كيف تدخل الأم إلى عالم أطفالها الصبيان عبر اللعب

0

يمكن للأم اللعب أيضاً:
تحب الأمهات الكلمات. تتكلم الأمهات كثيراً ويعبّرن عن المشاعر بالكلام ويعتمدن على اللغة لإنشاء الروابط والعلاقات الحميمة، لكن الصبيان يعتمدون أسلوباً مختلفاً. وفيما تستطيعين أن تعلِّمي ابنك الثقافة العاطفية، قد يكتشف أنه يشعر براحة أكبر عندما يعتمد لغة العمل والحركة. بمعنى آخر، قد تتمكنين من التواصل بشكل أفضل مع ابنك عبر القيام بنشاطات معه.

لتفهمي كيف يمكن أن تلعبي مع ابنك، فكري في فيرونيكا وهي أم كثيرة الانشغال، لا تكفيها ساعات اليوم كله. يملك كلينت وهو ابن فيرونيكا الذي يبلغ من العمر أربع سنوات، طريقة خاصة لإعلام أمه بأنه يشعر أنه مهمل: فيسيء التصرّف. عندما تنغمس فيرونيكا كثيراً في العمل أو في النشاطات الاجتماعية أو في الأعمال المنزلية، يقف كلينت بعناد ويرفض التعاون معها. ويلي هذا عادة نوبة غضب عارمة.

فيرونيكا وابنها

في إحدى الأمسيات، بحثت فيرونيكا عن ابنها لبدء روتين موعد النوم. وجدته أمام التلفزيون، يلعب بلعبته الالكترونية المفضّلة. رفع بصره إليها وعبس ثم عاد إلى لعبته. ابتلعت فيرونيكا التأنيب الذي كادت تتلفظ به واختارت بدلاً من ذلك أن تجلس على الأرض إلى جانب ابنها.

سألته: «ما هذه اللعبة التي تلعبها يا كلينت؟».

رمقها كلينت بنظرة مشككة قبل أن يشرح لها: «عليك أن تسابقي هذه السيارات وتحصلين على نقاط عندما تحطمينها».

وتردد قبل أن يسألها: «أتريدين أن تلعبي يا أمي؟»

ردت فيرونيكا وهي ترفع جهاز التحكم وتنظر إلى الأزرار مقطبة: «حسن، لا أعرف كيف ألعب لكن يمكنني أن أجرّب».

وسرعان ما تغلّب كلينت على أمه لثلاث مرات متتالية. استسلمت فيرونيكا وهي تضحك ثم حملت كلينت ووضعته في حضنها معانقة إياه. قالت: «أنا فظيعة في هذه اللعبة!»

عرض عليها كلينت وهو ينظر إليها بخجل: «حسن، يمكنني أن أعلّمك. فنستطيع أن نلعب معاً أحياناً». أدركت فيرونيكا أن ابنها يعرض عليها أن تشاركه جزءاً من حياته فقالت بهدوء: «أود ذلك».

وفي الرابعة من بعد ظهر اليوم التالي، اندفع كلينت إلى المطبخ وأعلن: «ماما، إنه موعد درس لعبة السباق!»

بدا كلينت مسروراً لأنه الخبير ولو لمرة واكتشفت فيرونيكا أنها استمتعت بالوقت الذي أمضته وهي تضحك وتلعب مع ابنها في ميدانه رغم أنها لم تحب يوماً الألعاب الالكترونية.

تبيّن أن اللعب معاً هو طريقة رائعة لتجنّب نوبات الغضب. شعر كلينت بأنه على تواصل مع أمه وتمكنت فيرونيكا من أن تعرف المزيد عن ابنها. كان حلاً مربحاً لكلا الطرفين.

معلومة ضرورية

ثمة مكان وزمان للكلمات. في الواقع، يمكن للأمهات، حين يستخدمن لغة المشاعر، أن يساعدن أبنائهن على أن يتعاملوا براحة أكبر مع المشاعر والانفعالات. إلا أن الصبيان لن يرغبوا دوماً في الكلام لاسيما عندما يشعرون بالحزن أو بالألم. إن مساحات الصمت في العلاقة أصدق تعبيراً من الكلام أحياناً.

ما يحتاجه ابنك فعلاً هو أن يعلم أنك ستكونين موجودة عندما يحتاج إليك وأنك ستشكلين الميناء الآمن الذي سيعود إليه عندما تهب العواصف. كما يحتاج لأن يعلم أنك تؤمنين وتثقين به وبقدراته وبشخصيته وطباعه وبالشخص الذي أصبح عليه. عندما تشاركين ابنك نشاطاته واهتماماته، ترسلين له رسالة مفادها أنك تهتمين بما يهتم به هو. قد لا تتمكنين طبعاً من الانضمام إلى فريق كرة القدم لكنك تستطيعين إيجاد سبل لدعم اهتماماته. يكفي أن تسيرا معاً أو أن تزورا متحفاً أو تتسوقا معاً فهذه كلها فرص كي تتواصلا وتحافظا على الرابط بينكما.

النساء الأخريات

يتخذ الأولاد القرارات باستمرار. وفيما هم يمضون في الحياة، تساورهم أفكار ومشاعر بشأن ما يرونه فيتخذون قرارات لاواعية بشأن ما يعني هذا كله. تمثّلين أنت كوالدة، المعلمة الأكثر تأثيراً في ابنك في موضوع النساء. فالخيارات التي تتخذينها تعطي ابنك دروساً قيِّمة بخصوص علاقاته بالنساء.

اترك رد