مساعدة الطفل على تعزيز ثقته بنفسه: نصيحتان من فلاسفة عظماء
في ظل هذا العام وما رافقه من حجر وانعزال الأطفال في البيوت بعيداً عن المدرسة والأنشطة وصحبة الرفاق : هل يستطيع الأهل زرع بعض الأمل باستعادة ثقة أطفالهم بأنفسهم؟ وكيف يجب القيام بذلك؟ يقدم لنا اثنين من الفلاسفة العظماء نصائح قيمة في هذا الصدد. إليكم تفاصيلها.
نصيحة ديكارت: محاربة التردد
ما نعرفه بشكلٍ عام عن ديكارت هو أنه فيلسوف الشك من حيث النهج الذي يقدمه. كونه يرفض في الواقع “أي معلومة تحتمل أدنى شك في مدى صحتها” فهي بنظره معلومة خاطئة. كما أنه يهدف إلى العثور على أمور “غير قابلة للالتباس”. كل أهدافه تحركها “الرغبة في تعلم التمييز بين الحقيقة والخطأ، ليمتلك رؤية واضحة في خطواته، ويمشي بثقة في هذه الحياة”.
نصيحة ألان: المساعدة على الشعور بالبهجة التي تنتج عن التغلب على الصعوبات
تتماشى كذلك النصيحة التي يقدمها ألان في اقتراحاته حول التعليم مع ما يقترحه كل من ديكارت وكانط. فبالنسبة لألان أيضاً تعتَبر “تقوية الإرادة لدى الأطفال” هي أساس عملية التعليم قبل كل شيء. إلا أن الإرادة لا تنتقل عبر التعليم. والأهل لا يستطيعون الإصرار نيابةً عن أطفالهم. ما الذي يجب القيام به إذاً لتطوير “فن الإرادة” مع الحرص على عدم فقدانه مجدداً؟
الحل يكمن في “أن نضع بين يدي أطفالنا تعليمهم الخاص” ولا يتم ذلك إلا عبر شرطين:
- الشرط الأول هو وضعهم في حالة نشاط “بحيث أنه لا يمكن لأي طالب في العالم أن يتقدم عبر ما يسمعه أو يراه، بل يمكن ذلك فقط عبر ما يقوم به”.
- الشرط الثاني هو جعلهم يواجهون تحديات حقيقية، لأن “الطعم المناسب للإنسان” هو “التحدي الذي يتغلب عليه”. بمعنى آخر لا يجب أن نقدم لهم “الجوز مقشراً”.
لذا فإن “العمل العظيم هو إعطاء الطفل فكرة مؤكدة عن قوته، ودعم هذه الفكرة عبر مجموعة انتصارات”. وعلى هذه الانتصارات أن تكون “مؤلمة، وأن تتحقق دون أي مساعدة خارجية”.
والحالة المثالية تتجسد في “أن يبحث الطفل بنفسه عن التحديات، وأن يرفض أي مساعدة من أحد أو أي اتكال”.
على أي حال يجب أن تشكل أي مهمة مدرسية (كالواجب الذي يطلب تقديمه عبر الإنترنت، أو من قِبَل الأهل) أو ربما (ترتيب الغرفة حتى تصبح مكاناً مناسبة للتعلم عن بعد)، تحدياً بالنسبة للطفل. بما معناه أن عليه اعتبار محاربة القوة صعوبة حقيقية. لكن يجب أن يتم ذلك بطريقة متدرجة، لأن الجهود التي يجب القيام بها يجب أن تكون متوازية مع القدرات والظروف المتواجدة لدى الشخص الذي يواجه التحدي: “يجب حساب العقبة بطريقة تسمح بتخطيها”.
اقرؤوا أيضاً : مساعدة الطفل على تعزيز ثقته بنفسه وفقاً للفيلسوف Kant