3 مهارات يجب أن يكتسبها الطفل قبل دخول المدرسة

0

ما الذي يجب أن يعرفه الولد قبل تسجيله في المدرسة؟

عند تسجيل الطفل في المدرسة، يجري تقويم نضوجه الجسدي والإدراكي والعاطفي لمواجهة التحديّات والمهام المدرسيّة.

لكن ما أرغب في الإشارة إليه اليوم هو المهارات التي لا يتم اختبارها مباشرة عند تسجيل الطفل في المدرسة على الرغم من أنها شرط مسبق لنجاح الطفل في المدرسة وحسن أدائه فيها.

1- الاستقلالية

قبل بضع سنوات، وجدت نفسي أتحدّث إلى أطفال وأمهاتهم في ملعب للأطفال. أعتقد أننا كنا في أواخر شهر يوليو/تموز لأنّ الموضوع الرئيسي دار حول العودة إلى المدرسة وكيف أنّ الأولاد ينتظرون بفارغ الصبر اليوم الأول من سنتهم الدراسيّة الأولى.

سمعت قصصاً عن من يجلس إلى جانب من، وأنواع الحقائب التي يحملونها وصناديق الأقلام التي تحمل صورة الأبطال المفضلين.

ضحكت إحدى الأمهات وقالت: “حسن، هل الحقائب هي الشيء الوحيد المهم؟ ومن منكم يعرف كيف يربط شريط حذائه أو أن يستعمل الحمام وحده من دون مساعدة؟”

ضحكت الأمهات كلهن لكن الأسئلة بدأت تحوم فوق رؤوسهن بعد ذلك. وبقي هذا الحوار محفوراً في ذاكرتي وبقيت أفكر فيه طويلاً.

تُشكّل الاستقلاليّة إحدى المهارات الأكثر أهميّة للدخول إلى المدرسة. ويصبح أسهل على الطفل أن يذهب إلى المدرسة إذا اكتسب عادات تتعلّق بالنظافة الشخصيّة، كاستعمال الحمام وحده من دون مساعدة، وتنظيف أنفه ومسحه وارتداء ملابسه وانتعال حذائه وحده فضلاً عن الأكل والشرب وحده، الخ…

2- عادات ومهارات العمل

ترتبط عادات العمل والمهارات ارتباطاً وثيقاً بالاستقلاليّة. وسيعتمدها الأولاد إذا ما تعوّدوا على القيام بمهام بسيطة وصغيرة منذ صغرهم.

مما لا شك فيه أننا لا نتوقّع من أولاد في سن الرابعة أن ينظّفوا زجاج النوافذ لكن ينبغي أن يصبح ترتيب الألعاب في صندوق أو وضع الملابس المتسخة في سلة هي القاعدة المتبعة وليس الاستثناء.

كما يمكن أن نُشرك الأطفال منذ صغر سنهم بكافة الأعمال المنزليّة كإعداد قوالب الحلوى معاً أو المساعدة في نشر الغسيل أو تنظيف الغرفة…. أبقوا الطفل قربكم وانتبهوا لما تفعلونه. حاولوا أن تشركوه في كل ما تفعلونه بطريقة بسيطة. وهكذا، سيتعلّم الطفل عبر اتخاذكم مثالاً له، وسيطوّر عادات عمل ومهارات أخرى كالنظافة والتنظيم والدقة.

3- تفاعل اجتماعي ايجابي

الطفولة هي المرحلة التي تتكوّن فيها شخصيتنا ويعتمد الشخص الذي سنصبح عليه في سن الرشد على هذا بشكل كبير.

أثناء الطفولة، نتعلّم ونكبر كما نتطوّر على المستوى العاطفي. ويؤدي حسن ضبط المشاعر إلى نمو طفل راضٍ ومتوازن ما يحسّن وضعه كتلميذ.

قد يواجه في بداية مرحلة الحضانة بعض المشاكل في إقامة علاقات ايجابية مع الرفاق ما يمكن أن يفضي إلى القلق والوحدة حتى في الطفولة.

بالتالي، من المهم أن نتنبّه للتطوّر الاجتماعي ولطريقة مساعدة الأولاد في تطوير وتحسين مهاراتهم الاجتماعية عبر العمل معهم. يجب على الأهل، بصفتهم المثال الرئيسي لتطوّر الطفل الاجتماعي، أن يعلّموا هذا الطفل السلوك المناسب ويبقى الحوار أفضل طريقة لذلك.

يجب أن نشرح للطفل السلوكيات المقبولة ولما هي مطلوبة كما يجب أن نشرح له نتائج السلوكيات السلبيّة.

ومن المهم أيضاً أن نُفهم الطفل أهمية الاعتذار وأن نحاول أن نوقظ في داخله الشعور بالحاجة إلى تقديم الاعتذار.

يجب شرح هذا كله عبر أمثلة تتناسب مع سن الطفل ومستوى نموه الإدراكي. فمن المهم أن يكتسب مهارات الانتظار وتحمّل الشعور بالانزعاج والاحباط كي يتمكّن من التفاعل بشكل ايجابي على الصعيد الاجتماعي.

فالقدرة على تحمّل الشعور بالانزعاج والاحباط تساعد الطفل على مواجهة الضغط النفسي والتوتر، في مسائل بسيطة “غير مؤذيّة” في بداية الأمر مثل الخسارة في الألعاب وفي مواجهة التحديات المدرسيّة والفشل المحتمل في بعض الأحيان، في مرحلة لاحقة.

اترك رد