هل من الممكن أن يتغير طبع طفلي مع العمر ؟
طبع الطفل: غالباً ما يكون الطفل لوك الذي يبلغ من العمر 10 أشهر في مزاج جيد، كما أنه يبدو سعيداً عند مواجهة أشياء وظروف جديدة. يقول والده: “عندما نصطحبه إلى أماكن جديدة، يبتسم ويبدأ بالحراك حتى نسمح له بالاستكشاف”. على الرغم من صغر سنه، بدأ الطفل الصغير في السيطرة على بعض تصرفاته. على سبيل المثال، يتيح له والداه الإمساك بهاتفهما المحمول، لكنهما لا يسمحان له بوضعه في فمه. تقول راشيل، والدته: “منذ بعض الوقت، كان يقرب الهاتف من فمه، ثم ينظر إليّ وكأنه ينتظر ردة فعلي”.
إن طبع لوك وطريقة اهتمام والديه به يؤثران على بعضهما البعض. أثبتت الأبحاث على سبيل المثال أن الأهل يصبحون اكثر حناناً مع الأطفال الذي يميلون إلى التمتع بمزاج جيد أو الذين يحترمون القواعد. تفسر الأستاذة في قسم علم النفس بجامعة مونتريال كاترين روث سولومون شيرزر، أن رد الفعل هذا منطقي لأن “الطفل الذي يتمتع بطبع سهل، يجعل الأهل يشعرون بأنهم يتلقون مكافأتهم على العناية التي يقدمونها له”.
على عكس ذلك، قد يقوم الأطفال الذين يمتلكون طبعاً أكثر صعوبة (أي الذين يبكون كثيراً أو يعبرّون بشكل كثيف عن نوبات غضب) بإحباط الأهل وجعلهم أقل صبراً وقدرة على التحمل. هنا أيضاً، ردة الفعل هذه طبيعية، لان هؤلاء الأطفال هم أكثر تطلباً مع والديهم.
حتى لو كانت ردود أفعال وسلوكيات الطفل صعبة التغيير، يجب معرفة أن مزاجه ليس أمراً لا يمكن تغييره وهو لن يحدد مستقبله. كما توضح الدكتورة في علم النفس بجامعة مونتريال أندريه آن بوفيت توركوت،.أنه من خلال اتخاذ موقف إيجابي، يمكن للأم أو الأب أن يساعدا طفلهما الصغير في تحسين مزاجه. وتقول أيضاً “إن الطبع يتطور اعتماداً على التجارب. إذ يمكن للطفل الذي يمتلك طبعاً تفاعلياً جداً أن يتعلم التخفيف من حدة مشاعره القوية إذا كان المكان الذي يعيش فيه محفزاً ومطمئناً وإذا كان لديه رابط جيد مع أهله”.
معرفة كيفية التكيف مع طفلكم
حتى لو لم تختف إحدى السمات الصعبة كلياً من شخصية الطفل، إلا أنه من الممكن أن تخفّ حدتها. على سبيل المثال، الطفل المندفع يمكنه أن يتعلم كيفية السيطرة على دوافعه. كأمهات أو آباء بإمكانكم أن تساعدوا طفلكم الصغير على التحسين من طبعه. تقول الأستاذة في مدرسة علم النفس في جامعة لافال “مثلاً، قد نعتقد أن الحل الاكثر سهولة في حال الطفل، الذي يبكي كثيراً والذي يصعب إرضاؤه، أن نتجاهل بكاءه، إلا أن هذا النوع من الأطفال يحتاج فعلياً إلى استجابة سريعة وتعاطفاً كي يشعر بالاطمئنان”.
عندما يستجيب الوالدان إلى هذه الحاجة عبر هز الطفل أو التربيت على ظهره أو أيضاً عبر غمره، فهم يعلمونه أن بإمكانه أن يثق بهم، كما أنهم بهذه الطريقة يعززون الرابط بينهم وبينه. وعلى العكس من ذلك، إذا قاموا بتجاهله سيصبح الطفل أكثر عرضة لأن يصبح سريع الانفعال وغير صبور.
من الممكن تهدئة طبع طفلكم الذي يتسم بالغضب والخوف عبر التعامل معه بهدوء وحب وطمأنته.
الأمر نفسه ينطبق على الطفل الذي يمر كثيراً بنوبات غضب. تقول كاثرين روث سليمان شيرزر “إذا غضبتم بالمقابل، فأنتم تخاطرون بتشجيع سلوك طفلكم الصعب”. من الأفضل محاولة الالتزام بهدوئكم والتحدث معه بمجرد انتهاء الأزمة لمساعدته على التعبير عما يشعر به بكلمات.
يمكن أن يساعد تكييف تدخلاتكم مع طبع طفلكم في تطوير قدراته جيداً على العيش في المجتمع
الأمر نفسه لاحظه والدا إليوت البالغ من العمر 5 سنوات عندما بدأ هذا الصغير يخاف من كل شيء جديد. بدلاً من الإفراط في حمايته، حاولا منحه مزيداً من الثقة من خلال طمأنته وتشجيعه على التقدم. يقول والده سيدريك: “قبل أن يبدأ إليوت دروس التزلج ، قمنا بتحضيره عبر التفسير له عن المراحل التي سيمر بها”. تضيف والدته إيميلي قائلةً: “في المطعم أو مع شخص لا يعرفه جيداً، نشجع إليوت أيضاً على تلبية طلباته بنفسه. أرسلناه هذا الصيف لشراء الخبز بمفرده من المتجر الصغير. لقد كان فخوراً جداً بنفسه. عدا عن ذلك، لقد اكتسب مزيداً من الثقة بنفسه خلال الأشهر الأخيرة.”
تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك: التربية الذكية