كيف تكونين منصفة وعادلة اتجاه كل طفل من أطفالك؟

0

منصفة وعادلة اتجاه الأطفال: عندما تكون الأسرة مؤلّفة من أكثر من طفل، قد يتحوّل إرضاء كل واحد منهم إلى تحدٍ حقيقي.

الجميع يصرخون في الوقت نفسه، ولا تدركين بمَن عليكِ أن تعتني أولاً؟

ليس من المفاجئ أن يفقد الأهل السيطرة على أنفسهم حين يتعلق الأمر بهذا الموضوع.

في الواقع، ليس من الممكن في بعض الأحيان أن نلبي الاحتياجات كلها في الوقت نفسه. في النهاية، أنتِ أيضاً لستِ سوى كائن بشري لديه قدرات محدودة.

وفي الكثير من المواقف، تُعدّ عدم القدرة على تلبية احتياجات أطفالك على الفور فرصة كي يتعلّموا تقبّل مشاعر الإحباط. هذه المهارة الاجتماعية مهمة جداً كي يتمكّن الطفل من التكيّف في روضة الأطفال وفي المدرسة.

بهذه الطريقة، يتعلم الطفل التحمّل والتعامل بصبر ضمن المجموعة التي يتعايش معها.

يمكنك مراعاة النقاط التالية عندما تتعاملين مع أطفالك كي يشعروا بأنهم محبوبون ومهمّون ومحط الانتباه على الدوام:
1- ما هي الحاجة الأكثر أهمية بالنسبة إلى أطفالك في هذه اللحظة؟

على سبيل المثال، إذا كانت ابنتكِ مجروحة أو حزينة وبحاجة إلى تواجدكِ إلى جانبها، وإذا كان أخوها الأكبر سناً يطلب المساعدة في واجباته المدرسية، فيمكنكِ أن تقولي للصبي: “سأذهب لمواساة أختك لأنها تشعر بالحزن. سأكون سعيدة جداً بمساعدتك حين تهدأ.”

2- تفهّم وتقدير الأخ “الذي انتظر”

لا تنسي ما طلبه الطفل الذي اضطر إلى التراجع بحيث لا يُضطر إلى الطلب مجدداً. فبهذه الطريقة، سيشعر طفلك أنكِ رأيتِه وسمعتِه وأنكِ أخذتِ طلباته واحتياجاته على محمل الجد.

قولي له على سبيل المثال “لقد هدأت أختك الآن. كانت تشعر بالخوف الشديد، وأنا سعيدة جداً لأنني قادرة على مساعدتك الآن. شكراً لأنك كنتَ صبوراً وانتظرتني.”

التقدير هو حاجة إنسانية وهو مهم جداً حين ينجح طفل في انتظار دوره كي تهتمي به.

يمكنكِ أن تقولي له وبحسب سنّه: “أنا سعيدة جداً لأنك انتظرت. شكّل هذا دعماً كبيراً لي. شكراً لأنك كنتَ صبوراً جداً.”

“أعلم أنك حزين. حين أنتهي مما أقوم به مع فلان سنقوم بالتالي “

” يا إلهي، لقد انتظرتَ طويلاً. أنا واثقة من أن الأمر لم يكن سهلاً عليك، أليس كذلك؟”

3. نمو الأطفال يغيّر سلوكهم واحتياجاتهم

عليك أن تتساءلي دوماً كيف تتبدّل احتياجات طفلك كلما كبر.

يحصل العديد من النزاعات لأن لأطفال يرغبون في أن يكونوا مستقلين أكثر مما نظن. لذا، يشبعون حاجتهم إلى الاستقلالية عبر سلوكيات غريبة وملفتة.

ليس من السهل على الأهل أن يعترفوا أن حاجة صغارهم إليهم تتراجع يوماً بعد يوم. ويؤدي هذا أحياناً إلى التصرّف بقساوة مع الأطفال الأصغر سناً، ما يجعلهم يشعرون بأنهم مقيدون.

في الوقت نفسه، يمكن للأطفال في الأسرة الكبيرة أن يشعروا أحياناً بأنهم لا ينالون الانتباه الكافي، فيحاولون لفت الانتباه وطلبه عبر التنمر أو المشاجرة أو عبر سلوكيات أخرى.

لذلك، يشكّل الاستمرار في التساؤل حول كيفية تغير احتياجات الطفل كلما كبر، تحدياً كبيراً.

4- التنظيم ودور كل من الأب والأم مهمان جداً لكل طفل

يشعر الأهل بالضغط بسبب النصائح التي يرونها في وسائل الإعلام والتي تعرض لهم الأساليب التربوية الصحيحة.

من وجهة نظري، أرى أنّ التصرّف الصحيح هو أن نضع حدوداً في الأمور التالية:

  • الخلود إلى النوم بشكل مستقل
  • استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بوعي
  • تناول الحلوى

يتحدث الأهل عن شعورٍ بالذنب حين يضعون حدوداً واضحة لأطفالهم.
إنّ الطفل الذي لا يرغب في النوم ليلاً فيما هو متعب للغاية، يحتاج إلى إطار محدد ونصائح من والديه ليتمكن من إشباع حاجته إلى النوم.
كما ننصح بشدة بأن يترك المراهق هاتفه خارج غرفة نومه.
ومن الصعب أيضاً على الأطفال أن يضبطوا بأنفسهم استهلاكهم للحلوى. في هذه الحالات، يتدخّل الأهل كقوة لحماية الأطفال ووضع قواعد للحياة المشتركة.

تركّز هذه القواعد على الاحتياجات.

طالما أنه يمكن لكل فرد في الأسرة أن يشعر بالراحة، فأنت تتصرفين بشكل صحيح.
كل الاتفاقات التي تساهم في تعايشكم بشكل سلمي ثمينة بالنسبة إلى أطفالكم. ونشير بالمناسبة هنا إلى أنّ هذه الاتفاقات تشمل أيضاً تلك التي تسمح لك بإشباع حاجتك للراحة والاسترخاء والتناغم والحريّة.

اترك رد