الأوميغا 3 يرفع معدل ذكاء أولادكم

0

من من لا يريد طفلاً ذكياً؟ ولكننا لا نعرف أن بإمكاننا مساعدة أولادنا على التنعم بالذكاء. كيف؟ الأمر موجود معنا وحولنا. موجود في مادة غذائية. 

المادة الغذائية التي نتحدث عنها هي السمك. كلنا يعرف أن السمك مفيد للصحة ولكن أهميته لرفع معدل الذكاء كبيرة جداً. فهل يقدر السمك حقاً على رفع معدل الذكاء عند أولادنا ؟

الذكاء، أياً يكن نوعه، يتأثر بما نستهلكه من دهون أساسية تعرف بالأوميغا 3 الموجودة في السمك .

بعض الحيوانات تـقوم بالمهام التي تـتطلب ذكاءً عقلياً بصورة رديئة لأنَّـها تملك معدلاً منخفضاً من الدهون الأساسية، والواقع أنَّ الأطفال الذين ينـقص عندهم معدل الدهون الأساسية يعانون من صعوبات في التعلّم، أما الأولاد الذين رضعوا من حليب أمهاتهم فيملكون في عمر ثماني سنوات معدل ذكاء عقلي أعلى من معدل الأطفال الذين كانوا يتغذون ببودرة الحليب المجفف ويُعزى السبب هنا إلى ارتـفاع معدل الدهون الأساسية في حليب الأمهات.

تظهر الأبحاث اليوم أنَّ كمية ونوع الدهون التي تُستهلك أثـناء نمو الجنين وفي مراحل الطفولة والمراهقة وسن البلوغ والشيخوخة تؤثران بشدّة في كيفية تـفكيرنا وشعورنا.

فالدماغ والجهاز العصبي معتمدان كلياً على عائلة الدهون التي تشمل:

  • الدهون المشبعة والدهون الآحادية غير المشبعة.
  • الكـوليـسـتـرول.
  • دهون الأوميغا ـ 3 (أي الدهون المتعددة غير المشبعة) خاصة منها الـ EPA و DHA.
  • دهون الأوميغا ـ 6 (الدهون المتعددة غير المشبعة) خاصة منها GLA وAA.

بإمكان الجسم تصنيع النوعين الأولين من الدهون.. أمَّـا دهون الأوميغا فلا نحصلِّها إلاَّ من النظام الغذائي.

إنَّ المصدر الرئيسي للأوميغا 3 (EPA والـ DHA )

هي أسماك المياه الباردة خاصة منها تلك التي تأكل الأسماك الأخرى كالرنكة والسلمون والأسقمري والتونة على وجه التحديد.

نحن نحتاج عادة ما بين 300 إلى 400 ملغ EPA وDHA (المادتين الفعالتين الموجودتين في السمك وزيته ) ولكن عندما نريد حلّ مشكلة مرضية ما كمشكلة صعوبة التعلّم أو مرض القلب قد ترتـفع النسبة إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف النسبة التي ذكرناها….

من هنا نجد أنَّ الأفضل، لا بل من الضروري، أن نحصل خلال فترات النمو على مادتي EPA أو الـ DHA الموجودتين في السمك بشكل مباشر من السمك أو بشكل غير مباشر عبر تـناول بزور الكتان وزيتها..

وهذا ما نـنصح به بالتأكيد للمرأة الحامل أو المرضع لكي تؤمّن لطفلها كمية كافية من الـ EPA والـ DHA.

تـنصح منظمة الصحة العالمية حالياً بأن يحتوي حليب الأطفال المجفّف على هذه الأحماض الدهنية إذ يمكن عندئذٍ أن تـتزايد في الدم نسبة هذه العناصر الغذائية..

فالـ DHA بشكل خاص مهم في فترة الحمل والطفولة كونه يُستعمل بالفعل لنمو الدماغ.. فربع وزن الدماغ، إذا استـثنينا منه الماء، هو الـ DHA.

إنَّ أفضل نظام غذائي لأولادنا من ناحية الأوميغا ـ 3 هو النظام الغذائي الذي يُستهلك فيه السمك ثلاث مرات أسبوعياً أو النظام الغذائي النباتي الغني بالبزور والذي لا يتـناول صاحبه أي نوع من المشتـقات الحيوانية..

ليس مهماً فقط أن نجعل أولادنا يحصلون على الأوميغا ـ 3 من مصدر مباشر كالسمك أو من مصدر غير مباشر كبزور الكتان بل من المهم أيضاً التـقليل من استهلاك الدهون المصنّعة والمشبعة..

ها هي بعض التعليمات العامة لتضمني أن يحصل ابنك على القدر الكافي من الدهون:

  • اجعليه يستهلك البزور والمكسرات.. أما أفضل الأنواع فهي بزور الكتان والقنب واليقطين (القرع) ودوّار الشمس والسمسم.

يمكنك الحصول على المزيد من الفائدة إذا طحنـتها أولاً ثم رششتها على الكورن فلاكس أو الحساء أو السلطة.

  •  اجعليه يستهلك السمك أو التونا بمعدل مرتين في الأسبوع وإن لم يحب السمك حاولي أن تجدي طرائق مختلفة لطهو السمك

أو الجئي إلى شراء مكمل من الأوميغا 3

  • حاولي أن تقللي إلى أقصى حد من استهلاكه الأطعمة المقلية والأطعمة المصنّعة والدهون المشبعة التي يحصل عليها من اللحوم ومنـتجات الألبان.
د. باتريك هولفرد _ دار الفراشة.

اترك رد