كيف على الأم التواصل الفاعل مع أطفالها الصبيان؟
التواصل الفاعل:
يبني الآباء العلاقات مع أبنائهم عادة عبر اللعب والتحفيز، فهما يمارسان النشاطات معاً. لكن العملية تختلف بعض الشيء بالنسبة إلى الأمهات والصبيان فالرابط بين الأم وابنها ينشأ غالباً وببساطة من مجرد تمضية الوقت معاً. فمن الطفولة إلى الصغر والمراهقة، تكون الأم الجيدة موجودة. غالباً ما يقول الصبيان إن أمهاتهم هن من يفهمنهم. وينجم هذا التفهّم عن الساعات التي أمضتها الأم في تقديم اهتمام غير مشتّت، وفي الرد على الإشارات والتلميحات وتأمين الدعم والراحة والتشجيع.
الوعي الذاتي عند الأمهات
لعلك نشأت مع أخوة لك، صبيان نشيطون هم جزء من ذكريات الطفولة لديك. أو ربما لديك أخوات (أو ليس لديك أخوة أبداً) ويبدو لك أن الصبيان يأتون من كوكب آخر. لعل زواجك ناجح وقائم على الحب أو لعل شريكك خيّب أملك كثيراً. قد تكونين أماً وحيدة ربما لأن زوجك تخلى عنك.
تُفاجأ النساء حين يكتشفن أن تجاربهن الخاصة مع الرجال تؤثر في علاقاتهن بأبنائهن. إذا سبب لك الرجال الألم أو إذا كنت لا تثقين بهم، فقد تجدين صعوبة في أن تسترخي مع ابنك وتستمتعي بوجوده وتسمحي له بأن يكون صبياً صغيراً طبيعياً ونشيطاً. ستحرّف مواقفك بشكل غير واعٍ معتقدات ابنك بشأن ذكورته، ربما بطرق ليست في مصلحته أو مصلحتك أنت.
سيساعدك وعيك وإدراكك لمواقفك الخاصة تجاه الرجال والصبيان في أن تتواصلي بسهولة أكبر مع ابنك. وسواء عبّرت عن آراءك بشأن الرجال بوضوح وصراحة أم لم تفعلي، ستؤثر هذه الآراء في مشاعر ابنك تجاه نفسه. لعله من الحكمة أن تستعيني بمعالج كفوء ليساعدك على حلّ مشاكل ماضيك الخاص بحيث تتمكنين من بناء علاقة ورابط قويين ووثيقين بابنك.
معلومة ضرورية
إن التصرفات التي تجعل الصبيان مختلفين عن الفتيات، كالتهور، والمخاطرة، والصمت والغضب هي غالباً التصرفات التي تجد الأمهات صعوبة في التعامل معها. فهن لم يفعلن هذا حين كن صغيرات! احرصي على أن تتعلمي كل ما يمكنك تعلّمه عن الصبيان ولاسيما ابنك. فسيساعدك الفهم على أن تحسني اختيار معاركك وأن تضعي حدوداً معقولة.
مهارات للتواصل مع ابنك
ثمة مقولة قديمة مفادها أنك تستطيعين الحكم على قيمة الرجل كزوج من نوعية علاقته بأمه. في الواقع، إن علاقة الصبي بأمه هي من أعمق وأطول العلاقات التي يمكن أن يعيشها في حياته، وينبغي أن تكون العلاقة الأصح والأسلم والأكثر دعماً أيضاً. إليك بعض الاقتراحات لبناء علاقة قوية ومحبة مع ابنك:
اصغي وراقبي.
تبدي الأمهات الصالحات الاستعداد لتمضية الوقت في الاستماع والمراقبة فقط. اطرحي اسئلة فضولية كي تجعلي ابنك يتكلم؛ دعيه ينهي أفكاره قبل أن تقدمي النصائح والاقتراحات.
امضي الوقت معه.
فالعلاقات تتطلب وقتاً. يجب أن تكوني مستعدة للبقاء معه واللعب معه والقيام بالنشاطات وجهاً لوجه مع ابنك. خصصي خمس عشرة دقيقة على الأقل في اليوم لابنك وحده… لا تقومي بألف مهمة ومهمة في الوقت نفسه!
تجاوبي مع تلميحات ابنك.
عندما يقول «أستطيع أن أفعل هذا وحدي يا أمي!»، علّميه المهارات اللازمة واحرصي على أن يكون آمناً ثم اسمحي له أن يحاول. تساعده المهارات والتجارب على تنمية احترامه لذاته.
كوني فضولية بشأن اهتماماته.
إذا كان ابنك يحب نشاطاً ما فشاركيه حماسته؛ فهذه المشاركة هي طريقة رائعة لبناء رابط بينكما. شاهدي رياضته المفضلة معه؛ راقبي الحركات الجديدة التي تعلمها على لوح التزلّج. إن فهم عالم ابنك يبقيك على تواصل معه.
تعرّفي إلى أصدقائه.
ما من طريقة لتعرفي المزيد عن ابنك أفضل من مراقبته وهو يلعب مع رفاقه. رحّبي بقدوم أصدقاء ابنك إلى المنزل فيما هو يكبر. إذا استطاع أن يأتي بحياته إليك فمن المرجح ألا يشعر بالحاجة لأن يخفيها عنك.
احترمي خصوصياته، فحتى الصبيان الصغار يحتاجون لبعض الوقت لأنفسهم.
قد يختار ابنك أن يلعب وحده في غرفته بين الحين والآخر أو أن يختفي تحت سماعتي حاسوبه أو جهاز التسجيل. يمكنك أن تظهري له أنك تهتمين لأمره وأن تحترمي في الوقت نفسه مساحته الخاصة.
اعتمدي
التأديب اللطيف والحازم ولا تخشي أن تتابعي حتى النهاية، فعبارة «انتظر حتى يحضر والدك من العمل» لا تنجح. تعلمي مهارات التأديب الفاعل ثم كوني مستعدة لوضع حدود له والمتابعة حتى النهاية.
كوني حساسة بشأن لمسه، لاسيما أمام الآخرين.
العناق رائع، لكن بعض اللمسات قد تجعل ابنك يشعر بالضيق والحرج لاسيما عندما يكبر. قد ترغبان في وضع قواعد عائلية كأن يكون الحمام وغرف النوم (غرفتك وغرفته) مساحات خاصة ولا يمكن الدخول إليها من دون قرع الباب. سيساعدك احترام حاجاته على إبقاء العلاقة بينكما مسترخية ومنفتحة وصريحة.
يحتاج الصبيان للتواصل مع أمهاتهم. لولا تدخّل العالم الخارجي، لسرّ معظمهم بالحفاظ على علاقة وثيقة ومقرّبة طيلة سنوات نشأتهم. ستساعدك معرفتك بابنك على أن تعلمي متى يرحب بعناق ومتى لا يفعل. إنها مسألة توازن دقيق لكن الوقت والحب سيعلِّمانك كيف تبقين على تواصل مع ابنك فيما أنت تشجعينه في الوقت نفسه على أن يمارس استقلاليته.