أولادي يفقدونني أعصابي فأصرخ وأضربهم ثم أندم بعدها : مشكلة أم ورأي الأخصائي

0

أولادي يفقدونني أعصابي:
هل يحقق للأم أن تشكو من تعب أو ملل فيما هي تربي أولادها أم أنه فرض ينبغي عليها أن تقوم به من دون كلل أو شكوى؟ هل تصبح الأم سيئة إذا ما شعرت يوماً بأنّ كل ما ترغب فيه هو مكان بعيد تلجأ إليه وحدها، بعيداً عن طلبات الأولاد وحاجات المنزل وضغوطات الحياة؟ وهل على الأم أن تنسى أنها امرأة وانسانة بالدرجة الأولى كي توصف بالأم المثاليّة؟ في ما يلي شهادة أمٍ أنهكتها الحياة واستنزفت قواها فتركتها مخدّرة

أمٌ منهكة: “لم أعد أحتمل صراخهم”
تحليل الأخصائي النفسيّ

“لديّ ثلاثة أولاد بأعمار متقاربة (5 سنوات، 3 سنوات و6 أشهر)، ولم أعد أحتمل… عراك الطفلين الأكبر سناً اللذين لا يستطيعان أن يلعبا بهدوء لأكثر من 5 دقائق، ابنتي الكبرى التي تجيبني كفتاة مراهقة، نزوات الطفل الأوسط والأصغر الذي بدأت أسنانه تظهر لكنه لا يزال يستيقظ ليلاً. في بعض الأحيان، أفقد السيطرة على الأمور، فأتركهم يفعلون ما يريدون، أتركهم يصرخون ويتقاتلون فيما أبقى أنا جانباً وكأنني مخدّرة. إما هذا وإما أن أصرخ طيلة النهار. ألجأ في بعض الأحيان إلى ضربهم على مؤخراتهم ومن ثم ألوم نفسي على ذلك. لا أحب الشخص الذي أصبحت عليه بسببهم، شخص عديم الصبر، عصبيّ، عدائي، تنتابه أحياناً نوبات عنف أجهد كي أسيطر عليها. ألبي نزواتهم ورغباتهم لأنّ هذا أسهل. أشعر وكأنني قدّمت استقالتي كأم وأني أخفقت في لعب دوري.”

“لم يفت الأوان بعد كي تغيّري مسار الأمور. لست مضطرة لأن تصبحي الأم التي لا ترغبين في أن تكوني عليها. توقفي. تحتاجين إلى المساعدة: الأب، مساعدة في المنزل، حضانة، جليسة أطفال، مربية، مركز في الهواء الطلق، جارة، قريبة، صديقة… جدي الحل الذي يناسبك. لكن لتفعلي ذلك، لا بد من أن تدركي أنك منهكة وأنّ المهمة مستحيلة. ستصابين باكتئاب شديد إن لم تقومي بأيّ ردّ فعل. أولادك بحاجة إلى طاقتك، إلى قدرتك على أن تقولي لا، قدرتك على وضع حدّ للصراخ والعراك، قدرتك على مقاومة نزواتهم. ولهذه الغاية، تحتاجين إلى بعض الهواء النقي والوقت والنشاطات المريحة واللطيفة، تحتاجين إلى بعض الوقت لنفسك ومن أجل نفسك. وعندما ترفعين يدك لتأديبهم، تذكّري أنّ كل الأمهات يفعلن ذلك من دون أن يعني هذا أنهن يسئن معاملة أولادهن. لكنهن منهكات، مكتئبات، معزولات عن العالم، متعبات وعاجزات عن القيام بكل ما هو مطلوب منهن من مهام. إنّ الشعور بالاخفاق عالميّ، وكل الأمهات الواعيات يعشن هذا الشعور في يوم من الأيام.”

اترك رد