لا تستخفوا بمخاوف أولادكم. اعرفوا كيف تتعاملون معها!

0

الاستخفاف بخوف الأطفال: يعتبر الخوف أحد المشاعر الكبرى الأساسية التي نشعر بها، جنباً إلى جنب مع السعادة، الحزن، والغضب. وهو عبارة عن رد فعل تلقائي يقوم به دماغنا ويستجيب له جسدنا كله. يُعدّ الخوف، الذي يعمل في الأساس لتنبيهنا في حالة الخطر والتهديد، مسألة فيزيولوجية قبل أن تكون نفسية.

شرح عصبي (مبسّط جداً) للخوف

اللوزة الدماغيّة أو العصبيّة (مجموعة النوى الموجودة في الفص الصدغي) هي بنية دماغية أساسية تعمل على فك شيفرة العواطف، لاسيما المحفّزات التي يمكن أن تشكّل تهديداً. في حال نشطت اللوزة، فستثير سلسلة من ردود الأفعال العاطفية: تعرق، تقلص العضلات، تسارع دقات القلب… ثم ستسمح لنا، من خلال البنيّة القشرية المناسبة (بصرية، سمعية…)، بتحليل الموقف أمامنا وإعدادنا للكرّ أو الفرّ. ترتبط اللوزة بالحصين (جزء من الدماغ يلعب دوراً أساسيأً في الذاكرة)، ما يسمح بتخزين وحفظ كافة المشاعر التي نشعر بها.

سواء أكان خوف الأطفال كبيراً أم صغيراً، حقيقياً أم وهمياً، مبالغاً به أم لا، من المهم جداً أن نأخذه على محمل الجد. لا تستخفوا به ولا تتجاهلوه لأنّ ثمة سبب ما لوجوده، حتى لو صعب علينا نحن البالغين أن نفهمه. الخوف هو عبارة عن رسالة، وطريقة يعبر بها الطفل عن ذاته. إياكم أن تعتبروا الأمر سخيفاً!

لعله شعور بالقلق أمام خطر ما أو عند التفكير في هذا الخطر، لعله خشيّة تدفعهم إلى الهرب من موقف ما أو تجنبه، خوف من التعرض للإنتقاد… قد يحدث في المستقبل القريب. غالباً ما تتأتى مخاوف الأطفال عن تجارب لا يفهمونها و/أو قد تبدو خطرة بالنسبة إليهم.

تتغيّر المخاوف مع إدراك الطفل ونموه. ويحلّ محل الخوف من المجهول (ضوضاء، وجوه…)، والمخاوف المرتبطة بعالم الطفل الخيالي (وحوش، ساحرات…)، مخاوف أكثر عقلانية (حادث سير، نظرات الآخرين، الموت…). وتزداد قدرتهم على تخيّل سيناريوهات مخيفة وإعادة تشكيلها بين سن الثالثة والسادسة، حيث يواجه الطفل في هذه المرحلة الكثير من المخاوف الخيالية.

يعتبر دور الأهل في محاولة فهم مخاوف ولدهم مهماً للغاية. إنّ الاستماع إليه ومساندته بمحبة وتفهّم يسمحان له بترويض خوفه حتى يتخطاه ويستعيد ثقته بنفسه وتقديره لذاته. إنّ الولد الذي ينجح في تخطي مخاوفه، يكبر ويعزز قدرته على تخطي المحن التي قد يواجهها.

“ثمة مخاوف صحيّة، ومخاوف مبالغ فيها، وأخرى في غير محلها. ثمة مخاوف نعيشها وأخرى نتخطاها. لكن علينا احترامها كلها ومواكبتها.” ايزابيل فيليوزات.

أخبرونا بدوركم، كيف تُترجم مخاوف أولادكم؟

اترك رد