أخطاء في تربية طفلي كنت سأتفاداها لو كنت أعلم…

0

أخطاء في تربية: هل يمكننا أن نعطي الكثير من الحب لطفلنا؟ لا أظن ذلك! استفيدي بشكل كامل من هذه اللحظات الجميلة التي تمر بسرعة كبيرة، وقبل كل شيء دون الشعور بالذنب! لا تدعي أي شخص يفسد عليكِ هذه اللحظات. أنتِ لا تمنحين طفلك عادات سيئة، بل تمنحينه أفضل هدية يمكن أن تقدمها الأم لطفلها.

بالعودة بالزمن اليوم، أشعر بالغباء لأنني كنتُ أتساءل كثيراً عن التفاصيل عندما كان صغيراً جداً وضعيفاً، وعندما كان في أمس الحاجة إليّ.

أحياناً أجد نفسي أشعر قليلاً بالحنين إلى الوقت الذي لم يكن ينام فيه سوى بالقرب مني، والوقت الذي كان يتغذى فقط من حليبي، والوقت الذي لم أكن أستطيع أن أضعه في مكانه لأكثر من بضع دقائق، أو إلى حين كان يفتقدني عندما انفصل عنه وقت الاستحمام، ذاك الوقت الذي كنا فيه “مندمجين – متحدين” للغاية …

إذا كان بإمكاني العودة بالزمن، فكل ما كنت سأغيره هو إرضاعه ليلاً (ودون التفكير كثيراً!) عوضاً عن تلك الرضعات التي حاولت قطعها عبثاً حين كان يبلغ من العمر حوالي 4 أشهر، بما أنه قيل لي إنه “في عمر 4 أشهر، لا ينبغي إطعامه في الليل”. (بالمناسبة عبثاً: كنتُ أعطيه اللهاية كي يعود للنوم دون أن يرضع، وبعد ساعة كان يستيقظ مرة أخرى لأنه جائع، وأقوم بإرضاعه…).

إذا كان بإمكاني العودة بالزمن، فلن أرهق نفسي بإعادته إلى سريره بالضرورة بعد إرضاعه ليلاً، لأنه قيل لي إنه يجب أن ينام في سريره حتماً… اليوم، عندما يظهر الحاجة إليّ ألعب دوري كأم بالكامل بدون أي تردد. كنت أتمنى لو أنني كنتُ أتصرف بهذه الثقة منذ ولادته!

منذ زمن بعيد، كانت النساء يرضعن أطفالهن عند الطلب، وينمن بالقرب منهم ويحملنهم. حتى أن هذا ما سمح باستمرار الحياة البشرية! تخيلوا مثلاً، لو قيل لهن آنذاك: “كوني حذرة، أنت تمنحين طفلك عادات سيئة من خلال النوم بالقرب منه، فليس من الجيد أن تكوني قريبة منه إلى هذا الحد. ضعيه في الليل على بعد ثلاثة أشجار وإذا بكى انتظري قليلاً قبل أن تأتي لحمله”… ؟! هل تعتقدون أن البشرية كانت ستبقى على قيد الحياة عبر اتباع هذه النظريات؟ وهل تظنون أن أسلافنا بقوا متعلقين ومرتبطين بأمهاتهم حتى بلوغ سن الرشد؟

عندما لم تكن هناك تقنيات لرعاية الأطفال أو أشخاص لجعلهم يشعرون بالذنب واتهامهم “بالأمومة المفرطة”، لم تكن هناك تساؤلات تدور في بال الأمهات وكن بتبعن غرائزهن… احتياجات الأطفال الرضع لم تتغير وكذلك غريزة الأم, لكن مجتمعنا اليوم الذي يريد قطعاً فصل الأم والطفل عن بعضهما في أسرع وقت ممكن، للتشجيع على الاستقلال القسري منذ المهد، للأسف، يجعل الأمهات يشككن في قدرتهن على الاعتناء بأطفالهن.

من خلال الاستماع إلى هذه النصائح، تنفصل النساء عن غرائزهن وعن طفلهن، ويصبح كل شيء بعد ذلك أصعب بكثير.

عندما قرأت كتاب” أحضنيني بشدة” لطبيب الأطفال كارلوس غونزاليس، أثرت بي الحكاية بالفعل. يقول إنه ذات يوم، كان هناك طفل صغير جداً في غرفة الانتظار بعيادته يبكي بصوت عالٍ جداً في عربته، وكانت والدته تحاول عبثاً تهدئته من خلال دحرجة عربة الأطفال من جانب إلى آخر. ثم في وقت من الأوقات، لم يعد ياستطاعة طبيب الأطفال التحمل، فاقترح عليها بخجل أن تحمل الطفل بين ذراعيها. فجأة، نفذت الأم طلبه (لم تكن تنتظر سوى ذلك!) وهدأ الطفل على الفور. ثم شرحت لطبيب الأطفال: “أطباء الأطفال يخبروننا أنه ليس من الجيد أن نحملهم حين يبكون…”. تركتني هذه الحكاية في حيرة من أمري، بل وأثارت غضبي. هل تدركون الأثر المدمر الذي يمكن أن تحدثه مثل هذه الكلمات على بعض الأمهات وأطفالهن؟!

اترك رد