سيطرة الأم المرضية: عندما تُبعد الأم طفلها عن أبيه..

0

سيطرة الأم المرضية: في البدء، ظنّ مالك أنّه من الطبيعي أن تتردد لينا في ترك ابنته معه. وعزا السبب إلى الهرمونات والولادة والعلاقة الوثيقة بين الأم والطفلة التي ترضعها.

وشعر مرة بعد مرة أنه مرفوض ومستبعد، حتى حين كان يرغب في أن يحمل طفلته كاميليا بين ذراعيه.

إنّ عائلته محظوظة للغاية، فقد أنجبت لينا طفلتهما وهي في الرابعة والأربعين من عمرها. كان الزوجان قد فقدا الأمل إنما معجزة أنقذتهما. وقد جرى الاتفاق بينهما على أن يتقاسما المهام وأن يهتما معاً بالطفلة.

حارب مالك كي يحصل على إجازة أبوّة مدة شهرين من ربّ عمله، فقد وعد لينا بأن يقدّم لها الدعم العاطفيّ اللازم.

لكن الأمور كلها تغيّرت جداً وبشكل مفاجئ بعد ولادة كاميليا.

سيطرة الأم: عندما يتم إقصاء الأب

راحت زوجته تبتعد عنه كثيراً وليس عند إرضاع الطفلة فقط. بدا سلوكها أشبه بسلوك الحارس في ملهى ليلي ما جعل مالك يشعر بأنه منفصل عنهما تماماً.

ما أن يبدأ بالاعتناء بطفلته، كأن يحملها بين ذراعيه مثلاً، حتى يسمع تعليقات كهذه: “لا داعي لأن تتعب نفسك، سأفعل هذا.”

في بداية الأمر، بذل مالك قصارى جهده كي يحافظ على هدوئه ويبدي الكثير من التفهّم. لكن بعد بضعة أشهر من “سحب الطفلة”، راحت الشكوك تظهر والأفكار الغريبة تتشكّل في ذهنه. شعر بأنّ لا لزوم له وبأنه لم يعد يعرف زوجته. ولم يكن اهتمامه، الذي ينبغي أن يجعلها ايجابية ويعكس تعاطفه ومحبته، يجدي نفعاً.

استحوذت لينا على كاميليا تماماً، وبدا وكأن باباً قد أُقفل بين الأب وابنته.

إذا لم يعد الحديث ممكناً، فثمة فشل في توزيع الأدوار ضمن العائلة

تغيّرت لينا بعد الولادة وتحوّلت إلى أمّ تحيط ابنتها بالرعاية والحماية بشكل غير منطقي وهستيري.

وبدا أنها لم تعد تهتم بأيّ شيء في ما عدا إرضاع كاميليا ومشاكل الهضم لديها وطقوس نومها. وتُرك مالك وحيداً فيما بلغت علاقتهما الحضيض.

لم يكن قادراً على أن يناقش الأمر مع زوجته إذ راحت تصدّ على الفور كل محاولة مترددة. بالتالي، حاول أن يساعد وأن يكون نافعاً على الأقل في الحياة اليوميّة: تسوّق حاجيات المنزل، التنظيف، الخ…

كان مالك قد تخيّل شيئاً مختلفاً تماماً على مستوى الإجازة والمساواة في الحقوق. ما إن يلمس كاميليا أو يريد أن يبدّل حفاضها حتى تنتقده لينا.

لا يفلح في كل ما يفعله كما لا يحترم القواعد التي تفرضها لينا. في الواقع، لم تعد زوجته تأبه للسهرات مع صديقاتها التي كانت تعشقها من قبل بل أصبحت تفضّل البقاء في المنزل بدلاً من أن تترك كاميليا في عهدته وتحت مسؤوليته وحده.

سيطرة الأم وتحكّمها… ما العمل؟

في حالة مالك، لم تبدُ لينا مستعدة للخضوع لأيّ علاج. فقرر أن يتصل بوالدتها كي يحصل على المساعدة إذ يمكن لشخص ثالث موضوعيّ أن يمارس التأثير المناسب.

لكن مالك لا يريد أن يبقى سلبياً وقرر أن يخضع لعلاج نفسي فردي. لعل المعالج الذي اختاره يتمكّن من مساعدته في تعزيز موقعه الخاص.

على أيّ حال، يجب التحلّي بالكثير من الصبر والحساسيّة في هذا الوضع الحساس. وغالباً ما يساعد الوقت والحوارات المتكررة الأم على أن ترى أفعالها الخاطئة وأن تنفتح مجدداً على الأب.

اترك رد