كيف تهدئون طفلكم الغاضب في أقل من دقيقتين

0

طفلك يصاب بنوبات غضب وتجدين صعوبة في التعامل معه ؟ اطمئني، إنها مسألة طبيعية! سنستعرض في ما يلي طريقة ستسهل عليك حياتك ويمكنك اللجوء إليها في أي وقت وحتى مع طفلك الصغير بدءاً من عمر السنتين!

مرحلة التفكير العقلاني

لا يدرك الأطفال كيفية السيطرة على انفعالاتهم خاصة وأن دماغهم الذي لا يزال في طور النمو غير مجهز لذلك. لهذا، حُددت مرحلة التفكير العقلاني ابتداءً من سن السابعة. ولكن من الصعب جداً، قبل هذه السن المفصلية، دفع الطفل إلى التعقل أو التفاهم معه بعقلانية خاصة في حالات الانفعال الشديد. بالحديث عن ذلك، لا بد من الاعتراف بأن العديد من الأشخاص البالغين أيضاً لا يتجاوبون كثيراً مع العبارة الشهيرة “هذا كثير! اهدأ!” التي نتفوه عادة بها في الأوقات التي نشعر فيها بالانزعاج الشديد. والبالغون الذين نقصدهم بكلامنا يتخطى سنهم السابعة صح؟… ألا يعني ذلك أننا نلزم أطفالنا بالتحلي بقدرة معينة لم نتمكن نحن من تطويرها؟… ألا يمكن القول هنا إنهم يحاولون التشبه بنا وتقليدنا؟ … سنتحدث عن الخلايا العصبية المرآة، التي تعتبر مسؤولة عن عملية التقليد، في مقال آخر.

الانفعال مصدر للطاقة

في غضون ذلك، ماذا عليك أن تفعلي عندما يصاب طفلك بنوبة غضب؟ الانفعال هو مصدر للطاقة. وقبل أن نحاول السيطرة على حدته أو القضاء عليه، قد يكون من المثير للاهتمام توفير طرق التعبير الملائمة له. فالعلاج بالتنويم الايحائي لا يركز على الانفعال الجيد أو السيء، بل على طرق التعبير الملائمة نوعاً ما مع الموقف الذي يجد المرء نفسه فيه. فعندما يغضب المرء، يشعر برغبة بتحطيم كل شيء. ولكنها ليست فكرة سديدة، أليس كذلك؟
تتطلب الطريقة التي أقترحها عليك اليوم قطعة من الورق فحسب! إنها مشابهة من حيث مفهومها لوسادة التنفيس عن الغضب. إذا كانت المرة الأولى التي تسمعين فيها عن وسادة تنفيس الغضب، فاعلمي أنها عبارة عن وسادة عادية ولينة في أغلب الأحيان، مخصصة لحالات الغضب حيث يُسمح للطفل أو يُشجع على استعمالها للتنفيس عن غضبه، فيضربها بشدة سواء بواسطة اليدين أو حتى القدمين.

مواكبة الانفعال

من خلال مواكبتك طفلك في التعبير عن انفعاله، حيث ترددين له قائلة “هيا..مرة أخرى.. أكثر قوة”، سيشعر بأنك تفهمين غضبه وتتقبلينه، ما يساعده على استعادة هدوئه. وحتى وإن كنت تعتقدين بأن غضبه غير مبرر، يمكنك مواكبة طفلك في تعبيره عن غضبه لمساعدته على الخروج من النفق الانفعالي الذي علق فيه. وبعد توجيهه عدة لكمات شديدة للوسادة، من البديهي أن يسترخي الطفل ويهدأ.

لن استفيض أكثر في الكلام، وسأنتقل في الحال إلى تقديم نصيحتي لليوم: يكفي أن تقترحي على الطفل تمزيق قطعة من الورق. فاحساسه بالعجز الذي أثار نوبة الغضب سيتلاشى شيئاً فشيئاً أثناء تمزيقه قطعة الورق إرباً إرباً. وبما أن هذه العملية قد تكون صعبة بعض الشيء على طفلك الصغير، يمكنك أن تشرحي له ما عليه فعله:”قرّب يديك من بعضهما ومزّق بكل قوتك”. يمكنه بعدها أن يسحق القطع الممزقة بقدميه، أو يجعدها بيديه ويجعل منها كرة كبيرة ويقذفها بقوة في سلة المهملات! وانتهينا! سيشعر عندها وكأنه يرمي غضبه معها. لقد اصاب عصفورين بحجر واحد تقريباً!

يمكنك أن تتبعي هذه الحيلة بنفسك أيضاً لكونها تعزز إحساسك بالارتياح! والتركيز الذي يحتاج طفلك إلى إظهاره لتمكينه من ذلك سيحول انتباهه عن غضبه وسيتمكن بالتالي من استعادة هدوئه بسرعة.
لا شك أنك تنتظرين الآن نوبة غضب طفلك المقبلة بفارغ الصبر لتجربي تقنية قطعة الورق! أخبريني في القسم المخصص بالتعليقات عن طريقة تفاعل طفلك معها!

اترك رد