المراهق والأجهزة الذكية:
فترة المراهقة ليست صعبة على الأهل وأعصابهم كما تظنون بل هي صعبة على المراهق نفسه الذي يجد نفسه اقل شأناً من غيره وأقل قيمة. يخجل من شكله ويخجل من وجهه الذي تغطيه البثور ويشعر انه شخص قبيح خاصة اذا كان المراهق أنثى
في حياتي اليومية كلما عدت الى البيت أجد ابنتي المراهقة تجلس على سريرها حاملة تليفونها متنقلة من فيديو الى ريلز الى تيك توك فيتبادر الى ذهني السؤال المعتاد:” ماذا فعلتِ اليوم” وتأتي الاجابة:” لا شيء”
- ماذا اكلتِ؟
وتأتي الاجابة:” لا شيء.. شربت الشاي فقط”
ابتلع ريقي وكلماتي واخرج وفي رأسي عبار ةلا حول ولا قوة.. ما الحل لإدمانها على الانترنت؟
في احد الايام جلست معها وحاولت ان أناقشها قائلة: “انت تعرفين انك اصبحت مدمنة على التليفون. اليس كذلك”.
- أجابتني ابنتي : “نعم صحيح”
- قلت لها: “أتعرفين أنك في عمر اغتنام الوقت وتطوير الذات واكتساب المهارات”
- نظرت الي وفي عينيها دمعة وكأنها تقول له ” اعلم ولاحاجة لتذكيري بفشلي”
- سألتها: “ما هو الشيء الذي تريدين تطويره في شخصيتك؟”
- اجابت: “لا ادري”
- ما رأيك لو تخرجين اكثر وتجالسين الناس اكثر
عندما اكون مع اناس اخرين لا اجد ما اتحدث به معهم. واشعر بالملل فليس لدي ما اتكلم به
قلت لها مخففة عنها ما تشعر به:
انا مثلك تواجهني هذه المشكلة عندما اجلس مع اشخاص ليس بيني وبينهم اشياء مشتركة.. ما رأيك لو تأخذين انت المبادرة وتحاولين جر احد ما الى نشاط ..
عادت تنظر إلي والدمع في عينيها وكأنها تقول ماذا افعل لا اجد نفسي مع الناس ولا أجد اني اذكى منهم اومتميزة عنهم.. افضل الهروب الى هاتفي على مواجهة العالم
حاولت الغوص معها أكثر : “هل تريدين التخفيف من ادمانك على الهاتف؟”
- بالطبع اريد..
- اذن علينا ايجاد طريقة للتخفيف من الادمان
واي علاج يبدأ بالارادة..
وهنا كان امامي وامام ابنتي ورشة عمل للتخفيف من استعمال الاجهزة الذكية
اولاً – اخذت منها قراراً بالتخفيف من ادمانها..
في اي خطة تضعونها للحد من استخدام اي نوع من الادمان هو الارادة والرغبة في التخلص منه. وان لم تكنهناك ارادة لن تحصدي الا الفشل وعذاب القلب
٢- ترك المراهق يحدد وقت استخدام الهاتف
طلبت منها ان تحدد الوقت الذي ترغب في حمل هاتفها وان تذكرها لي لأساعدها على نفسها في حال انصاعتالى ادمانها على هاتفها
٣- ادخال المراهق في انشطة..
سألتها اي نشاط تريد ان تضيفه الى حياتها عدا نشاط الباليه الذي تمارسه مرتين في الاسبوع فاختارت الرسموالخروج مع رفيقاتها
٤- توجيه استخدامها للجهاز الذكي
قلت لها اتعرفين أن التطبيقات ومقاطع الفيديو والألعاب مصممة ليبقى المستخدمون “متعلقين بها “.
طلبت منها ان تحاول حين تكون على هاتفها ان تخفف من هذه الفيديوات وان تركز على أشياء اخرى تختارهاوتساعدها. فلكل شيء في الحياة جانب جانب ايجابي واخر سلبي وعلينا نحن التركيز على الافادة بدل تضييعالوقت .. فبين يدي اطفالنا اجهزة قد تساعدهم كثيراً على تطوير قدراتهم
٤- الطلب من المراهق ادارة الوقت المحدد
. اسألهم عن كيفية إدارة الوقت المحدد لهم.
إذا كنت الشخص الذي يراقب القيود المتعلقة بالوقت المسموح بقائه على الأجهزة، فقد يكون ذلك خطأً كبيرًا. فإذاكان الطفل هو من وضع الحدود أو القيود فهو من عليه فرضها. هناك العديد من الطرق للقيام بذلك: اضبط المنبهعلى الهاتف. تذكر أنك مجرد مستشار وليس الشخص السيء الذي يأخذ شيئًا ثمينًا من طفلك.
٥- مراقبة نفسي
كنت اعلم ان جزءاً من مساعدة ابنتي هو مراقبة نفسي وطريقتي في استعمال الاجهزة الذكية. فكل خطتي قد تبوءبالفشل ان لم اضع حداً لنفسي. ققررت ان اراقب نفسي وطريقتي في استعمال الاجهزة الذكية فانا أعلم يقيناً أناولادنا يقلدوننا فعندما سترى ابنتي اني اضع حداً لنفسي. ستسير على درب التخفيف من استعمال هذه الاجهزةالمغرية