الأولاد الناجحون:
هناك صفات إذا امتلكها الأهل تمتع أطفالهم بالنجاح.
سأكشف لكم ما هي هذه المميّزات. وستتحققون مما إذا كنتم تتمتعون بها. وإن كنتم لا تملكونها، فيمكنكم أن تعملوا على تطوّركم الشخصيّ كي تكتسبونها.
1- ما يهمهم هو الجهد ولهذا لا ينتقدون الأخطاء
أسوأ ما يمكن أن يفعله الأهل بأولادهم بهدف أن يروهم ناجحين، هو أن يسيئوا معاملتهم بشكل منهجيّ في حال حصول أيّ فشل. فيعمدون إلى انتقاد أخطائهم ودفعهم باستمرار لأن يعملوا أكثر.
إنّ أهالي الأولاد الذين ينجحون يشجّعون أولادهم بطريقة أفضل (أكثر ذكاءً)، فهم يدعمون أولادهم بدلاً من أن يدفعوهم.
وهم يهنئونهم على جهودهم التي يبذلونها كي ينجحوا ويواسونهم عندما يفشلون. بالتالي، يعلّمونهم أنّ الفشل جزء لا يتجزأ من النجاح.
2- المهارات الاجتماعيّة مهمة جداً بالنسبة إليهم
يُظهر الأولاد الذين يُدفعون نحو المجتمع منذ الطفولة، والذين يتواصلون مع أطفال من حضارات مختلفة، في مواقف مختلفة، درجة أعلى من تفهّم الآخر.
في الواقع، يتعامل هؤلاء بشكل أفضل وأكثر فاعلية مع أحزان وآلام الآخرين، وينجحون في مساعدة الآخرين أكثر ويفهمون الأوضاع المختلفة بشكل أفضل كما يواجهون الضغط النفسي بطريقة أفضل ويبحثون بسهولة أكبر عن المساعدة بأنفسهم.
أما الأولاد الأكثر عزلة منذ صغر سنهم فمن المحتمل أكثر أن يجدوا أنفسهم على هامش المجتمع.
باختصار، المهارات الاجتماعية والعاطفيّة مهمة وأساسيّة إذا أردتم أن تعدّوا ولدكم لتربية سليمة.
3- يسعى هؤلاء الأهل لأن تكون علاقتهم جيدة بأولادهم
لا يُعتبر الغنى أو الفقر الذي يولد فيه طفلكم مؤثراً أو ذا دلالة بقدر علاقتكم به. في الواقع، إنّ الأولاد الذين ينجحون عاشوا مع أهل تعاملوا معهم بحب وتفهّم وصبر واحترام.
ومهما كان الوضع الاجتماعي، تبقى حظوظ النجاح أقل لدى الأولاد الذين لا تربطهم بأهاليهم علاقة جيدة.
بمعنى آخر، يعرف الأهل الأشد حساسيّة كيف يتجاوبون بشكل أفضل مع حاجات أولادهم ومع رغباتهم وشخصياتهم الفريدة.
يُنشئ هؤلاء قاعدة أكثر صلابة وثقة لأولادهم ويقدمون دعماً أكبر لهم كي يكبروا ويبدأوا باستكشاف قدراتهم الخاصة.
4- علاقتهم صحيّة وسليمة بكل المحيطين بهم
يشكّل الأهل، الذين لا يهينون الآخرين والذين لا يعتبرون أنفسهم أهم من الآخرين والذين يقيمون علاقات مع أشخاص مختلفين، مثالاً ممتازاً لأولادهم.
في الواقع، إنها السمات والخصائص التي يتعلّم منها الطفل الكثير.
يحاول الأشخاص الذين يقيمون علاقات طيبة أن يحلّوا أيّ خلاف بطريقة طبيعيّة وسلميّة وصحيّة.
عندما يرى أيّ طفل سلوكاً كهذا خلال سنوات نشأته وإدراكه للعالم، فسيتعلّم أن يتصرّف بطريقة سليمة.
5- الرياضيات أولويّة بالنسبة إليهم
إنها معلومة مدهشة لكن الأولاد الذين يفهمون في سن مبكرة مفهوم الرياضيات يسجلون درجة نجاح أكبر.
الأرقام والحساب ليست الأشياء الوحيدة المهمة. فمفهوم الترتيب الواضح والعلاقة بين الأرقام يسمح للأولاد بأن يتمتعوا بعدد من الميزات ليفهموا الاقتصاد والأعمال.
في الواقع، إذا علّمتم أولادكم الأرقام والعمليات الحسابيّة الأساسيّة قبل أن يلتحقوا حتى بالمدرسة، فسيسجلون نتائج أفضل بكثير على مستوى تعلّم الأحرف والقراءة.
6- ينتبهون للضغط النفسي
لا يفعلون هذا لأنهم يخشون أن يؤثّر الضغط النفسي على صحتهم بقدر ما يفعلونه لأنهم يريدون حماية أولادهم.
فالضغط النفسي الذي يحمله الناس معهم من أماكن عملهم، وضغط البطالة، وضغط الوقت الضيق يؤثر في الأولاد أكثر مما نعتقد.
الأم التي تُظهر باستمرار عدم الرضا والانزعاج والعصبيّة على سبيل المثال لأنها لا تستطيع أن تعمل بشكل يوميّ وأن تهتم بأولادها في الوقت عينه، تعطي في الواقع نظرة سلبيّة عن العالم لأولادها.
بالتالي، يفهم الأولاد أنّ الطريق لتجنّب الضغط النفسي هو تجنّب المهام المتعددة. وهكذا، يعيشون حياة تافهة ولا قيمة لها عندما يصبحون راشدين.
كما أنّ الأهل الذين يعانون من ضغط نفسي يعجزون بكل بساطة عن توفير جو مريح ودافئ وسعيد لأولادهم.