لا تحرموا أطفالكم من طفولتهم بتوقعاتكم وآمالكم الضيقة الأفق
لماذا نملك توقعات ضيقة الأفق فيما يتعلق بأولادنا؟
لأننا نعتقد أننا نملكهم
تكون توقعات الأهل منهم ضيقة الأفق لأننا نصر على التفكير في أولادنا وكأنهم ملك خاص لنا . ومثلما نفكر في أن لنا الحق في تغيير واجهة منازلنا أو موديل سيارتنا لأنهما لم يعودا على الموضة أو لأننا ببساطة مللنا منهما، كذلك نفعل مع أبنائنا معتقدين أن بإمكاننا تحويل أولادنا بحيث يرضون أذواقنا ويحققون أحلامنا أوتوقعاتنا منهم. عندما نعتقد أنهم أملاك خاصة لنا فعندئذ سنفكر مخطئين أن من حقنا أن ننظم حياتهم حسبما نرغب.
سألت العمة هيلين: «هل تسجل «دون» في الجامعة؟ في أية جامعة سيدرس؟». ردت الأم بفخر: «في SMU بالتأكيد». علّقت العمة قائلة:« ولكنه أخبرني أنه سيذهب إلى أوستن ليدرس الهندسة المعمارية». «أنت تعرفين «دون». هو لا يعرف ما هو المناسب له. لقد شرح له والده أن الهندسة المعمارية غير مربحة كثيراً وجامعة UT غير جيدة بما فيه الكفاية له. فلنغيّر الموضوع. ماذا تفعلين بعد العملية؟»
لأننا نفكر أن الأولاد يعكسون صورة أهاليهم الذين يريدون المحافظة على المظاهر
وأحياناً بدل أن يعتبر الأهل أولادهم أملاكاً خاصة بهم، يعتقدون أنهم انعكاس لهم. يرون أن على أولادهم أن يحسنوا التصرف ليتركوا أفضل الانطباعات لدى الآخرين، فذلك سيؤثر في مكانتهم الاجتماعية ومنزلتهم الأبوية. يعتبر ترك الانطباع الحسن، بالنسبة لعدد كبير من الأهل، أهم شيء في الوجود.
«رجاء يا جيم لا ترتد هذا الجينز البالي القديم عندما سنذهب إلى الحفلة. سيكون هناك جميع رفاق والدك ورئيسه وسيظنون أنك متسكع وأننا لانملك المال لشراء شيء جديد لك. ستجعلني أشعر بالخجل». هذا ما قالته الأم إلى ابنها المراهق الجالس على الأريكة يشاهد التلفزيون. رد غاضباً: «حسناً. لن أذهب إذن. إن لم أستطع ارتداء ما أريد فالأفضل لي البقاء في البيت». صرخت الأم في وجهه: «افعل ما بدا لك. ولكن ليس مسموحاً لك أن تحرج العائلة»
إذا كان كل ما يقوم به أولادنا قد يحط من قدرنا في عيون الآخرين، فسيكون علينا دائماً السيطرة عليهم.
شاهد آخر عن توقعات الأهل
«هل قلت «مرحباً» للعمة ماري؟. احكي بصوت عال ولا تغمغمي وإلا لن يسمعك أحد؟». هذا ما همست به الأم لابنتها بيغي البالغة من العمر 17 عاماً عندما كانتا تقدمان الشاي للضيوف. وعندما اقتربت منها البنت ثانية قالت لها: «لا تمشي أمام الناس وانتبهي. أنت لم تقدمي شيئاً للسيدة جونز؟». عندما عادت بيغي إلى طاولة الضيافة أخذتها أمها من يدها إلى المطبخ وقالت لها: «سوي تنورتك. إنها مفتولة. تذكري أن ترحبي بأدب بالسيدة سميث، تلك التي ترتدي الأحمر. إنها زوجة شريك أبيك. أريد منها أن تعرفك إلى ابنها البكر». بانت ملامح القرف على وجه بيغي: «لا تنظري إليّ بهذا الشكل. إنه صبي لطيف وأعرف أنك ستحبينه»
من خلال توق هذين الوالدين إلى إجبار ابنتهما على أن تكون مطابقة للصورة التي يريدانها للعائلة، يريدان أن تكون كاملة، وهما يجبرانها على لعب دور يتناقض مع شخصيتها بغية أن تصبح شخصاً يتصرف وفقاً لرغبات والديها.
هذه هي الرسالة التي تتلقاها الفتاة:
«أحبك فقط إذا كنت كما أريد أنا: جميلة، رقيقة، ذكية، مطيعة، لطيفة، حنونة، وتلميذة مجتهدة… الخ..»