امدحوا، لا تسخروا، ونصائح أخرى لمساعدة الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد
الوزن الزائد عند الأطفال:
تقول ديل كنوث، البالغة من العمر الآن 58 عامًا، إن وزنها في طفولتها كان مصدراً للمعاناة بالنسبة لها –وذلك يعود بنسبة كبيرة إلى الطريقة التي عاملتها بها أسرتها. تقول: “كان لدي أخ يعذبني باستمرار”. “إذا عدت إلى المنزل من المدرسة وكنت جائعة وأكلت تفاحة، فسأدعى بقرة أو خنزير أو أي شيء آخر.”
وتقول إن والديها لم يفعلا شيئًا لإيقاف شقيقها باستثناء قول: “نعم، إنك تصبحين سمينة”. “لم يكن لديها منفذ جسدي للتنفيس عن احباطها – فقد أرادت أن تلعب لعبة softball، لكن والدتها لم تسمح بذلك.
بعد عقود..
بعد عقود، أصبحت ديل أكثر سعادة. بات لديها حياة نشيطة تشمل ركوب الدراجات الهوائية ولعب كرة المضرب. كان زوجها يخبرها أنه يحبها مهما كان حجم جسدها وسيظل يحبها كذلك دائماً. لكنها ما زالت تفكر كيف أن حياتها كانت ستختلف لو لم تكن طفولتها مثقلة بكثرة إشعارها بالخجل من جسمها.
وتقول: “لو لم تتم الإشارة إلى زيادة وزني في كل وجبة، وفي كل مرحلة، ولو تلقيت مزيدًا من الدعم لممارسة الرياضة“، لربما كان بإمكانها تكوين عادات صحية وعلاقة أكثر إيجابية مع جسدها.
وفقًا لمارلين شوارتز، أخصائية نفسية ومديرة مركز رود لسياسة الغذاء والسمنة، من الممكن أن تكون أسرة الطفل مصدرًا شائعًا للاستهزاء بسمنته، أو للتعليق بشكل سلبي على وزن الطفل.
“الأهل يخطئون باعتقادهم أنهم إذا قاموا بالسخرية من الطفل، فإن ذلك سيحفزه على بذل جهد أكبر لفقدان الوزن”، كما تقول. “لكن عملياً، لا يوجد دليل على أن ذلك ينفع. وفي الواقع، هناك أدلة على أنه يسبب الأذى.”
على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن الأطفال، الذين يتعرضون للمضايقة والسخرية بسبب وزنهم، يكتسبون وزنًا أكثر من الأطفال الآخرين. وحتى الأساليب التي لا تبدو قاسية، مثل نصح طفلك بإنقاص الوزن أو تشجيع طفلك على اتباع نظام غذائي، يمكن أن يأتي بنتائج عكسية في كثير من الأحيان، مما يتسبب بضرر جسدي ونفسي دائم لدى الطفل. قام تقرير صدر عام 2016 عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتحذير الأهل والأطباء من مناقشة أو وصف فقدان الوزن للأطفال والمراهقين، لأن مثل هذا السلوك قد يزيد من خطر زيادة الوزن والتسبب باضطرابات الأكل لديهم.
ومع ذلك، يمكن للوالدين مساعدة الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة على تناول طعام صحي أكثر والبقاء نشطين والحفاظ على نظرتهم الإيجابية تجاه أجسامهم. فيما يلي نصائح حول أفضل الطرق للتواصل مع الأطفال بشأن وزنهم ودعم صحتهم.
لا تسخروا — وحاولوا أن تضعوا حداً لمضايقات الآخرين.
أعيد وأكرر: لا تسخروا أبدًا من الوزن الزائد عند طفلكم.
تقول شوارتز إنه يمكن للوالدين الذهاب إلى أبعد من ذلك من خلال مشاهدة ما يقوله الأقارب لأطفالهم. “أعتقد أنه من المناسب تمامًا أن يتحدث أحد الوالدين مسبقًا مع أي شخص من العائلة يشعرون بأنه من المحتمل أن يقول شيئًا مزعجًا. قولوا له، ‘انظر، نحن نعلم أن طفلنا يعاني من زيادة الوزن. نحن نعمل على تطوير عادات صحية له. من فضلك لا تقل أي شيء له عن وزنه. ‘”
كما تقترح بأن تتدخلوا إذا قال أحدهم شيئًا. غيروا الموضوع وعلى سبيل المثال تحدثوا عن دور طفلكم في مسرحية قادمة، أو اطرحوا سؤالاً على الأقارب عن أنفسهم. تقول شوارتز: “أنتم تريدون أن يشعر الطفل بالأمان مع أسرته”.
عززوا النظرة الإيجابية للذات بدلاً من التركيز على الوزن الزائد.
حتى التعليقات العملية التي تتناول وزن طفلكم يمكن أن تأتي بنتائج عكسية، تقول شوارتز: ” برأيي حتى ‘التشجيع اللطيف’ على خسارة الوزن ليس بفكرة جيدة”. تدعم الأبحاث هذا الموضوع: في دراسة أجريت عام 2017 في مجلة اضطرابات الأكل والوزن (Eating and Weight Disorders)، وجد الباحثون أن النساء اللواتي كان يعلق أهلهن على وزنهن في الطفولة عبّرن عن شعور أكبر بعدم الرضا عن أجسادهن في مرحلة البلوغ -بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم الفعلي.
بدلاً من ذلك، ساعدوا طفلكم على الشعور بالراحة تجاه جسده، بغض النظر عن حجمه. فعلى سبيل المثال تقول شوارتز: “إذا كنتم ذاهبين لشراء الملابس مع طفلكم، لا تدلوا بتعليقات [مثل]، ‘هذا يجعلك تبدو أنحف’ أو ‘هذا ضيق جدًا’ “. بدل هذا، ركزوا على العثور على الملابس التي تريح الطفل عند ارتدائها، وكونوا كرماء بمديحكم عندما يجد طفلكم زيًا مناسبا.
مع تحيات موقع التربية الذكية