أنا أمّ ومدربة مختصة بعقلية النمو: إليكم كيف أقوم بتربية طفلي على التفكير بشكل إيجابي وإطلاق العنان لقدراته وذكائه
التفكير بشكل إيجابي:
عندما نعلم أطفالنا عقلية النمو ، فإننا بذلك نساعدهم على تطوير المرونة. هذه خمس طرق سهلة لتعزيز هذا التفكير الإيجابي القوي في عائلتك
أحد الدروس التي تعلمناها جميعًا هو أن الحياة شيء لا يمكن التنبؤ به. بغض النظر عن مدى حرصك على التخطيط قد تجد نفسك فجأة تحاول الابحار في امر لم يخطر على بالك قط. ولكن عندما يحين ذلك الوقت ، عليك أن تبحث بعمق لتجد الثقة والشجاعة للمضي قدمًا بدلاً من ترك الظروف المحبطة للهمم تمنعك من اتخاذ إجراء.
امتلاك عقلية النمو سيجعل تلك المهمة أسهل. إذا كنت تتساءل عن ماهية ذلك ، فهو مصطلح صاغته عالمة النفس كارول دويك التي ترى ان بإمكانك تطوير قدراتك من خلال العمل الجاد والمثابرة. عندما يتم تعليم الأطفال طريقة التفكير هذه ، سيؤثر ذلك في موقفهم تجاه التعلم ويساعدهم على إعادة صياغة طريقة تعاملهم مع التحديات.
بصفتي مدربة مختصة بعقلية النمو وأرملة شابة وأم لابن يبلغ من العمر 9 سنوات ، أعتقد بشدة أنه عندما نطور عقلية النمو ، فإننا نبني مرونة لا تتزعزع تساعدنا في التغلب على جميع اضطرابات الحياة من منظور إيجابي ومنتج.
فيما يلي بعض الطرق البسيطة لمساعدة أطفالك على تطوير عقلية النمو عندما يواجهون التحديات والمشاعر السلبية والتردد.
جعلهم يتخيلون نجاحاتهم
رياضة جديدة ، موضوع جديد ، أو أي شيء جديد هي أمور قد تقلق الطفل وتجعله يهاب خوض غمارها. تجنب ابني تعلم كيفية ركوب الدراجة لمدة عامين تقريبًا ، لأنه كان يعتقد ان ركوب الدراجة امر صعب جداً . في ذاك الوقت قمت في عملي بإنشاء نسخة صديقة للأطفال هي عبارة عن تمرين لتعزيز الثقة استخدمها عادة مع زبائني وقررت تطبيقها على ابني.
أمسكت بقطعة من الورق ورسمت علامة X على الجانب الأيسر. تحت علامة X ، كتبنا قائمة قصيرة بالأشياء التي لم يكن قادرًا على القيام بها من قبل. من هذه الاشياء : ربط حذائه وكتابة اسمه وقراءة كتاب. ثم سألته اليوم هل بات قادراً على فعل هذه الأشياء. عندما أجاب بـ “نعم” لكل مهارة ، رسمت وجهًا مبتسمًا على الجانب الأيمن من الورقة مقابل تلك المهارة.
ثم أشرت إلى المسافة بين X والوجه المبتسم وسألته ، “ماذا فعلت بين هنا وهنا؟”
أجاب بخجل: “لا أعرف ، أعتقد أنني واصلت المحاولة.”
أعدت صياغة قوله: “حسنًا ، هل تقصد أنك تدربت؟”
لكل مهارة تعلمها ، قمت برسم خط منقط يربط بين X والوجه المبتسم لتوضيح رحلة العمل نحو الهدف.
يساعد التمرين البصري، مثل هذا، الأطفال (والكبار) على رؤية كيف يمكن للجهد والممارسة والتكرار أن تؤدي إلى نتائج إيجابية. ولكن الأهم من ذلك ، أنه يمنحهم لحظة للتفكير في عملهم الشاق وإنجازاتهم ، التي بدورها تبني ثقتهم بالمحاولة مرة أخرى.
إفساح المجال للأخطاء
على الرغم من أن ارتكاب الأخطاء أمر إنساني للغاية ، الا ان النظرة الى ارتكاب الأخطاء سلبية. لعل الوقت قد حان لإعادة التفكير في ان الفشل والحوادث والأخطاء تلعب دوراً مهماً في عملية التعلم. و بدلاً من السماح للتشاؤم بالجلوس على العرش ، هناك طريقة فعالة لتعليم الأطفال كيفية التعافي والتعلم مما حدث.
يبدأ الأمر بكلمتين بسيطتين: “لا بأس”.
يمكن أن تساعد هاتان الكلمتان اللطيفتان في تبديد أي مشاعر سلبية قد تتولد لدى الطفل. نريد أن نساعد أطفالنا على التخلص من أي خجل حتى يتمكنوا من التفكير بوضوح والتعلم من كل تجاربهم ، سواء أكانت جيدة أم سيئة. سواء أسقطوا كأسًا أثناء محاولتهم المساعدة في غسل الأطباق أو فاتتهم بعض التوجيهات في واجباتهم المدرسية واحتاجوا إلى إعادة المهمة التي قد تقع في حياتهم اليومية – علينا أن نستغل هذه الحوادث لتنميتهم وطمأنتهم .
بعد طمأنتهم بأن هذا ليست نهاية العالم ، اعملوا معًا لإيجاد حل. احرصوا على عدم فرض رأيكم عليهم لا بل امنحوهم الوقت لاكتشاف مسار إيجابي بأنفسهم ؛ سيساعدهم ذلك على صقل مهاراتهم في حل المشكلات.
اقرأ في المقالة القادمة المزيد عن تطوير ما يسمى بعقلية النمو: اختصاصية بعقلية النمو تقدم لكم نصائح لإطلاق قدرات طفلكم الإبداعية وزذكائه