نصيحة من أم إلى أم: ما الذي عليك أن تفعليه فوراً كي لا تنهاري!
نصيحة من أم إلى أم:
هل تسمحين لي بأن أتحدث بطريقة مباشرة؟
غالباً ما تكون حياة الأم اليومية شاقة مع أطفالها الصغار في السن. لذا، إن لم تتبعي اجراءات محددة وعمليّة لتتمكني من تهدئة نفسك والتقليل من حدة التوتر، فأنتِ تخاطرين بالانهيار…
تشعرين بأن أطفالكِ لا يصغون إليكِ أو حتى يحترمونكِ ما يسبب لكِ الإحباط، فتبالغين في ردود فعلك حتى أنكِ أحياناً تقومين بصبّ غضبك عليهم.
تشعرين بأن توتركِ أصبح مزمناً، خاصة في وجود أطفالك… ولا تملكين أي وسيلة للخروج من هذه الدوامة الجهنمية. تتمنين لو باستطاعتكِ أن تكوني أكثر هدوءً…
سأقترح عليكِ ما سيساعدكِ كي تشعري بأنكِ أكثر هدوءً في حياتك اليومية.
لا تتجاهلي احتياجاتكِ الخاصة:
سأقدم لك صورة أوضح.
طفلكِ يصرخ في غرفة الجلوس فيما هو يلعب. يركض في كل الإتجاهات. تتحملين الوضع وتقولين في سرك إنه ما زال طفلاً صغيراً. وبعد بضع دقائق، تشعرين بانزعاج شديد فتطلبين منه أن يذهب للعب في غرفته. تكررين طلبكِ مرة، مرتين، ثلاث مرات… لكنه لا يبرح مكانه ويستمر بالدوران من حولك.
تشعرين بالغضب الشديد وكأنكِ تغلين من الداخل فتنفجرين وتصبين غضبك عليه! لقد طفح الكيل. فقد مررتِ بيوم صعب، أنتِ تحتاجين إلى…
حسناً! لديكِ الكثير من الاحتياجات التي لم تتم تلبيتها…
لا بد من أنك أم خارقة قادرة على التوفيق بين أوجه حياتكِ المختلفة (العمل، الزواج، الأصدقاء.. بالإضافة إلى أنك أم لطفل أو لعدة أطفال صغار نشيطين جداً) لكنني أريد أن أذكرك بأمر أساسي: أنتِ لستِ آلة!
ما الذي أقصده فعلياً؟
ما أقصده هو أن لديكِ مشاعر واحتياجات يجب تلبيتها بشكل يومي أو على الأقل قدر الإمكان… وإلا فستشعرين بالسوء وسيؤثر ذلك في مَن حولك.
الفكرة بسيطة. وداعاً ل”الهدوء والسلام” إن لم تلبي احتياجاتك! سأشرح لكِ هذه النقطة بشكل عمليّ.
حددي احتياجاتك:
ستقتصر الخطوة الأولى على تحديد احتياجاتك. دعينا نعدد البعض منها: الحاجة إلى أن يصغي إليكِ أطفالك، الحاجة إلى الاحترام، الحاجة إلى الحب.
هل أنتِ بحاجة إلى أن يصغي إليك أطفالك؟ طفلكِ بكل بساطة لا يطيعك حين تطلبين منه أن يرتدي ملابسه صباحاً، أو حين تطلبين منه أن يستحم، أو حين تطلبين منه التوقف عن اللعب لتناول الطعام… فتغضبين وتزداد حدة توترك في كل مرة لا يصغي إليكِ طفلك…
هل تحتاجين إلى الإحترام؟ طفلكِ يرد عليكِ بطريقة فظة أو لا يأخذ طلباتكِ بعين الاعتبار (أعاني من الصداع، هل يمكنك أن تلعب بلعبتكِ التي تصدر ضجيجاً في غرفة أخرى؟)
هل تحتاجين إلى الحب؟ قلما يعبر لك زوجكِ عن حبه وتقديره. طفلك يرفض أن يعانقك في الصباح.
تكمن المشكلة هنا في أنكِ تتوقعين من الآخرين أن يقدموا لكِ ما لا تقدمينه لنفسكِ. لذا إليكِ ما يمكنكِ فعله. اسألي نفسكِ كل يوم: ما هي الاحتياجات التي تحتاجين إلى تلبيتها بشكل خاص؟
إذا وصلت إلى حافة الانهيار، فيمكنك الاستفادة من حالة “فقدان الأعصاب” بهذا الشكل لتفهمي ما يجري في داخلك بشكل أفضل، وتستمعي إلى نفسك من جديد.
كيف ستتمكنين من القيام بذلك؟ بعد أن يتلاشى غضبكِ أو ذاك الشعور القوي المزعج، يمكنكِ أن تتساءلي عما كنتِ تحتاجينه قبل ظهور هذه المشاعر.
ثم اسألي نفسك أخيراً: ما الذي أتوقعه من الآخر ويمكنني أن أقدمه لنفسي؟ ما هي حاجتي الحالية؟
التعليقات مغلقة.