هل علينا أن نتحمل السلوك السيء لأطفال الآخرين؟
اتصلت بي صديقتي وقالت لي أنها ستأتي لزيارتي .. إنها صديقتي التي أحب ولكني مؤخراً بت أكره أن تأتي فلديها صبي شقي يوترني أشد التوتر فهو لا يترك شيئاً إلا ويلمسه وإن ضيفته شيئاً يمسح يديه بالأريكة ( أرائكي لونها فاتح) .. والمشكلة أني أخجل منها وأخاف أن تنزعج إن نهرته فهذا الصبي هو وحيدها وقد جاء بعد سنوات عجاف .. ولكنه طفل مدلل جداً وهذا الدلال أفسده كثيراً.. اليوم بعد اتصالها بدأت أفكر هل علي ترك هذا الصبي يفعل أشياء لا يمكن أن أسمح لأطفالي القيام بها.. والسؤال هل علي تحمل السلوك السيء لآطفال الآخرين؟ وما الذي علي القيام به؟
لا وجود لنظام تربوي مثالي.ولا وجود لما يسمى بطفل مثالي. بالتالي، لا بد أنك تربين أطفالك بطريقة مختلفة عن أصدقائك. على سبيل المثال، قد تكونين ضد استخدام الأطفال للهواتف الذكية لمشاهدة يوتيوب. ربما أنت تعارضين فكرة اللجوء إلى معاقبة الطفل أو إجباره على القيام بأمر معيّن. وكذلك، قد يتصرف أطفال أصدقائك بطريقة لا تسمحين لأطفالك بالتصرف بها. ربما هم يقومون بأمور ترفضينها كلياً.
ولكن ما الذي عليك القيام به في هذه الحالة؟
هل يجب عليك أن لا تحرّكي ساكناً في هذا الموقف الذي لا تتقبلينه قطّ؟ أم هل عليك أن تخاطري وتتجادلي مع أصدقائك لهذا السبب؟
عندما يكون لديك أصدقاء لديهم أطفال، فهي ليست إلا مسألة وقت قبل أن يزوروا منزلك.
عندها قد يحدث العديد من المشاكل. ولكن هل تعرفين؟
أنت لست مضطرة لأن تسمحي لأطفال أصدقائك بالجري داخل منزلك فقط لأنهم ليسوا أطفالك. أنت تحاولين أن تكوني قدوة حسنة لأطفالك وتفرضين قواعد سلوكية عليهم وتشرحين لهم أهميّة الاستماع إليك واتباع نصائحك.
كل ما تقومين به هو لمصلحتهم حتى وإن كانوا لا يدركون ذلك بعد بسبب صغر سنّهم.
لذلك، أنت تختارين نظام تربية يناسب عائلتك وترغبين بأن يحترمه أطفالك.
بالطبع، لن تستطيعي أن تتحملي السلوك السيئ والمؤذي وغير المحترم الذي يتبعه أطفال من حولك لأنه يقدم مثالاً سيئاً. بالإضافة إلى ذلك، قد يسبب ذلك الحيرة لأطفالك.
- لماذا تسمحين للآخرين بالركض داخل منزلك ولا تسمحين لأطفالك بالقيام بذلك؟
- هل تحبين أطفال الآخرين أكثر من أطفالك؟
كلا، بالطبع لا تفعلين! ولكن لا يتحلى الأطفال بالحكمة الكافية لفهم ذلك. لذا عليك أن توجهي للآخرين تحذيرات كي تضعي حداً لسلوكهم. ولكن انتبهي!
لا يجب عليك تحذير أطفال الآخرين
بل عليك تحذير الأهل. لذلك، عندما تتحملين مسؤولية أطفال الآخرين، عليك أن تخبري أهلهم أنه يجب عليهم اتباع قوانينك. لا تجري هذه المحادثات كثيرا في العادة لأنك عندما ترعين أطفال أصدقائك قد تظنين أنكم تتبعون القواعد ذاتها. أنتم أصدقاء وتقدرون بعضكم البعض، ولكن هذا لا يعني أنكم تتبعون طريقة التربية ذاتها.
يتحدث الأصدقاء عادة بين بعضهم البعض عن انجازات أطفالهم وأحدث أخبارهم. لكنهم لا يتطرقون إلى موضوع التربية والقواعد التي يفرضونها على الأطفال داخل المنزل.
وهذا أمر منطقي. قد تكونين ذكرت في محادثة ما أنك لا تسمحين لأطفالك بالتحديق في الشاشة طوال النهار ولكن قد يكون الطرف الآخر قد نسي المحادثة كلياً.
أنت لا تجلسين مع أصدقائك لتناقشي طرق التربية المختلفة وبالطبع لا تعدين لائحة بما يُسمح أو لا يُسمح لأطفالك القيام به.بل تتحدثون عن التقدم الذي أحرزه أطفالكم وعن أظرف الأمور التي قاموا بها أو عن المشاكل التي مروا بها.
البارحة، حاول جاد أن يسكب كوب حليب بنفسه. وقد نجح بالفعل… سكب الحليب في الكوب… ولكنه سكب معظمه على أرضية المطبخ.
وعدم التحدث عن تلك المواضيع هو أمر طبيعي. ولكنه قد يخلق مشاكل أثناء سهرتكم أو أثناء رعايتك لأطفال الآخرين. قد يؤدي ذلك إلى حدوث سوء تفاهم مزعج، لذا من الأفضل أن تكوني صريحة وواضحة معهم.
هل عليك أن تطلبي منهم أن يلتزموا الهدوء أو عليك أن تعاقبيهم؟
من المهم جداً أن تميزي بين مطالبة أطفال الآخرين باتباع قوانينك وبين معاقبتهم. من الأفضل أن تسمحي لأهلهم بمعاقبتهم.
عندما يتولى الأهل مسؤولية أطفالهم، يصبح الوقت مناسباً للتحدث معهم عن مشاكل تطبيق القواعد التي واجهتيها مع أطفالهم. وهذه فرصة جيدة للوالدين تسمح لهم بمناقشة المشاكل وحلّها معاً كفريق.
إذا كنت لا ترغبين بخسارة أصدقائك بسبب أساليب التربية المختلفة التي تعتمدينها، فيكفي أن تفتحي محادثة صغيرة معهم وتخبريهم أنه عندما يأتي أطفالهم إلى منزلك عليهم اتباع قواعدك واحترامها.
لماذا؟ ليس لأنك تعلمين كل شيء. بل ببساطة لأنك أخذت قرارات واختيارات، سواء كانت جيدة أم سيئة، وترغبين في تطبيقها داخل منزلك.
وإذا لم يحترم الأطفال الآخرون الذين يمضون وقتاً عندك هذه القواعد والقوانين، سيشعر أطفالك بالضياع. سيسألونك لماذا لا تنطبق هذه القواعد على الجميع؟ وعندها ستضطرين إلى التعامل مع تمردٍ على سلطتك!
من المؤكد أن تربية الأطفال ليست مهمة سهلة أبداً وقد يرتكب الجميع الأخطاء. لذلك، لا تتوقعي أن يكون أطفال الآخرين مثاليين ومعصومين عن الخطأ ولا تتحملي مسؤولية تربيتهم.