طفلكم من عمر سنة إلى 3 سنوات: توقفوا عن تسليته واجعلوه يلعب كما يحلو له

0

تربية طفل ثلاث سنوات:
تقول إحدى الأمهات المعنيات بالموضوع”كيف يمكنني أن أجعل طفلي ذا السنتين والنصف أكثر استقلالية؟ إنه رفيقي ومساعدي، ونحن نستمتع كثيراً برفقة بعضنا البعض. يبدو أنه غير قادرٍ على فعل أي شيء بدوني، وبصراحة، يمكن أن يكون الأمر محبطًا بعض الشيء. هل أنا أطلب منه الكثير في هذه المرحلة من نموّه؟

أحاول دائماً الارتقاء إلى مستواه وأخبره أن ماما بحاجة لإنجاز بعض الأعمال وأن هذا وقته للّعب، وعندما انتهي سأتمكن من اللّعب معه. ولكنه يبدو أنه يصل إلى مرحلة يصبح فيها يائساً للحصول على اهتمامي ويستمر في سؤالي لماذا لا يمكنني اللعب، أو يقول: “ماما العبي معي، ماما متى يمكنك أن تلعبي…”. أشعر وكأننا نصل إلى نهج حب صارم، حيث سأضطر إلى فرض “وقت اللعب المستقل” كل يوم حتى يتعلم في النهاية كيف يلعب بمفرده.

إنه فخّ محاولة تسلية الطفل دائماً. فهو فخُّ يسهل وقوع الأهل المولعين بصغارهم فيه، خصوصاً مع ابنهم الأول. كنت سأقع في هذا الفخ بنفسي لو لم يرسل لي طفلي رسالة عميقة ومحورية في أول فصل حضرناه لتوجيه الأهل والرضع معًا.

في أول ثلاثة أشهر من حياة ابني، كنت أسلّيه بلا توقف، ظنّاً مني أنه من واجبي أن ألاعبه في كل لحظة يكون فيها مستيقظاً، بينما لم يكن يبدو عليه أية تعابير على وجهه (وهو ما ظننته طبيعياً). ولكن بعد اتباع اقتراح مدربتي، وضعته على ظهره على بطانية على الأرض… وهنا كانت الصدمة، استلقى حيث وضعته بشكل مثالي لمدة ساعتين من وقت الصف.

كانت رسالة طفلي بكامل الوضوح: أمي أرجوك توقفي عن إبقاء عقلي منشغلاً للغاية. أحتاج بعض الوقت لأفكّر.

إن رجوعي تلك الخطوة الكبيرة للخلف لأتأمل طفلي كان بمثابة تذكرة شيقة لأنني عندئذٍ بتّ قادرة على البدء بالتعرف إلى ابني وعلى أن أستمتع به، بينما أكون في نفس الوقت شاهدة على منافع لعبه الجسدية والفكرية والعلاجية.

حتى لو كنا ندرك أهمية أن نثق بأن أطفالنا الرضع قادرون على التعلم وأن نسمح لهم بأن يحظوا ببعض الوقت ليتصرفوا على سجيتهم، ولكن سن ال 1-3 سنوات يمثل تحدياً جديداً. في هذه المرحلة يكتسب الأطفال استقلاليتهم ويكتشفون قدراتهم. من المفترض بهم أن يتمادوا في تصرفاتهم حتى يدركوا حدودنا – أي انهم يختبرون ما يجعلنا نستنفر وإلى أي مدى سنستنفر من جرّاء ذلك. وهذا ليس أمراً “سيئاً” – إنهم فقط يقومون بوظيفتهم.

Beautiful toddler child girl playing with toys on the carpet

بدون شك، إن متطلبات طفلنا المناسبة لعمره تجعلنا نستنتج: “من الواضح أن طفلي يحتاجني بشدة ومحالٌ أن يستطيع اللعب بمفرده. نحن كأهل قد نكون متحفظين على الاعتراف باحتياجاتنا ورغباتنا، لأننا نريد تجنب مواجهة مشاعر طفلنا القوية. في الحالتين، يمكن أن ينتهي بنا الأمر إلى جعل أطفالنا “ينسون” كيف يلعبون.

إليكم هذه الخطوات المهمة لتحرير أطفالكم (وأنفسنا) من الاتكال عليكم في اللعب والتسلية:
1- تعلّموا طريقة للّعب مع طفلكم دون التدخل كثيراً

حقيقة غير معروفة: عندما نجلس بهدوء وبدون تدخل، ونكون متقبّلين ويقظين في نفس الوقت، فعندها سيشعرون برعايتنا تماماً كما لو كنا نتدخل (أو حتى أكثر). إنها تجربة مطمئنة لأطفالنا فهم سيشعرون باهتمامنا بدون الحاجة إلى طلبه أو السعي إليه. فبذلك يكون تقديرنا لهم واضحاً دون أن نتفوه بأي كلمة مديح.

عندما يلعب البالغون مع الأطفال بالأساليب التقليدية، غالباُ ما ينتهي بنا الأمر إلى توجيههم أو فرض سيطرتنا أو على الأقل إلى تغيير مسار اللعب بشكلٍ ما. ونحن نميل إلى أن نعوّد أطفالنا على تدخلاتنا، الأمر الذي يجعل انتقالهم إلى مرحلة اللعب بمفردهم غريبةً وأكثر صعوبة.

إن التعلم أن نكون “داعمين” للعب وليس شركاء فيه يتطلب الممارسة والمراقبة الحذرة والانفتاح والتقبل والأهم من ذلك ضبط النفس (خصوصاً للذين يميلون للتدخل بدلاً من المشاهدة). ولكن بمجرد أن نمتلك زمام الأمور، ستكون التجربة مريحة ومرضية بشكل لا يصدق.

متى وكيف يجب أن نتجاوب حتى لا نقاطع لعب الطفل المنفرد؟

نحن ببساطة نستخلص تلميحاتٍ من أطفالنا، واثقين من أنهم ينتظرون ردة فعلنا، وهو ما يفعلونه عادةً من خلال النظر إلينا أو التعبير عن أنفسهم شفهيًا. ثم نرد بالتعليق بإيجاز.

فلنفترض أن طفلنا يرصف المكعبات فوق بعضها البعض ووقعت المكعبات. من الأفضل ألا نتفوه بأي كلمة او حتى نفترض بأن هناك مشكلة إذا كان لا ينظر باتجاهنا. ولكن إذا نظر إلينا أو لعلّنا سمعناه يتأوّه، عندها يمكننا أن نعلّق: “رأيت ما حدث. عندما كنت تحاول وضع المكعب الأحمر في الأعلى، وقع المكعبان الأخضر والأزرق.”

ماذا لو طلب طفلي المساعدة؟

لا ترفضوا أبداً طلباً للمساعدة، ولكن اسألوا العديد من الأسئلة وقوموا بمساعدته بأقل طريقة ممكنة. بالعودة إلى مثال برج المكعبات، يمكنكم أن تقتربوا من طفلكم وتسألوه: “ماذا تحاول أن تفعل؟”

  • “أريد أن أصنع برجاً.”
  • “لديك المكعبات الزرقاء والصفراء مكدّسة هنا، أي مكعب ستستخدم بعد ذلك؟”
  • “ذلك المكعب.”
  • “حسناً هيا نرى كيف ستضع ذلك المكعب الأخضر فوق الأصفر…”

عادةً ما يكون هذا النوع من المساعدة هو كل الدعم الذي يحتاجونه.

اترك رد