كيف تعلمين أولادك الصبيان تحمّل المسؤولية؟

0

تعليم المسؤولية
من بديهيات التربية أنه عندما يتحمّل الأهل الكثير من المسؤولية، يتحمّل الأولاد القليل القليل منها. فلِمَ يتحمّل ابنك أيّ مسؤولية طالما أنك تقومين بكل شيء بشكل جيد؟ إنّ المسؤولية أو قدرتك على تحمّل تبعات أخطائك ونجاحاتك، وأن تتابع مهمة ما حتى النهاية وأن تفعل ما وعدت به، هي إحدى أهم العناصر في الشخصية الجيدة. كما أنها إحدى الصفات التي يخشى العديد من الأهل ألا يتعلمها أولادهم أبداً.

أم مسؤولة، ولد غير مسؤول

يمكنك أن تساعدي ابنك في واجباته المدرسية وأن ترتبي من بعده لأنك تحبينه. لكن عندما تتحملين مسؤولية حاجاته اليومية فما الذي يتعلمه؟ مما لا شك فيه أنك ترغبين في أن يصبح ابنك شاباً مسؤولاً، شخصاً يمكن الاعتماد عليه، يثق بنفسه ويفي بوعوده. إلا أن المبالغة في مساعدته أو الفشل في تعليمه مبدأ المساءلة والمحاسبة، سيشجعه على الأرجح على أن يكون عديم المسؤولية.

في الحقيقة، قد لا يناسبك هذا النوع من التربية الذي يبني الشخصية والإحساس بالمسؤولية. فمن المسلي أكثر أن تعطي ابنك ما يريده (بدلاً مما يحتاجه) ومن الأفضل لك من دون شك أن تقومي بالمهام المنزلية بنفسك بدلاً من أن تفسحي المجال لابنك كي يجرب. سيتعلم ابنك المسؤولية عندما تتيحين له الفرص ليجرّب ويتدرب.

صراعات المراهقة
ado
إليك بعض الاقتراحات:

شجعي ابنك على أن يفعل كل ما يمكن أن يفعله وحده. قد لا يقوم ابنك بالمهام وفقاً لمعاييرك لكنه سيتعلّم عندما يحاول بنفسه أكثر مما يتعلمه عندما يراقبك. بينما عندما تلبّين حاجاته على الفور ولا تدعينه يقوم بأي شيء فسيتوقع منك أن تستمري في ذلك.

لا تدفعي ابنك إلى ارتكاب الأخطاء. إن التربية اللطيفة والحازمة والنظام المصممين لتعليمه سيسمحان لابنك بأن يعترف بأخطائه (ويتعلم منها) من دون خوف أو خزي.

دعي ابنك يختبر نتائج خياراته الخاصة. من المغري أن تنقذي ابنك عندما يقع في ورطة، أو يفشل في القيام بعمل ما أو عندما يكون كسولاً أو غير متعاون، لكن هذا لا يعلِّم المسؤولية والشخصية.

التزمي بالاتفاقات حتى النهاية. سيتعلّم ابنك الثقة والمساءلة عندما تلتزمين حتى النهاية. عامليه بحزم ولطف واحترام وافعلي ما اتفقتما على أن تفعليه.

علّميه مهارات حلّ المشاكل. غالباً ما يشكّل النقاش الهادئ والودود الطريقة الأفضل لمساعدة ابنك على أن يفهم لما أخفق وكيف يمكنه أن يحقق نتيجة مختلفة في المرة القادمة. إن تعليم ابنك كيف يفكّر أهم من تعليمه ما ينبغي أن يفكر فيه.

شجّعي التعاون عبر الاجتماعات العائلية

التعاون هو القدرة على العمل مع الآخرين، والمساهمة في هدف مشترك والتوصّل إلى تسوية عند الحاجة. بدلاً من أن تعطي الأوامر وأن توجهي وأن تتوقعي، ركّزي على دعوة ابنك إلى التعاون. فمن المرجّح أن يتعاون وأن يساهم عندما تستمعين إلى أفكاره وتدعينه لتقديم الاقتراحات وتعملي معه على وضع خطة كي يتم انجاز الأمور.

تقوم إحدى طرق الدعوة إلى التعاون على عقد اجتماعات عائلية منتظمة لتقديم التشجيع والمديح وحلّ المشاكل معاً والاستمتاع معاً كعائلة (يمكن لاجتماعات العائلة أن تنجح عندما يكون ابنك صغيراً في سن الرابعة). يجب ألا تتحوّل اجتماعات العائلة إلى جلسات سيطرة. وابدئي كل اجتماع بالثناء على الأمور التي تم إنجازها بشكل جيد خلال الأسبوع.

يمكنك أن تعلّقي مفكّرة حيث يمكن لكل فرد أن يسجّل المشاكل التي تحتاج إلى اهتمام؛ بعدئذ، يمكنكم أن تفكروا سوياً في حلول مناسبة. من الأفضل أن تعملي على التوصل إلى تسوية بدلاً من اعتماد التصويت (فنادراً ما يستمتع الخاسرون باجتماعات العائلة). يمكن أن تنهي الاجتماع بوجبة خفيفة أو فيلم أو نشاط عائلي. إن العمل معاً على حلّ المشاكل يعلّم الأولاد التعاون ويسمح لهم بأن يشعروا بالانتماء والأهمية.

اترك رد