9 طرق لتربية طفل ذي شخصية صعبة

0

طفل ذي شخصية صعبة:
قد يكون من الصعب التعامل مع الأطفال الذين يملكون شخصية متمرّدة صعبة . في الواقع، تتطلب تربية هذه الفئة من الأطفال الكثير من الجهد لأنه يجب إعطاؤهم الكثير من الوقت والإهتمام.
هذا أمر مرهق بالتأكيد! وبصراحة، قد تشعرون أحيانًا أنه لا يمكنكم تحمّل ذلك. وأنكم غير قادرين على التعامل معه، وأن طفلكم يسيطر على منزلكم. فهو يقوم بما يريده في الوقت الذي يريده.
وأنتم عاجزون عن القيام بأي شيء يجعله يغيّر تصرفاته، أو يرغمه على التقيّد بالقوانين. إلا أنه يوجد عدة طرق قد تساعدكم في تربية ‘طفل ذي شخصية صعبة

حاولوا أن تنظروا إلى الأمور من وجهة نظر الطفل

على سبيل المثال، قد يشعر طفلكم بالغضب الشديد لأنكم وعدتموه بغسل لباس “سبايدرمان” ولكنكم نسيتم الأمر. وبالتالي، فهو سيظهر هذا الغضب بطريقة معينة – بالبكاء، التمرّد، أو الصراخ.
وبالنسبة لكم، قد تعتبرونه حينها قليل التهذيب وعنيداً. ولكن من وجهة نظره، هو غاضب حقًا وأنتم منافقون. لماذا؟ حسنًا، ليس بإمكانه أن يخلف بوعوده لكم بينما أنتم بإمكانكم ذلك.
كيف نحلّ هذه المشكلة؟ حسنًا، تمامًا كما تتوقعون من شخص ما أن يعاملكم حين يخلف بوعوده لكم – اعتذروا وأخبروه أنكم ستبذلون قصارى جهدكم لمنع حدوث هذا الأمر مرةً أخرى.
وبعد ذلك، اقترحوا عليه أن تغسلوا اللباس معًا. تذكروا هذا الأمر دائمًا – إن الطريقة التي تريدون أن يعاملكم بها طفلكم، هي الطريقة التي تعاملونه بها.

يرغب الأطفال المتمرّدون بالسيطرة أكثر من أي شيء آخرواجهوهم بالأسلوب نفسه عن طريق السماح لهم بالتحكّم في أكبر عدد ممكن من الأنشطة. لا تصرخوا في وجههم أو تطرحوا عليهم أسئلة مثل:

  • “هل نظفت أسنانك؟”
  • “هل جمعت ألعابك؟”

وبدلًا من ذلك، حاولوا أن تتيحوا لهم فرصة أن يدركوا بمفردهم ما يجب عليهم فعله.
اسألوه: “ماذا يجب أن تفعل قبل الذهاب إلى السرير؟ “. إذا نظر إليكم باستغراب، ساعدوه على أن يتذكّر: “كل مساء يجب أن تستحم، وترتدي ثياب النوم، وتنظّف أسنانك، وتجمع ألعابك. ما الذي لم تفعله بعد؟”
فالأطفال الذين يكون لديهم خيارات أو على الأقل يشعرون بأنكم لا تمارسون الضغط عليهم لكي يقوموا بعمل ما، قليلًا ما سيلجأون إلى معارضتكم. وبالإضافة إلى ذلك، سيتعلّمون في سن مبكرة أن يتحمّلوا مسؤولية أفعالهم.

التقارب الشديد
أصغوا إلى طفلك

قد تعتقدون أنتم كراشدين ضمنيًّا أنكم دائمًا على حق مقارنة مع طفلكم. ولكن تخيّلوا أن طفلكم المزاجي يعتقد الأمر نفسه!
عندما يقوم طفلكم بمعارضتكم ويرفض إلإصغاء إليكم، يتوجب عليكم حينها أن تصغوا أنتم إليه. في حال لم يكن يريد أن يستحم، اسألوه عن السبب.
حسنًا، قد يكون سببًا تافهًا، ولكن من وجهة نظر طفلكم قد يشكّل هذا الأمر خطرًا حقيقيًا. يملك الأطفال رؤية مختلفة للعالم ومخاوف مختلفة بحيث لن تتمكنوا من معرفتها ابدًا اذا ما حاولتم أن تفرضوا عليهم الأشياء بالقوّة.

دعوا طفلكم يتحكّم بجسده

“أرى أنك لا ترغب بارتداء معطفك اليوم. لقد ارتديت معطفي لأن الطقس بارد جدًا في الخارج. بالطبع إنه جسدك وأنت من يقرّر طالما أنك بآمان وبصحة جيدة.

ولكنني أخشى أنه عندما نخرج أن ترغب أنت أيضًا بإرتداء معطفك، وعندها لن يكون معك. ولذلك هل تريدني أن أضعه في حقيبة الظهر في حال غيّرت رأيك؟”

لن يصاب طفلكم بالتهاب رئوي على الفور لذلك لا تستبقي الأمور وتشعري بالسرور حين يطلب ارتداء المعطف. عندما يخرج طفلكم ويكتشف بنفسه مدى البرودة، سيطلب معطفه في الحال.

يصعب على الأطفال أن يتخيلوا أن الطقس بارد في الخارج عندما يكون الجو حارًا جدًا داخل المنزل، وبالطبع يمكنهم مقاومة الحرارة المرتفعة. يعتقد الطفل المزاجي أنه دائمًا على حق ويصعب تحمّله إذا تبيّن له عكس ذلك.

لا يجب عليكم أن تدمروا ثقته بنفسه، وتَعاملوا مع قراره الذي سيتخذه لاحقًا بارتداء معطفه كما لو أنه قد اتخذه بنفسه، دون ذكر العبارة الشهيرة: “لقد قلت لك ذلك”.

أظهروا لطفلكم الاحترام والعطف

يسعى معظم الأطفال ذوو المزاج المتقلّب إلى كسب احترام الأشخاص الراشدين. قد لا يفهمون جيدًا معنى ذلك، ولكنهم يعرفون أنهم غير صبورين. إذا ما أظهرتم لهم الاحترام، لن يشعروا بالحاجة إلى السعي لكسبه.

وكما هو الأمر بالنسبة للراشدين، إذا ما شعروا أنكم تتفهمونهم فذلك يساعدهم كثيرًا. وإذا أرادوا أن يفعلوا شيئًا غير مناسب، بينما هم يعتبرونه أمرًا عظيمًا – لنًقُل أنهم يريدون إرتداء لباس “باتمان” للذهاب إلى التسوّق. لا تمنعوهم من القيام بذلك بالقول إن هذا الأمر غير لائق. بل قولوا لهم مثلًا: “أعلم كم تحب هذا اللباس وكم ترغب بأن ترتديه. ولكن، حين نذهب إلى المتجر يجب أن نرتدي الثياب المناسبة. أعلم كم ستفتقده، ولكن لديّ فكرة. لنأخذه معنا، ومن ثم تعيده إلى المنزل.”

لا تظنوا أنكم متساهلين في تربيتكم. إنها مجرد تربية مع إظهار الاحترام الذي يستحقّه طفلكم بالتأكيد. فالأطفال ليسوا قليلي التهذيب، ولكنهم يرون العالم من زاوية مختلفة، وعندما يشعرون بالانزعاج، لا يستطيعون قول ذلك.

المراهقة الصعبة :
PREMIUM FREEPIK
لا تنسوا أن الأطفال المزاجيين يتعلمون من خلال التجربة

عمليًّا، هذا يعني أنهم يريدون أن يتأكدوا من أن صفيحة الطهي ساخنة، لا يكفي أن نحذّرهم من ذلك. ولكن عندما يتعلق الأمر ببعض الحالات التي قد تعرضهم للإصابة بجروح خطيرة، من المهم جدًا أن نسمح لهم بالتعلّم من خلال التجربة بدلًا من محاولة السيطرة عليهم.

أجل، عندما يكون لديكم طفل متمرّد، يمكنكم أن تتوقّعوا منه أن يحاول باستمرار تخطي الحدود المسموح له بها. ببساطة، هكذا هم الأطفال المتمرّدون، فالأمر لا يتعلّق بقلة التهذيب أو عدم المعرفة، ولكن بشخصيتهم.

وكلما تفهّمتم هذا الأمر، كلما قلّ شعوركم بالتوتّر وأصبح من السهل عليكم التعامل مع الحالات التي يتخطى فيها طفلكم القيود المحدّدة.

من أجل تجنّب الجدال، افرضوا القوانين والعادات الواضحة
  • “القاعدة تقضي بأن ننهي واجباتنا المدرسية قبل مشاهدة الرسوم المتحركة، هل تذكر ذلك؟”.
  • “ماذا لديك من واجبات؟”
  • “لقد اتفقنا أن نطفئ الأضواء عند الساعة الثامنة مساءً. في حال أنهيت واجباتك بسرعة، يمكننا قراءة قصة!”

اجعلوا طفلكم يركّز على نشاط معيّن، ودعوه يشعر أنه مشارك في اتخاذ القرارات فيما يتعلق بكيفية قضاء يومه، مما يقلّل من حاجتكم إلى الصراخ.

قدّموا الخيارات لطفلكم المتمرّد

إذا ما قمتم بإعطائه الأوامر، سيغضب! ولكن حين تعطونه الخيار، سيشعر بأنه يسيطر على الموقف وأن مصيره بين يديه. بالطبع، لن تعرضوا عليه سوى الخيارات التي تناسبكم مما يعني أنكم لم تتراجعوا أو تقدموا له أي تنازل.

إذا كان عليكم الذهاب إلى مكان ما مثلًا، بينما طفلكم منشغل باللعبة، يمكنكم أن تقولوا له: “هل تفضّل أن نذهب إلى المتجر الآن أو بعد 15 دقيقة؟”

حسنًا، بعد 15 دقيقة، ولكن 15 دقيقة فقط. وبما أنه من الصعب عليك ترك ألعابك، كيف يمكنني مساعدتك؟ هل تريد أن تأخذ السيارة معك؟”

أدّبوا طفلكم بالحوار وليس بالعقاب

ربما أنتم تعرفون ذلك، ولكنكم لم تفكروا في الأمر – لن يتعلّم الأطفال شيئًا إذا ما تجادلتم معهم. لا شيء على الإطلاق. كما هو الأمر بالنسبة للراشدين، عندما يكون الجدال على أشدّه، يرتفع الأدرينالين، مما يعيق القدرة على التعلّم.

تذكروا أن كل طفل يرغب بشدّة في أن يرضي والديه ويجعلهما فخورين به. ولكن كلما تجادلتم معهم وحجزتم حريتهم، كلما ساهمتم في تدمير هذه الرغبة. إذا كان الطفل منزعجًا، ساعدوه على التعبير عن غضبه وخوفه وخيبة أمله أو أي شعور سلبي آخر.

وعندها فقط سيتبدد هذا الشعور ويصبح الطفل جاهزًا لكي يصغي إليكم عندما تذكّرونه أن الجميع في المنزل يحاولون التحدّث مع بعضهم البعض بطريقة لطيفة.

بالطبع لا يمكن القيام بذلك إلا إذا كنتم أنتم القدوة، لأن الأطفال لا يستمعون إلى ما تقولونه بل يلاحظون ما تفعلونه.

لا تتحدّوه وإلا سيعارضكم

إن استعمال القوّة يؤدي دائمًا إلى التمرّد– بغض النظر عن العمر. إذا ما اعتمدتم أسلوب العنف وفرض سلطتكم، ستكون هذه الطريقة الأسرع لتحفيز طفلكم المزاجي على التمرّد والمعارضة.

عندما تشعرون أنكم قد بالغتم في الجدال، توقفوا عن ذلك، خذوا نفسًا عميقًا وتذكروا أنكم إذا ربحتم الجدال مع الطفل فستخسرون شيئًا بالغ الأهمية – الارتباط.

إذا أمكن، دعوا طفلكم يتخذ قراراته بنفسه. وعندما يتعذر ذلك، أعطوه بديلًا، خيارًا، الحق في اتخاذ جزءٍ من القرار على الأقل، وكل ما من شأنه أن يمنحه الشعور بالاستقلال الذاتي.

اترك رد