تجنبوا السكر لأن السرطان يعيش عليه ويسبّبه

1

في دراسة منشورة بداية 2016، اكتشف باحثون أن استهلاك أطعمة بمؤشر سكر مرتفع، يزيد خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة %49 !!

من بين المرضى الذين تم استجوابهم بدقة، فإن الذين كانوا يستهلكون كميات أكبر من السكريات السريعة كانوا معرضين لخطر الإصابة بسرطان الرئة أكثر من أولئك الذين كانوا يستهلكون منها أقل…حتى لو كانوا غير مدخنين !

وهذه ليست دراسة فريدة من نوعها.

حديثاً أيضاً، في نيسان 2016، اكتشف باحثون أن الرجال يتضاعف خطر إصابتهم بسرطان البروستات ثلاث أضعاف إذا كانوا يستهلكون الكثير من المشروبات المحلاة.

كما أن هذا الخطر يتضاعف تقريباً إذا استهلكوا أطعمة ذات IG مرتفع، من نوع البيتزا أو السندويشات.

بالمقابل، النساء اللواتي يفضلن الأطعمة ذات مؤشر السكر المنخفض (حبوب كاملة، عدس، فواكه طازجة) ينخفض خطر إصابتهن بسرطان الصدر بنسبة %67.

بكل تأكيد، إنها ليست إلا ملاحظات غير مباشرة، وليست إثباتات نهائية.

لكن الإثباتات المباشرة بدأت بالظهور أيضاً :

كيف يغذي السكر سرطان الثدي

نشر باحثون من جامعة تكساس حديثاً دراسة مرجعية في مجلة Cancer Research.

اختاروا فئران قابلة وراثياً للإصابة بسرطان الثدي (بالضبط كما بعض النساء) وأعطوها جرعات من السكر مقابلة لما تتناوله المجتمعات المعاصرة يومياً.

في خلال 6 أشهر فقط، الفئران التي اتبعت ريجيماً غنياً بالسكر الأبيض أصيبت بأورام مضاعفة مرتين مقارنةً بالفئران الأخرى. وكلما كان النظام الغذائي غنياً أكثر بالسكر، كلما كبرت الأورام أسرع !

ما هو مهم أكثر : أثبتت الدراسة أن الفركتوز المضاف كان أخطر أيضاً من الجليكوز : الفئران التي تغذت بالفركتوز أصيبت بأورام بمعدلٍ أعلى من غيرها.

أين تجدون كميات عالية من الفركتوز المضاف في أيامنا ؟ في أغلب المنتجات المصنعة تحت أسماء مختلفة (شراب الفركتوز، شراب الجليكوز، شراب الذرة، الخ.).

ليس هناك إذن من شك : الزيادة المضطردة في استهلاك السكريات السريعة منذ 40 سنة هي من الاسباب الرئيسية لارتفاع الإصابة بالسرطان في نفس الفترة.

إذن ما العمل ؟

الخبر الجيد هو أن هناك وسيلة بسيطة بشكل مدهش للحدّ من خطر الإصابة بالسرطان (وخطر الإصابة بزيادة الوزن والسكري والألزهايمر والتهاب المفاصل، الخ. ) : الحدّ بشكل كبير من استهلاك الأطعمة ذات مؤشر السكر المرتفع.

هذا يعني أولاً التخلص بشكل كامل من السكر المضاف.

تخلصوا إلى الأبد من السكر الأبيض في منزلكم. لا تحلّوا الشاي أو القهوة (ستتلذذون عندها بطعمها الحقيقي). حدّوا إلى أقصى حدٍ من المربيات، حتى في المنزل. إذا كنتم تحبون تحضير الحلويات، خففوا بقوة نسبة السكر فيها وحضّروها في المناسبات فقط !

انتبهوا قبل أن تستعملوا بدائل السكر، إنها ليست أفضل كثيراً في بعض الأحيان ! تخلوا عن الأسبرتام أو السكرالوز وحتى شراب الآجاف. فضّلوا الستيفيا وهي محلٍّ طبيعي بدون خطر.

لا تحرموا أنفسكم خصوصاً من تناول الفواكه الكاملة، لكن تجنبوا استهلاكها على شكل عصير، وخصوصاً إذا كانت حلوة جداً مثل الأناناس والمانجا والعنب.

تجنبوا قدر الإمكان المنتجات المصنعة. على الأقل، اقرأوا جيداً الملصقات، واحفظوا في بالكم أن المصنعين يتجاوزون كل خيال في تحلية سلعهم بدون أن تنتبهوا، مستخدمين أسماء متنوعة جداً “شراب الجليكوز”، “شراب الفركتوز-الجليكوز”، “شراب الذرة”، الخ.)

وإذا أكلتم نشويات، فضلوا ذات مؤشر السكر المعتدل : البطاطا الحلوة، الحنطة السوداء، رقائق الشوفان، الأرز الكامل أو البسمتي، العدس، الفاصوليا الحمراء، الفاصوليا البيضاء، الحمص.

هل يجب أن أحرم نفسي من السكر بالكامل في حال الإصابة بالسرطان ؟

هذه النصائح كلها، بدأت كريستيان وادر بالالتزام بها حرفياً عندما فهمت أهمية السكر فيما يتعلق بالسرطان…وقد نجحت بما أنها اليوم بكامل صحتها ولياقتها، بعد 5 سنوات من التشخيص المرعب لإصابتها بالسرطان في مرحلته الأخيرة.

لكن كريستيان ذهبت إلى ما هو أبعد من هذا بكثير. لقد جربت ريجيماً بدون أدنى سكر (تقريباً)، يسمى الريجيم الكيتوني (ketogenic). إنه يرتكز على استهلاك فقط من 5 إلى %10 من النشويات (بضع حصص من الخضار)، مع أن المتعارف عليه هو من 30 إلى %50.

هذا الريجيم الكيتوني أثبت فعاليته ضد الصرع، وأظهر نتائج واعدة ضد الألزهايمر.

لكن ضد السرطان، ما زال استخدامه مثار جدل. أحد حدوده أنه يجب أن لا “نجوّع” السرطان بالكامل. السبب بسيط : هناك القليل من السكر يجري دائماً في دمكم، حتى عندما تتوقفون عن تناوله نهائياً.

لهذا يجب أن نلتزم الحذر مع الريجيم الكيتوني. بالمقابل، من الواضح أن لديكم كل الأسباب التي تجعلكم تتجنبون السكريات السريعة إلى أقصى حد !

هذا الأمر قاسٍ نوعاً ما في البداية، لكنكم ستفقدون الاعتياد على الطعم الحلو تدريجياً…وهذه أهم خطوة يمكن أن تفعلوها من أجل صحتكم بشكل عام.

راجعوا المقالة الأولى : هذا هو الطعام الذي يفضّله السرطان ( الجزء الأول )

المصادر

[1] An old idea revived : starve cancer to death, article published in The New York Times

[2] S. C. Melkonian, C. R. Daniel, Y. Ye, J. A. Pierzynski, J. A. Roth, X. Wu.Glycemic Index, Glycemic Load, and Lung Cancer Risk in Non-Hispanic Whites. Cancer Epidemiology Biomarkers & Prevention, 2016; 25 (3): 532

[3] Nour Makarem, Ph.D. student, nutrition, New York University, New York City; Marji McCullough, Sc.D., R.D., strategic director, nutritional epidemiology, American Cancer Society, Atlanta; America Beverage Association, statement, April 5, 2016; abstract, April 5, 2016, presentation, American Society for Nutrition’s Experimental Biology meeting, San Diego

[4] Cancer Research Dec, 2015 doi: 10.1158/1538-7445.AM2015-3735 Dietary sugar induces tumorigenesis in mammary gland partially through 12 lipoxygenase pathway

تعليق 1
  1. […] نقرأ هذا، نتصور فوراً أن مرضى السرطان سيصابون بالذعر لأنهم يأكلون الثوم بانتظام […]

اترك رد