أهم 3 نزاعات بينكم وبين ولدكم المراهق. كيف تواجهونها وتتعاملون معها؟
نزاعات بينكم وبين ولدكم:
في أحد الأيام، يكون كل شيء على ما يُرام.
في اليوم التالي، يمكن أن تثير كلمة بسيطة ك”صباح الخير” غضب ابنكم المراهق. وهكذا يتحوّل يوم قد انطلق بشكل جيد إلى كابوس. ويصبح التبادل البسيط للكلمات أشبه بإعلان حرب. لكن ما السبب الذي يؤدي إلى ذلك؟
ببساطة، المراهقين ليسوا قادرين بعد على التعامل مع مشاعرهم والتحكم بها وعليهم مواجهة تحديات جديدة.
والتوتر يبلغ أقصى درجاته بالنسبة للجميع.
لكن ما هي النزاعات الأكثر شيوعاً خلال فترة البلوغ. وبالتحديد كيف بإمكانكم كأهل التعامل مع هذه النزاعات؟
1- نصائح الوالدين لم تعد مفيدة
الخبر السار هو أن التعلق والارتباط بالوالدين لا يختفي تمامًا مع سن البلوغ، بل يختلف فقط ويصبح أضعف.
الخير السيء هو أنه وفق دائرة الأصدقاء: عوضاً عن اللجوء إلى أمه وأبيه، يلجأ الشاب إلى أصدقائه.
يصبح خلق روابط معهم أمراً ضرورياً جداً في هذه الحالة.
إلى جانب ذلك، عادة ما تكون الرابطة أو العلاقة مع الصديق المفضل أو الحب الأول بنفس قوة العلاقة التي كانت تربط الطفل بوالديه، مما يجعل هذه العلاقات مميزة للغاية.
مع صديقكم المفضل تشعرون بأنكم “قلب واحد وروح واحدة” وتتعهدون بالوفاء والاخلاص لبعضكم البعض مدى الحياة.
وتتوقعون الحصول على نفس قدر الأمان والعاطفة، الذي حصلتم عليه من والديكم، من صديقكم الأول/صديقتكم الأولى.
يشكل ذلك جزءاً من عملية النضج التي لا تخلو من خيبات الأمل. مهمة الأهل هنا هي تأمين ملجأ آمن لأبنائهم، ملجأ لمواجهة الصعوبات وظلم الحياة.
2- الغضب والتمرد
تكمن المشكلة في أن الأهل لا يستطيعون اختيار الأصدقاء المثاليين لأطفالهم. لذلك فإن إدانة المجموعة التي اختارها ابنكم وانتقاد أصدقاءه باستمرار لن تفيد بشيء أيضاً. بل يؤدي هذا إلى جعل الشبان أكثر تعلقاً بهؤلاء الأصدقاء وإلى محاولة حمايتهم من والديهم.
عندما تنتهي الصداقة أو تنكسر، وعندما يتم استبعاد الشبان من الزمرة أو يغادرون بإرادتهم، فإنهم يحتاجون إلى الدعم غير المشروط من أهلهم.
يمكن للأهل التعبير عن آرائهم حول سلوك صديق، خاصة عند القلق بشأن الضرر المحتمل، وهذا ما يتعين عليهم فعله. لكن لا ينبغي أن ينتقدوه كشخص بشكل عام.
بالإضافة إلى ذلك، لا يجب أن يصروا على أن يأخذ أبناؤهم النقد على محمل الجد.
يريد المراهقون أن يتم التعامل معهم مثل البالغين وأن يقرروا بأنفسهم النصائح التي يجب أن يتبعوها والتي لا يريدون اتباعها، حتى لو لم يكونوا بالغين بعد.
كي تطمئنوا: إن السنوات التي سبقت مرحلة النمو لا تُمحى. فالقيم والأخلاقيات التي نقلها الأهل لأطفالهم تبقى موجودة بنسبة كبيرة، تماماً كما البيئة الاجتماعية التي ربوا داخلها أطفالهم. إلا أن المشكلة هي في أن الكثير من أطفال اليوم يكبرون في عزلة شديدة.
لذا لا يكون لديهم غالباً خيار، مما يجعلهم يعتمدون فقط على البيئة المباشرة في المدرسة.
يُعتبر إشراك الأطفال والشبان في نادٍ رياضي أو موسيقي من الطرق الذكية لمساعدتهم على توسيع دائرتهم الاجتماعية.
3- غالباً ما يكون الحب الأول وهم لا يدوم
إنه موضوع حساس، لأن الأهل هنا غالباً ما يبالغون في ردود فعلهم.إنه أكثر موقف يشعرون فيه بأنهم سوف”يخسرون” ابنهم!
يذكّر الحب الأول الأهل بشدة أن طفولة ابنتهم أو ابنهم قد انتهت. وغالباً ما تلعب مشاعر من الماضي دوراً لاشعورياً. إذا أدرك الأهل أن ردة فعلهم السلبية اتجاه حبهم الأول الكبير لا تعود فقط إلى الطرف الآخر بل إليهم أيضاً، سيتمكنون حينها من تجنب الانتقادات غير المناسبة وبالتالي سيتمكنون من تفهم ابنهم/ابنتهم.
الحب هو مغامرة يجب أن يخوض فيها المرء عدة تجارب.
الأهل المتعاطفون هم من يثقون أكثر بأولادهم المراهقين، مما يمنحهم الفرصة كي يصبحوا شركاء في محادثة مع أولادهم – بشكلٍ متساوٍ.
في الوقت نفسه، على الأهل أن يتعلموا ترك الأمور تسير، وإلا فإنهم يعرضون علاقتهم بطفلهم للخطر وكذلك فيما يتعلق بعلاقتهم الزوجية.
يثير الحب الأول العديد من الأسئلة لدى كل من المراهقين وأهلهم. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأهل أن يدركوا أن الحب والجنس يشكلان جزءاً من حياة المراهقين الراشدة لا من حيتاتهم في الأسرة الأصلية.
التعليقات مغلقة.