الفوبيا : ما هي أسباب و أنواع الفوبيا (الرهاب) عند الأولاد
من الطّبيعيّ أن يشعر الطّفل بالخوف أو القلق أحياناً. ومع ذلك، يصبح الخوف في بعض الأحيان, مبالغاً به لدى الطّفل. فيقف عائقاً أمام حياته العمليّة, ويسبّب له معاناة كبيرة عند المواجهة. عندها يتطوّر الخوف الى “رهاب” أو “فوبيا”. الرّهاب هو مظهرٌ أكثر تحديدًا للقلق عند الأطفال.
ما هي الفوبيا ؟
الفوبيا أو الرهاب هي الخوف المفرط من شيء ما، سواءً كان كائنًا حيًّا أو شيئاً أو موقفًا. إنها أكثر حدّة وإزعاجًا من خوف الطفولة العاديّ. وهي أحد اضطرابات القلق.
لا تُعالج مشكلة الرّهاب حتّى عندما يُطمئن الوالدان الطّفل ويشرحون له كيف يسيطر على خوفه. ويمكن أن يشتدّ بمرور الوقت.
يصاب من 10 ٪ إلى 15٪ من الأطفال بنوع من أنواع الفوبيا. و هي تظهر بشكل شائع بين الأعمار من 7 إلى 11 سنة. ومع ذلك، يمكنها أن تظهر في أيّ عمر، حتّى في مرحلة الطّفولة المبكرة، وتترسّخ بالتّدريج. الفتيات معرّضات للمعاناة من الفوبيا بنسبة أكبر بمرّتين عن الأولاد.
ما هي أنواع الفوبيا أو الرهاب ؟
تشترك هذه الفئات الثّلاث من اضطرابات القلق في أنّها تسبّب الخوف المفرط وينتج عنها سلوكيّات التّجنب.
- الرّهاب المحدّد: والذي يمكن أن يكون تجاه شخصيّة, حيوان, شيء, مكان أو موقف. على سبيل المثال، رهاب الكلاب, العناكب, الرّعد والمرتفعات, الظّلام, الدم, الماء, الطّائرات وما إلى ذلك.
- الرّهاب الاجتماعيّ: و يسمّى أيضًا اضطراب القلق الاجتماعيّ، وهو الخوف الشّديد من المواقف الاجتماعية أو مواقف “الأداء”، والتي يخشى الطّفل خلالها من التعرّض للإذلال والاهانة. على سبيل المثال، يتجنّب الطّفل الألعاب الجماعيّة التي قد يبدو فيها سخيفًا أو خاسرًا. هذا الرّهاب أكثر شيوعًا عند المراهقين، ولكن يمكن أن يظهر عند الأطفال أيضاً.
- رهاب الميادين: وهو الخوف المفرط من الأماكن العامّة أو “العالم الخارجيّ” خارج البيئة المعروفة من قبل الطّفل. في هذه الحالة يقاوم الطّفل بشدة فكرة مغادرة المنزل.
أسباب الرّهاب عند الطّفل:
كأي مشكلة أخرى تتعلّق بالقلق، هناك أسباب مختلفة يمكن أن تؤدّي إلى إصابة الطّفل بالرّهاب. من بينها:
- العوامل البيولوجية: المرتبطة بوظيفة الدماغ.
- العوامل العائلية: إذا كان أحد الوالدين أو كليهما يعاني من اضطرابات القلق، يصبح خطر معاناة الطّفل من الرّهاب مرجّحاً بنسبة أكبر. من ناحية أخرى، إذا كان أحد الوالدين نفسه يعاني من رهاب، مثل رهاب العناكب، فقد يتطوّر لدى الطّفل نفس الرّهاب عن طريق التّقليد. يمكن للّطريقة التي يتفاعل بها أحد الوالدين مع خوف طفلهما أن تزيده أيضًا.
- العوامل البيئية: فترة من التّوتر أو حدثٌ صادم، مثل انفصال الوالدين, مرض في الأسرة, وفاة أحد الأحبّاء, كلّ ذلك يمكن أن يؤدّي أيضًا إلى الرّهاب أو اضطرابات القلق الأخرى.
الحالات المرتبطة بالرهاب عند الطّفل:
نظرًا لكونه مظهرًا من مظاهر القلق، يمكن أن يرتبط الرّهاب بحالات أخرى عند الأطفال، بما في ذلك:
- اضطراب القلق العام.
- قلق الانفصال.
- الاكتئاب.