الثقة بالنفس عند المراهقين: كيف نتغلّب على الخجل؟
الثقة بالنفس عند المراهقين:
“طالبة جادة لكنها تعاني من صعوبات في التعبير الشفهي”. في نهاية العام الدراسي، تلقّت أميلي، وهي طالبة في الصف التاسع في إحدى المدارس، تقريرًا من مجلس المدرسة. تقييم الأساتذة لم يفاجئ هذه المراهقة الخجولة. توضح الطالبة: “عندما يكون عليّ أن أتكلم في الصف، أتلعثم، وأحمر خجلًا، وأخاف من السخرية، لذلك نادرًا ما أرفع يدي”.
في سن المراهقة، يشارك الكثيرون أميلي مخاوفها. ويصح هذا بشكل خاص لأنّ هذه المرحلة هي غالبًا مرحلة الحب للمرة الأولى. يقول بنيامين، وهو طالب في الصف التاسع أيضًا: “أنا لم أكن أشعر بالخجل من قبل، ولكني الآن أرتبك عندما أريد التقرّب من فتاة. لذلك، أرسل أصدقائي أو أختبئ وراء الرسائل النصيّة!”
لكن سواءً أكان خجلكم عابرًا أم راسخًا، فثمة نصائح من شأنها أن تجعلكم تشعرون براحة أكبر مع أنفسكم ومع الآخرين.
تعلم أن تعرف نفسك بشكل أفضل
لكي تكون جريئًا وقادرًا على فرض نفسك في المجتمع، عليك أولًا أن تشحن نفسك بالطاقة الإيجابية. غالبًا ما يكون الخجل مرتبطًا بصورة سيئة عن الذات. لذا، وبدلًا من التركيز على ما لا يعجبك، ضع قائمة بصفاتك الحسنة وركز على نقاط القوة هذه.
في حال بدا هذا التمرين معقدًا جدًا بالنسبة إليك، فاطلب المساعدة من صديق أو من شخص مقرب منك: ما أكثر ما يحبه في شخصيتك؟ لماذا تعجبه رفقتك؟ إذا كنا نقسو أحيانًا على أنفسنا، فبإمكاننا أن نعتمد على محبة المقربين منا. يمكنهم بالتأكيد مساعدتنا على اكتشاف المواهب والمهارات والكنوز التي نجهلها. تقول أوريلي: “إن أكثر ما يساعدني هو دعم رفاقي لي. فهم يكررون على مسامعي دائماً أنّ لا ضير في أن أتكلم أمام الآخرين وأني في أمان. كما يساعدني بعض الأساتذة على التحلي بمزيد من الثقة بالنفس.”
لماذا لا تتخيّل نفسك صديقاً مقرباً؟ هذه نصيحة المعالجة النفسية صوفي براون، وهي مؤلفة كتاب رائع موجّه إلى جميع الشباب التائهين بعض الشيء في الحياة: “تخيل أنك صديق أو صديقة. ما هي النصائح التي ستقدمها لنفسك؟”
يمكنك أيضًا أن تعتاد على كتابة كل ما يمكنك أن تفخر فيه: قمت بمساعدة صديق لك، وجدت عملاً في الصيف… اعتد على تهنئة نفسك حتى على الأشياء البسيطة فهذا يعزز الأنا لديك ويدفعك إلى المضي قدمًا. وتقبّل ورحّب أيضاً بكل إطراء وتعليق إيجابي يُقدّم لك.
حرر نفسك من نظرة الآخرين
حتى وإن كان من المفيد بالنسبة إلينا أن نحظى بإعجاب أحد المقربين منا لكي نكتسب الثقة بالنفس، إلا أنه من الضروري أيضًا أن نفصل أنفسنا عن حكم الآخرين شيئًا فشيئًا. فخوفنا الشديد من ألا نعجبهم، أو من أن نرتكب خطأ ما، أو من أن يساء فهمنا، قد يجعلنا نعجز عن القيام بأي شيء وسنتقوقع على أنفسنا. يشرح الطبيب النفسي فريديريك فانجيه أن “أولئك الذين لا يجرؤون على التعبير عن أنفسهم يعيشون في خضوع تام لنظرة الآخرين”.
بالتالي، من المهم أن نجد المسافة المناسبة. تقول ماريون، ابنة الـ 25 سنة، والتي كانت تعاني من الخجل الشديد “عندما كنت مراهقة، كنت أتخيّل كثيرًا رأي الناس فيّ. ومن ثم أدركت أنني قد أضيّع وقتي، لأن الناس لديهم أمور أخرى يقومون بها ويفكرون فيها بدل تحليل أفعالي وتصرفاتي!”
إذن، استخدم طاقتك للتقرب من الآخرين، واكتشافهم (بالفعل)، وطرح الأسئلة عليهم. بدلًا من أن تتساءل: “ما رأيه بي؟” اسأل نفسك: “من هو؟”، “ما هي ميوله؟ وهواياته؟” حاول أن تعتمد خطاباً داخلياً موضوعياً أكثر. فبدلًا من أن تقول:” لم يلقِ عليّ هذا الطالب التحيّة لأنه لا يحبني”، يمكنك أن تقول ببساطة لعله كان يفكر في أمر آخر.