4 علامات تظهر لدى الكبار الذين لم يُحبهم أحد أو أُهملوا في مرحلة الطفولة
إنّ العلاقة بين سمات تطوّر دماغ الطفولة وخصائص الشخصيّة مؤكدة ولا لبس فيها وعالمية.
تشرح بيغ ستريب، وهي طبيبة نفسية تعمل في نيويورك، العلاقة ما بين الطفولة الأولى والحياة في سن الرشد: “صحيح انّ تجربة الطفولة التي يعيشها كل واحد منا مختلفة… لكن ثمة استنتاجات معممة على نطاق واسع وموثوق بها يمكن الادلاء بها حول تأثير هذه التجارب (تجارب الطفولة). وتُعتبر هذه الاستنتاجات قيّمة للغاية لنفهم كيف شكّلت الطفولة شخصيّتكم وسلوكياتكم.”
ما هي السلوكيات أو العلامات التي تظهر لدى أولئك الذين لم يُحبهم أحد أو أُهملوا في مرحلة الطفولة؟
1- علاقات سامّة
يتعلّم دماغ الانسان بالربط بين الأنماط أو النماذج والتعرّف عليها أو التمييز بينها بشكل أساسي. وفي علم النفس وعلم الأعصاب المعرفي، يُعتبر تمييز النماذج أو التعرّف عليها “عملية ادراكية تجعل معلومات العالم الخارجي تتطابق مع معلومات مأخوذة من الذاكرة”.
في ما يتعلّق بالعلاقات، يبحث الطفل غير المحبوب عما هو مألوف، أيّ عن أشخاص ساميّن ومؤذيين.
2- عدم أمان وتعلّق
يوافق كل خبير معتمد في الصحة العقليّة على أنّ البيئة الايجابيّة خارج المنزل تساعد إلى حدّ ما على الأقل، في مواجهة السلبيّة الموجودة داخل المنزل. لكن الأمور تتعقد هنا.
إن لم يكن الطفل قادراً على أن يعتمد على الأشخاص المسؤولين عن الاعتناء به ورعايته، فكيف له أن يعتمد على أيّ كان؟
3- اكتئاب وقلق
ليس مفاجئاً أن يعاني الأطفال الذين لم يعرفوا الحب غالباً من مشاكل مرتبطة بالصحة العقليّة.
وعند الحديث عن هذه الحالات، يجري الحديث بشكل متكرر عن تجارب اكتئاب وقلق ناجمين عن الاهمال ومضاعفات لا مفر منها تظهر حين يتقدّم الطفل في العمر. والاكتئاب والقلق هما المشكلتان الأكثر شيوعاً في العالم على مستوى الصحة العقلية. وتزداد كثيراً احتمالات أن يعاني الراشد من الاثنين إذا ما عانى من الإهمال في الماضي.
4- الحساسيّة المفرطة
كلنا سمعنا بالتأكيد عبارة “لا تأخذها على محمل شخصي”. وهذه نصيحة جيدة بشكل عام. فالأشخاص الذين يواجهون مشاكلهم الخاصة يميلون غالباً إلى عكس هذه المشاكل على الآخرين، ويعود لنا أن نفهم هذا الميل الانساني.
لكن الشخص الذي ترعرع لسوء حظه في منزل خالٍ من الحب لا يمكنه ألا يأخذ الأمور بشكل شخصيّ لأنّ هذه العبارة تتعارض مع نفسه وروحه. يتوجّب على هذا الشخص أن يتعامل مع خوف شديد من الرفض، وهو نتاج ثانوي للشعور بأنه عديم الأهميّة وغير محبوب.
“لا تكن حساساً إلى هذا الحدّ” هي الجملة الأساسية التي لا غنى للمعتدين عنها. ومن المفارقة أنّ هذا التقليل من قدر الآخر يُضاف إلى النقاط الحساسة السريعة العطب المتراكمة لدى الشخص. ويمكن أن يؤدي هذا ايضاً إلى الإصابة بنوبات ذعر.
في الختام:
“يوصل الأشخاص الذين يرعون الأطفال حبّهم ودعمهم عموماً عبر طريقة عيشهم لحياتهم الخاصة.”
لكل واحد منا طريقته في إظهار حبّه لأولاده؛ لكن إظهار الحب، بغض النظر عن الطريقة، يحدد الأسس نفسها لبقية الحياة.
في مقال حمل عنوان “الحب والرعاية في مراحل الطفولة الأولى” كتبه أخصائيو الطب النفسي عند الأطفال البارزون الثلاثة، أعطى الخبراء النصائح التالية:
- لتكن أولويتكم أن تظهروا الحب والعاطفة لأولادكم في كل يوم
- امدحوهم عندما يقومون بعمل ما أو يحققون انجازاً معيّناً (الأعمال المنزلية، المدرسة، الرياضة، الخ…)
- تحلّوا بالايجابية وأظهروا بلوغاً عاطفياً (هدوء، صبر، الخ…)، فسيؤمّن هذا بيئة هادئة ومسالمة للأطفال.
- يمكن لشعوركم الدائم كأهل أو كمسؤولين عن الطفل “بالسلبية أو الحزن أو العصبية أو الغضب” أن يلحق الأذى بنمو الطفل وتطوّره.
- من الضروري أن “تحصلوا على المساعدة…. (عبر) نظام دعم ومساندة للتشجيع وتقديم يد العون”.