الأطفال في الغربة : كيف نساعدهم على الصمود ومواجهة الصعوبات(1)
لا يوجد أهل مغتربين لم يشعروا بالذنب ولو لمرة واحدة على الأقل لجعلهم طفلهم يواجه صعوبات ما كان تعرض لها لولا أنه مغترب.
الكثير منا يواجه هذا الشعور من وقتٍ لآخر، فنبدأ بقياس الإيجابيات والسلبيات، ونشكك في صحة اختيارنا للعيش خارج الوطن وفرض جوانب معينة من حياة الإغتراب على أطفالنا.
بدلاً من التساؤل أو الندم، نستطيع دعم أطفالنا المغتربين بشكل صحيح، مساعدتهم على تنمية قدرتهم على الصمود ومواجهة الصعاب. الصمود هو ما يسمح لهم باجتياز تحديات الحياة الكبيرة والصغيرة.
والخبر السار هو.. أنه بإمكانكم تطوير القدرة على الصمود ومواجهة الصعاب لدى طفلكم مهما كان عمره.
أتاحت أبحاث علم النفس الإيجابي تحديد الأدوات التي تطور هذه القدرة على الصمود. سنساعدكم في هذا المقال في التعرف على 7 طرق لاستكشافها مع أطفالكم.
من المفيد أن تعرفوا أن التعرض لصعوبات أمر ضروري جداً لتطوير القدرة على الصمود
في بادئ الأمر، أود كذلك أن أطمئنكم. في حين أنه من المستحيل منع أي صعوبات أو أّذى وحزن عن أطفالنا، من المثير للاهتمام معرفة أن الأبحاث أثبتت أنه لتطوير قدرتنا على الصمود ومواجهة الصعوبات، نحتاج إلى ظروف ومواقف صعبة! لطالما واجهت صعوبة في مواجهة الأمر، لأن أغلى أمنية لديّ كانت ألا يتعرض أطفالي لأي معاناة! مع ذلك فإن هذه المحن تمنحهم فرصاً للتعلم وتساعدهم في كل مرة على إيجاد طرق أفضل لتخطي الأمور واجتيازها. ينطبق الأمر نفسه على جسمنا: يجب أن يتعرض للجراثيم لخلق دفاعاته الطبيعية. وهو نفس مبدأ اللقاحات التي تدخل سلالة المرض إلى الجسد لتطوير أجسام مضادة فيه. حتى حين نمارس الرياضة: التمارين التي نقوم بها لتقوية عضلاتنا تسبب الأوجاع والآلام!
مما يعني أن أطفالنا المغتربين، لديهم العديد من الفرص لتطوير قدرتهم على الصمود وتخطي الصعوبات بحكم وضعهم الخاص!
مع ذلك، من الأفضل يالتأكيد تزويدهم بالأدوات اللازمة لتحضيرهم بشكل أفضل.
الطريقة #1: الإيمان بقدراتهم
غالباً ما نعكس مخاوفنا على أطفالنا، ونميل أحياناً إلى عدم الوثوق بهم بالشكل الكافي. إلا أنه من الضروري أن نكون مقتنعين بأنه مهما حدث، سيكون أطفالنا قادرين على التعامل مع الوضع. لماذا؟ لأنكم إن وثقتم بهم، سيثقون بأنفسهم! إذا تمكنتم من إقناع أنفسكم أن أطفالكم لديهم القدرة على تخطي العقبات التي يواجهونها، سيشعرون بذلك وسيشعرون بالتالي أنهم قادرون على تخطي العقبات. الطريقة التي نرى بها أطفالنا معدية!
الطريقة #2: أخبروهم أن ما يعيشونه طبيعي ويحدث مع الجميع
يحتاج الأطفال أن يعرفوا إذا كان ما يعيشونه طبيعياً أم لا. فهم لا يفهمون دائماً ما يحصل معهم، مما يجعل لديهم ميل إلى التفكير بطريقة مختلفة عن الآخرين، فيظنون أنهم وحدهم مَن يمرون بهذه المشاعر السلبية. جعلهم يفهمون أن وضعهم طبيعي يسمح لهم بالاطمئنان ويساعد على التقليل من حدة قلقهم.
نستطيع أن نفسر لهم أن الحياة تحتوي على الكثير من العقبات والصعوبات التي يتعرض لها الجميع دون استثناء. لا أحد يعيش حياته دون قلق وخيبات وتساؤلات؛ إلى جانب ذلك، جميعنا نمتلك ما يلزم لتجاوز هذه الصعوبات. يمكننا التحدث معهم عن أمثلة واقعية حول أشخاص عاديين أو مميزين استطاعوا تخطي صعوبات صغيرة أو كبيرة. كما يمكنكم إخبارهم عن تجاربكم الخاصة حين كنتم أطفالاً.
أخبروهم أن في كل مجتمع هناك أطفال مثلهم يواجهون صعوبات ويظنون أيضاً أنهم وحدهم يتعايشون مع هذا الوضع.
الطريقة #3: ذكّروهم بالأوقات التي أظهروا فيها قدرة على تخطي الصعوبات
حياة أطفالنا ليست سهلة على الإطلاق. فهم ما زالوا لا يفهمون كل شيء، ولا يتقنون التعامل مع بعضهم. حتى في سنٍ مبكرة، قد يكونون قد مروا بالفعل بتجارب تمكنوا خلالها من تخطي الصعوبات عدة مرات. ربما تمكنوا من التغلب على خجلهم، عبر طرح سؤالٍ على شخص راشد، أو قاموا بالدفاع عن صديقهم في الصف، أو ربما تمكنوا من قول “لا” في موقف حساس، أو ربما نجحوا في تكوين صداقات جديدة في مدرستهم، أو نجحوا في امتحان رياضيات صعب، أو وجدوا حيلة للتخفيف من حدة خوفهم من الظلام.
عبر التحدث معهم بانتظام عن كل تلك المرات التي تمكنوا خلالها من اجتياز عقبة ما، ستتمكنون من خلق داخلهم ذكريات إيجابية، وحكايات يمكنهم الاعتماد عليها حقاً للإيمان والوثوق بأنفسهم. لتعزيز هذه التجربة الإيجابية، بإمكانكم أن تسألوهم عما فعلوه لاجتياز هذه العقبة، وما كانت الحيل والحلول التي اعتمدوها… وبالتالي مساعدتهم على استخلاص وسائل من الماضي للتغلب على التحديات التي يواجهونها حالياً.
ترقبوا في المقالة القادمة :
4 طرق أخرى لمساعدة الأطفال المغتربين على الصمود ومواجهة الصعوبات(2)