنهن عاطفياً، وغالباً في سن مبكرة أيّ في عمر السنتين أو الثلاث سنوات. يحتاج ابنك إلى التواصل معك طيلة سنوات عمره وصولاً إلى سن المراهقة وخلاله. كوني حذرة بشأن التعدي على خصوصياته، لكن الابتعاد عن ابنك والانفصال عنه سيؤذيه أكثر مما سيساعده.

سيتعلم ابنك احترام الذات والثقة عندما تؤمنين له قاعدة محبة وآمنة في المنزل. عندما تتمكنين من تنمية الشعور بالانتماء والأهمية لدى ابنك، ومن تعليمه مهارات الحياة والطباع وعندما تعتمدين معه التربية اللطيفة والحازمة، سيتعلّم الثقة وسيتمكّن من مواجهة التحديات ومن التحرّك بحرية في عالمه. عندما تحرصين على أن تصغي إليه وعلى أن تركزي على الحلول للمشاكل التي يواجهها، تعلّمينه الوعي العاطفي وحسن الحكم على الأمور. يمكن لعلاقة قوية ومحبة مع أم جيدة أن تساعد الصبي على تعلّم مهارات الحميمية، وأن تدعمه في تنمية احترامه للنساء الأخريات وتحضّره لعلاقة تؤمِّن له الرضا والاكتفاء في يوم من الأيام.

اعرفي متى تطلقينه حراً

يمكن حتى لأكثر الأمهات حكمة أن تجد صعوبة في منح طفلها الحرية بالطريقة المناسبة عندما يبدأ بممارسة استقلاليته. إنّ رغبة ابنك في أن يقوم ببعض الأمور بنفسه، بدءاً من ارتداء ملابسه وصولاً إلى قراءة قصة عند النوم، قد تبدو لك كرفض شخصي لك.

من مفارقات التربية أنك حين تحسنين القيام بعملك كأم فإن ابنك سيتركك في نهاية الأمر.
ستتعلمين فيما ابنك يكبر كيف تجدين التوازن بين تقديم الدعم والتراجع إلى الخلف لتركه يتعلّم من تجاربه الخاصة… ومن أخطائه. يمكن للتشبث به بقوة أن يولّد صراع قوى بينكما لاسيما في فترة المراهقة (وهي فترة كثيرة المطبات حتى للأمهات والأبناء المقربين من بعضهم البعض). علّمي المهارات واصغي جيداً وغالباً ثم ثقي بابنك ودعيه يذهب.

اترك رد