يحتاج الطفل الخجول إلى اكتساب الثقة بالنفس والشعور بالأمان. من خلال اعتماد طريقة تعامل إيجابية يمكنكم أن تساعدوا طفلكم على أن يكون أقل خوفًا أمام الغرباء، الأمر الذي سيقلل من شعوره بعدم الأمان. إليكم ما يمكنكم فعله لمساعدة طفلكم في التغلب على خجله.
تقدير طفلكم
لكي يكتسب الثقة بالنفس، يحتاج طفلكم إلى التقدير وإلى أن يشعر بأن ما يريده أو يفكر به أو يشعر به مهم بالنسبة لكم. وبهدف تشجيعه، دعوه يختار ما يناسبه. مما يعطيه فرصة اتخاذ بعض القرارات البسيطة واكتساب الثقة بالنفس. بإمكانه مثلًا أن يختار ثيابه، والكتب التي يريد أن يقرأها قبل النوم، واللعبة العائلية.
اهتموا أيضًا بما يفعله طفلكم. فمثلًا، عندما يرسم أو يقوم بعمل يدوي، اطرحوا عليه الأسئلة حول الشيء الذي ابتكره. مما يعزز قدرته على التعبير عن نفسه، ويساعده على الشعور بالاهتمام. يساعد هذا الشعور بالحب والتقدير الطفل في التغلب على الخجل.
ساعدوا طفلكم على التواصل مع الأطفال الآخرين
إذا كان طفلكم يواجه صعوبة في التواصل مع الأطفال الآخرين، ادعوا صديقه إلى المنزل. عندما يكون في بيئة مألوفة، يشعر طفلكم براحة أكبر. ابدأوا باللعب مع الأطفال، وبعد برهة، انسحبوا وعبروا عن ثقتكم بالأطفال. قولوا لهم مثلًا: “أنتم قادرون على تمضية وقت ممتع. وهذا يسعدني.” وتذكروا دائمًا أنه قبل سن 3 سنوات، يلعب الأطفال بشكل متوازٍ، أي يلعبون الواحد إلى جانب الآخر، بشكل فردي. وبالتالي، إذا تمكن طفلكم في هذا العمر من اللعب إلى جانب الأطفال الآخرين، فهذا أمر جيد جدًا!
عند وجودكم في الحديقة، اشرحوا لطفلكم كيفية الانضمام إلى فريق ما. قولوا له مثلًا: “أشعر أنك تريد اللعب مع الأطفال الذين يبنون قلاعًا من الرمل. تعال، سوف نسألهم ما إذا كان بإمكاننا أن نبني معهم.”
إذا كان طفلكم يعاني دائمًا من مشكلة التواصل مع الآخرين، من الممكن أن يقوده ذلك إلى الانعزال. قوموا بمدحه عندما ينجح في التغلب على خجله.
حضروا طفلكم نفسيًا قبل القيام بأي زيارة
لتوفير الأمان لطفلكم قبل الذهاب لرؤية الأصدقاء أو الأسرة، أخبروه مسبقًا من سيكون حاضرًا وكيف ستجري الأمور. إذا كانت هذه الزيارة الثانية، ساعدوا طفلكم على تذكر بعض الأمور (مثلًا: من كان هناك في المرة السابقة، أو ما فعله حينها). الأمر الذي يجعله يشعر براحة أكبر، لأن المكان سيبدو مألوفًا بالنسبة له. إن دعم الطفل الخجول يكمن في مساعدته والتخفيف من انزعاجه، وليس في تغيير طبيعته.
عندما تصلون إلى المكان المقصود، امنحوه الوقت لكي يراقب كيفية سير الأمور. إذا تصرف بلامبالاة وبقي صامتًا أثناء الزيارة، احترموا تصرفه وامدحوا جهوده، حتى غير الظاهرة منها (ابتسامة، القاء تحية باليد، أو نظرة).
عندما تعترفون بجهوده دون إصرار، سيقل خوفه من التواجد مع الآخرين خارج منزله تدريجيًا.
دعوا طفلكم يعيش تجارب إيجابية
بقدر ما يشعر طفلكم أنه قادر على القيام بالأشياء، بقدر ما يشعر بالارتياح. اذ يساعده هذا الأمر على اكتساب الثقة بنفسه والشعور براحة أكبر عند التقرب من الآخرين. عندما تكونون في حديقة الألعاب مثلًا، دعوه يكتشف حدوده بنفسه ورافقوه حين يحتاج إليكم. عندما تمنحون طفلكم الفرصة لمواجهة التحديات الصغيرة، تزيد ثقته بنفسه واحترامه لذاته.
شجعوه على لعب الأدوار والألعاب الجماعية
إن لعب الأدوار، كلعب دور في محل البقالة مثلًا، أو في المطعم أو المدرسة، يعلم طفلكم كيفية التواصل مع الآخرين. عندما تلعبون معه، تكونون بمثابة قدوة له، وتظهرون له ما يمكنه قوله وكيف يمكنه أن يتصرف في مواقف مختلفة من الحياة اليومية.
كما تساعده الألعاب الجماعية على التفاعل مع الآخرين. إذ يتعلم طفلكم أثناء اللعب اثبات الذات، والإصغاء إلى الآخرين، واحترام القوانين، والتحكم بمشاعره عند الشعور بالإحباط.
