مشاكل النوم عند المراهقين: الأسباب
فهم النوم عند المراهقين من أجل حسن إدارته
يسمح فهم النوم لدى المراهقين بتجنّب اضطراباته، وذلك عبر اعتماد عادات سليمة مع احترام حاجات المراهقين الخاصة. يكمن مفتاح المشكلة في تعزيز شعور المراهق بالمسؤوليّة. ولهذه الغاية، يجب أن نفهم حاجته إلى النوم وأن نعرف متى علينا أن نتدخّل. إن كنتِ من الأمهات اللواتي يقلنَ كل مساء للولد المراهق: “حان الوقت كي تنام”، فهذا المقال موجّه إليك.
فهم حاجة المراهق للنوم
النوم والاستيقاظ في وقت متأخر
عند البلوغ، تتغيّر الساعة البيولوجيّة للمراهق، فلا يشعر بالتعب قبل الساعة الحاديّة عشرة مساءً: “لمَ عليّ أن أنام أصلاً؟” وفي اليوم التالي، لا يقوى على ترك سريره قبل انتصاف النهار. وتشعرين في عطلة نهاية كل أسبوع وكأنه يبقى نائماً طيلة الوقت. سلوكه هذا ليس كسلاً أو أنانيّة ولا محاولة للتفرّد بالرأي بل هو مجرد كيمياء حيويّة.
قرابة سن الثالثة عشرة، وعند البلوغ، يتغير وقت انتاج الميلاتونين وهو الهرمون الذي يساعد على النوم ما يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات على هذا الصعيد. وهذا التعديل في الجدول الزمني يدفع المراهق إلى عدم النوم؛ وبالتالي للخلود إلى النوم في وقت مـتأخر جداً. في هذه السن، يرتاد ابنك المدرسة إن لم تكوني قد اخترت تعليمه في المنزل. وبما أنّ الدروس في معظم الأنظمة التعليميّة تبدأ في وقت مبكر جداً بالنسبة إلى هذا التفاوت في التوقيت، سيجد ولدك المراهق صعوبة في ترك سريره. وسيُضطر إلى إهمال بعض ما يُفترض أن يقوم به في الصباح، كالاغتسال وتناول فطور جيّد لئلا يتأخر على المدرسة.
يخضع المراهقون كلهم لقواعد الكيمياء الحيويّة نفسها. لذا، من المهم أن تشرحي لولدك باكراً، وهو لا يزال في المرحلة الابتدائيّة، النتائج المنطقيّة لنقص النوم وتأثيره على النمو. بيّني له العلاقة السببيّة بين النوم والنمو.
النوم لا ينفع في شيء: فكرة خاطئة
يحتاج المراهقون، سواء أكانوا في المرحلة المتوسطة أو الثانويّة، إلى تسع ساعات من النوم كمعدل وسطيّ في الليلة الواحدة. وهذه الحاجة تختلف من شخص إلى آخر حتى ضمن العائلة الواحدة، حيث يمكن أن تجدي ولداً ينام في وقت متأخر وآخر يستيقظ في وقت مبكر. ولا بدّ أنك لاحظت هذا الفرق من قبل. في عمر السنة الواحدة، كان ابني البكر ينام أقل من ساعة واحدة في فترة القيلولة فيما اعتاد أخوه الأصغر أن ينام نوماً عميقاً لثلاث ساعات متواصلة.
15% فقط من المراهقين يحصلون على قدر كافٍ من النوم
أظهرت الدراسات التي أُجريت على نوم المراهقين أنّ 15% منهم فقط يحصلون على قدر كافٍ من النوم. في الواقع، أكثر من نصف المراهقين ينامون أقل من سبع ساعات في الليلة الواحدة. علماً أنّ الجملة التي تتردد على ألسنتهم “أنا متعب” تذكّر بمدى أهميّة النوم وكم هو ضروري لراحتهم ونموهم وصحتهم العقليّة وتعلّمهم.
والنوم محرّك قويّ: فالمراهق الذي حظي بما يكفي من الراحة، يفكّر بشكل أفضل ويفهم بشكل أسرع ويحفظ بسهولة أكبر مقارنة مع زملائه الذين يعانون من نقص في النوم.