ما هي فوائد طريقة “قف حتى تقرر” في تأديب الأطفال وما العمر المناسب لتطبيقها

0

فوائد طريقة “قف حتى تقرر”
يمكن اللجوء إلى طريقة «قف حتى تقرر» بآلاف الطرق المختلفة. إنها وسيلة تعليمية مذهلة، مخيلتكم وحدها يمكن أن تحدّها. في المقالة السابقة أعطينا نموذجاً عمليا عن هذه الطريقة.. في هذه الطريقة المطلوبة من الطفل الوقوف في مكان واحد وعدم التحرك من مكانها حتى يقرر ما يريد

إليكم بعض الأمثلة؛ يمكن اللجوء إلى هذه الطريقة من أجل:
  • الحصول على الطاعة (سوف أفعل ما طلبته مني)
  • الحدّ من مقاومة الأولاد (سوف أتوقف عن المشاجرة وأفعل ما عليّ فعله)
  • جذب انتباههم (سوف أصغي عندما تكلّمني)
  • الحدّ من الحركة وحثهم على التفكير (كنت غاضباً ولم أفكر جيداً بما كان بإمكاني فعله)
  • تعديل سلوكهم (سوف أنظر إليك عندما تكلّمني وأتكلم معك بنبرة عادية)
  • زيادة التركيز (سوف أركّز على ما أقوم به لئلاّ أوقع الأغراض)
  • تعليمهم التفكير في مشاعرهم (أردت فقط أن أهرب، كنت خائفاً جداً. الآن أعرف ما يمكنني فعله في المرة المقبلة)
  • حثهم على اتخاذ قرار (سوف أرتب سريري أولاً ثم أمسح الأرض)
  • تقبّل وضع ما (لا يعجبني ذلك، ولكن أقبل ألا يكون بإمكاني الذهاب إلى منزل وليد)
  • التوصل إلى نتيجة معينة (لا أحب الوقوف هنا لمدة نصف ساعة كلما نسيت، لذا سأتذكر من الآن فصاعداً)
  • جعلهم يحسون بانزعاج معين (أريد أن ألعب لا أن أقف هنا حتى أقرر، لذا سأفعل ما تقول)
  • تحميلهم المسؤولية (سأتذكر من الآن وصاعداً وضع ثيابي في الغسيل من دون أن تذكرني بذلك)
  • تعزيز قوتهم وثقتهم بأنفسهم (لم أشأ فعل ذلك، ولكن بعد أن فكرت في الأمر، أدرك أن بإمكاني القيام بأمور كثيرة، حتى وإن كنت خائفاً. وأنت قلت إنك ستساعدني أيضاً).
العمر المناسب للبدء في تطبيق هذه التقنية

من المفضّل البدء في سن مبكرة، أي قرابة السنة والنصف. نبدأ بشكل بسيط ثم نزيد الطلبات بشكل تدريجي. وغالباً ما يكون الأمر سهلاً في هذا العمر.

كيف نطبق هذه التقنية

إليكم بعض التوجيهات التي قد تساعدكم في تطبيق هذه التقنية على الأولاد في سن السنة ونصف.

  • نختار حائطاً في كل غرفة.
  • نعرّف الأولاد على هذه الطريقة بشكل بسيط وفي أوقات يكونون فيها هادئين ومتنبهين.
  • نأخذهم إلى الحائط المحدد كلما دعت الحاجة.
  • هذا هو المكان الذي نقف فيه «لنتحدث قليلاً».
  • عندما يتصرفون بشكل لا يعجبكم، خذوهم ناحية الحائط قائلين: «تعال إلى هنا، وكلّمني»
  • لا تنتظروا أن يأتوا هم إليكم، لأنهم لا يزالون صغاراً جداً، بل امسكوهم بيدهم واصطحبوهم فوراً إلى هناك
  • دعوهم يواجهون الحائط لمدة 2 إلى 5 ثوانٍ، ومن ثم يواجهونكم، قائلين لهم مثلاً: «عليك أن تشرب الحليب الآن. هل ستفعل ذلك؟» «نعم»، «حسناً، تعال واشربه»، وتوجهوا معهم إلى حيث الحليب، وقدموه لهم.

هذه الطريقة تضع الأولاد على السكة السليمة لمراحل التأديب، وسرعان ما يتكيفون معها. يمكنكم أيضاً أن تقولوا لهم لتعريفهم إلى هذه الطريقة: «من الآن فصاعداً سوف تقف بجانب الحائط إلى أن تقرر، عندما أريدك أن تتعلم أمراً ما أو تغير سلوكاً معيناً». لن يفهموا طبعاً في هذا العمر كل ما قلتموه ولكن قول ذلك يسهّل عليهم الفهم في وقت لاحق.

  • أما الأولاد ممن تتراوح أعمارهم بين الثالثة والعاشرة، فعلينا أن نشرح لهم ما سنفعله بكلمات بسيطة يفهمونها. اختاروا وقتاً يكونون فيه هادئين نسبياً، إذ من المفيد أن تطبقوا هذه الطريقة معهم خطوة خطوة، على سبيل التجربة، فيكون من الأسهل عليهم تنفيذها في المرة التالية التي يغضبون فيها.
  • أما المراهقون فنستخدم معهم عادةً عواقب أخرى، كالحد من الامتيازات والحرية. غير أنه لا بد من الإشارة إلى أنه في حال استعملنا معهم طريقة «قف إلى أن تقرر» في صغرهم، فإن التعامل معهم في المراهقة يكون أسهل بكثير، ويصبحون أكثر مرونة وتقبلاً للتوجيه.
ما مدى سهولة استعمال هذه الطريقة؟

معظم الأولاد يعتادون على هذه الطريقة بسهولة، مع أن العديد منهم يقاومونها في بعض الأحيان، ولكن مقاومتهم ليست علامة على أنه يجدر بنا التخلي عنها. «قف إلى أن تقرر» طريقة مفيدة للتعامل مع المقاومة، كما أنها تجعلهم أكثر اكتفاءً. قالت إحدى الأمهات:
«كنت أخشى أن أقضي على استقلالية أولادي. ولكن تبين أنني كنت على خطأ، فقد أصبحوا جميعهم أقوى وأظرف وليس أضعف».

الأولاد أنفسهم يبيّنون لنا ما لهذه الطريقة من قيمة وأهمية. فإلى جانب سرعة التعلّم التي يكتسبونها، يفاجئكم الأولاد ببعض الأمور. فغالباً ما يدخل الأهل الغرفة ليجدوا أولادهم الصغار واقفين بمحاذاة الحائط، وعنذ سؤالهم عن السبب، يجيبون: «لقد أوقعت الحليب، وجئت إلى هنا لأقرر أن أكون أكثر حذراً» أو «كنت غاضبة لأنني كسرت اللعبة وأردت أن أهدأ». كما أنكم قد ترونهم في أوقات أخرى يضعون ألعابهم عند الحائط ويعلمونهم ما علّمتوهم أنتم إياه.

هذه العلامات الجميلة تظهر لنا أنهم يتعلمون ويطبقون ما يتعلمونه، لأنهم يجدونه مفيداً لهم. وعندما يكبرون قليلاً، كثيراً ما يدردش الأولاد في ما بينهم وكأنهم أعضاء في نادي «قف حتى تقرر»، وإذا ما أصغيت إلى أحاديثهم، قد تسمع أموراً مذهلة. أفضل ما سمعناه كان من صبي في السابعة توقفت أمه عن ضربه عندما بدأ يلجأ إلى هذه الطريقة كلما أساء التصرف. قال فرحاً: «آه! طريقة «قف حتى تقرر» تلك غير نافعة معي إطلاقاً. كلما طلبت مني أمي أن أفعل شيئاً معيناً وإلا أن «أقف حتى أقرر»، أفعل ما تطلبه فوراً».

اقرأ الجزء الأول من المقالة: طريقة “قف حتى تقرر” بديل ناجح في تأديب الأطفال وتربيتهم .

اترك رد