أولاد الأهل المطلقين: هل ينجحون في الزواج عندما يكبرون؟

0

إن أطفال الأهل المطلقين هم أطفال تعلموا في وقت مبكر جداً أن الحب ليس جيداً ونقياً على الدوام، وأنه قادر على تدمير حياتهم كما يمكن أن يتحطّم.

قد يصبح من الصعب عليهم أن يحبوا وأن يتلقوا الحب في المستقبل إلا أن ذلك ليس مستحيلاً. فأطفال الأهل المطلقين يتعاملون مع الحب بطرق مختلفة، لكن هذا لا يعني أنّ قدرتهم على منح الحب أقل.

تعرفوا معنا على بعض هذه الطرق.

الزواج ليس هدفهم النهائي

تعلّم أطفال الأهل المطلقين وبشكل مرير أن الزواج لن يؤدي في نهاية الأمر إلا إلى انفصال أكثر تعقيداً وأن روابط الزواج تفشل أيضاً. لكن وبدلاً من أن يتمكّن الطرفان من المضي قدماً في حياتهما، نجدهما مرتبطين قانونياً وقد يفقدان كل ما يملكانه في خضم هذه العملية.

تصبح تلك الورقة، التي كانت ترمز ذات يوم إلى الحبّ الأبدي، الرابط الوحيد الذي يجعل العديدين مقيدين ومسجونين في زواج بلا حب أو في علاقة سامة لأن الطلاق مكلف للغاية أو معقد أو غير مريح.

يبدو أن الزواج بالنسبة إليهم مصدر ضغط وليس مصدراً للسعادة. غالباً ما يكون أطفال الأهل المطلقين على استعداد للتعهد بحب لا يموت والعمل من أجل الحفاظ على حبهم كل يوم وإلى الأبد، لكنهم لا يشعرون بالحاجة إلى مستند قانوني لإثبات حبهم.

لا يستطيعون الامتناع عن التساؤل وكثرة التفكير

كانت الأمور تسير على ما يرام بين الوالدين بنظر هؤلاء الأطفال، قبل أن يعلموا ذات يوم أن عليهم العيش بين منزلين وأن أكثر شخصين تعلقوا بهما لن يعيشا أبداً في المنزل نفسه.

رأى الأطفال شخصين بدا لهم أنهما يحبان بعضهما البعض، يتعاركان ويغضبان من بعضهما البعض، ما شوه فكرتهم عن الحب، وأصبح من الصعب عليهم أن يثقوا به، لا بل بالأشخاص المقربين أيضاً.

عندما يصبحون بالغين، لا يمكنهم منع أنفسهم من تخيل الأسوأ. إنهم بحاجة إلى الطمأنة لأن محاولة اكتشاف ما إذا كان الشريك سعيداً أم لا قد تثير جنونهم. وهم لا يريدون فقط أن يسمعوا كلاماً يطمئنهم إلى أنهم محبوبون بل يحتاجون لأن يشعروا بذلك باستمرار، فما إن يشكوا بذلك، حتى يبدأوا بالتساؤل عما إذا كان محكوماً عليهم هم أيضاً أن يعيشوا قَدَر أهلهم نفسه.

يسعون إلى الاستقرار

حين يكبر الطفل بين منزلين، قد يبدو له الوضع مزعجاً ومشتتاً، لاسيما حين يعتمد كل واحد من الوالدين أسلوب حياة ونمط تربية مختلفين تماماً. قواعد مختلفة، ونظام مختلف، وتوقعات مختلفة فيصبح من الصعب عليه أحياناً أن يكتشف كيف يرضي أحد الوالدين من دون معارضة الآخر.

حين يصبح هؤلاء الأطفال راشدين، يكبرون وهم يحاولون منح أنفسهم المساحة الآمنة والمريحة والمستقرة التي كانت تنقصهم في الماضي. فهم يحبون الروتين ومعرفة ما يمكن توقّعه. كما يحبون أن يكون كل شيء في مكانه الصحيح. يحبون أن يعرفوا متى سيعود شريك حياتهم إلى المنزل وما الذي سيحضّرونه للعشاء. يحبون التخطيط مسبقاً وأن يكونوا على استعداد دائم فهم يريدون أن يشعروا بالأمان.

غالباً ما تشكّل الإجازات مصدر توتر وقلق

ينغمس الجميع في أجواء الاحتفالات ويتحمّس الناس لملاقاة أقاربهم فيما يخشى أطفال الأهل المطلقين هذه الفترة. إنهم يعلمون أنهم سيفشلون مجدداً في إرضاء الأطراف كلها بغض النظر عن الجهود التي يبذلونها. إن تقسيم وقتهم بطريقة عادلة بين الوالدين أمر يسبب لهم التوتر خاصة حين يكون لدى أحد الوالدين خططاً مفصلة ويتمسك بها رافضاً تفهم الآخر.

يصبح الأمر أكثر صعوبة حين يحاولون أيضاً إسعاد زوجة الأب أو زوج الأم. يشعرون أن ساعات اليوم غير كافية. حتى لو كانوا يعرفون أن والديهم يرغبان بقضاء الوقت معهم بدافع الحب، إلا أنهم يشعرون وكأن عليهم أن يقسموا أنفسهم إلى قسمين للتمكن من إعطاء ما يكفي كل شخص.

اترك رد