تقدم كبير في علاج مرض ألزهايمر : المشكلة بدأت من أسنانكم !

0

إنه العنوان العريض للعديد من الصحف “تقدم كبير في علاج مرض ألزهايمر”.

الموضوع يتعلق بدراسة جديدة تثبت وجود رابط بين المرض ومشاكل اللثة :

  • قد يكون التهاب اللثة بسيطاً، مصحوباً بنزيف.
  • وقد يكون أعمق، يطال البنية التي ترتكز عليها الأسنان، فتبدأ بالتخلخل والتساقط.
  • في الحالتين، هناك علاقة بمرض ألزهايمر.

العبرة : راقبوا لثتكم ! واعتنوا بها عناية كبيرة !!

تفاقم خطير للحالة العقلية للمريض عند التهاب الفم

تأكدت العلاقة بين التهاب اللثة ومرض ألزهايمر سنة 2010، وذلك من قبل المركز الطبي لجامعة كولومبيا في نيويورك.

اكتشاف رهيب، فقد لوحظ أن صحة الأسنان السيئة تكفي لكي تجعل المرض ينتقل من مرحلة التراجع العقلي إلى الخرف.

لوحظ أن فقدان الاستقلالية أصبح أسرع. البكتيريا تهاجر من اللثة نحو الدماغ !!

أنجزت دراسة من جامعة تايبي (تايوان) هذا الاكتشاف، الذي كشف عن الارتباط بين الوظائف العقلية الجيدة وانخفاض مستوى التهاب اللثة.

كشف تحليل الأنسجة الدماغية بعد الموت لمرضى ألزهايمر، انتقال بكتيريا أمراض الفم والأسنان، Porphyromonas gingivalis، نحو الدماغ.

الاختبار يثير القلق بشكل خاص :

حقنت فئران بهذه البكتيريا التي أدّت إلى إصابتها بالتهاب اللثة. ثم قام باحثون من جامعة إيلينوي (الولايات المتحدة) بتحليل أنسجة دماغها. ولاحظ الباحثون، بذهول، العلامات النموذجية لمرض ألزهايمر : التهاب، تحلل الخلايا العصبية وأيضاً إنتاج البلاك اميلويد وبروتين تاو.

صرّح د. كيكو واتانابي :”إنها مفاجأة كبيرة. لم نكن ننتظر أن يمارس العامل المسبب لالتهاب اللثة هذا التأثير على الدماغ ولا أن تكون تأثيراته تشابه مرض ألزهايمر بشكل كامل”.

البكتيريا تؤدي إلى التهاب

التهاب اللثة هو مرض شائع تفرز فيه البكتيريا المؤذية سيتوكينات مسببة للالتهاب في الدورة الدموية.

أعراض المرض هي نزيف اللثة وتخلخل متزايد للأسنان نتيجة تآكل العظم حولها.

جرت دراسة مهمة في السويد على 20000 توأم، بحثاً عن الحالات التي يصاب فيها أحد التوأمين بالخرف، وليس الآخر.

لوحظ في الدراسة أن التوائم المصابين بمرض ألزهايمر، يعانون من مشاكل اللثة وتخلخل الأسنان بينما التوائم ذوي الصحة الجيدة، يحافظون على صحة فمهم وأسنانهم.

لكن مرض ألزهايمر لديه ارتباط قوي بالوراثة. إذا أصيب أحد التوأم، فهناك احتمال بنسبة %60 أن يصاب التوأم الآخر. هذه الدراسة تبرهن أن التهاب اللثة له عواقب خطيرة على الصحة.

المريض الذي يعاني من مرض ألزهايمر وفي نفس الوقت لديه تركيز قوي من البكتيريا الناتجة عن التهاب في الفم، ستتفاقم حالته سريعاً.

الدماغ تستوطنه بكتيريا تشجع مرض ألزهايمر

الدراسة الحديثة التي نتكلم عنها حالياً، ظهرت في مجلة Science Advances.

إنها تكشف عن أن بكتيريا Porphyromonas gingivalis، الموجودة غالباً في حالة التهاب اللثة، تستوطن الدماغ وتؤدي إلى إنتاج بروتينات بيتا أميلويد التي تشكّل صفائح عند مرضى الألزهايمر.

اكتشف الباحثون أيضاً أن أنزيمات ال gingipains، التي تفرزها البكتيريا، يمكن أن تؤثر على دور البروتين تاو، وهو البروتين الضروري لكي تؤدي الخلايا العصبية دورها الطبيعي.

عندما قاموا بكبح انزيمات gingipains، انخفض عدد بكتيريا Porphyromonas gingivalis، التي تهاجر نحو الخلايا العصبية، وهذا ما حدّ، بالنتيجة، من التهاب الأعصاب وكبح تحلل الخلايا العصبية الذي يحدث في مراحل تطور مرض ألزهايمر !

ظهرت نتائج مشجعة جداً في خلال أول تجربة عيادية قامت بها شركة Cortexyme المتخصصة بالتكنولوجيا البيولوجية، في أكتوبر 2018.

أهمية قصوى لكل الإجراءات التي تحافظ على صحة الفم

كل هذا يؤكد الأهمية القصوى لكل الإجراءات التي تشجع على نظافة الفم وخصوصاً اللثة.

ولكن في هذا المجال، يجب أن نتخلى عن الاعتقاد الجهنمي الخاطئ “فرشاة الأسنان/ معجون الأسنان”. فهي لا تؤمن سوى مستوى نظافة متواضع، وأمام هذا، يحاول الكثير من الناس مضاعفة نشاطهم فينظفون أسنانهم بالفرشاة ثلاث مرات يومياً. وهم يعتقدون أنهم لا يقومون بهذا بما فيه الكفاية.

خطأ فادح !!

بالعكس، أنتم تبالغون كثيراً.

تنظيف الأسنان المفرط بالفرشاة يتلف ميناءها، يجعل الأسنان تتآكل، يهاجم اللثة، بدون أي فائدة بالمقابل.

حتى مشكلة رائحة الفم الكريهة لا تتحسن بشكل واضح إذا زدنا وتيرة تنظيف الأسنان بالفرشاة. بينما معجون الأسنان بنكهة النعناع، التي تدّعي أنها منعشة، لا يستغرق تأثيره سوى بضع عشرات من الدقائق.

كلا، الحل الصحيح هو خيط الأسنان، وجهاز ال dental jet لمن يفضلون ذلك.

خيط الأسنان هو الحل الذي نجد أنه الأكثر فعالية بكثير : تنظيف واحد متقن بخيط الأسنان يساوي ثلاث مرات تنظيف الأسنان بالفرشاة.

لأن خيط الأسنان يزيل البقايا التي لا يستطيع أي فرك طبيعي أن يزيلها أبداً : في الفجوات بين الأسنان. بدون خيط أسنان، ستتراكم هذه الفضلات وتتحلل وتصبح وليمة للبكتيريا المنتجة للحوامض التي تهاجم الأسنان، وتؤدي إلى التسوس وتهيج اللثة، مما يؤدي بدوره إلى التهاب اللثة.

اترك رد