لديّ طفل مفضل: هل من الخطأ ألا نحب جميع أطفالنا بالطريقة نفسها؟

0

لديّ طفل مفضل:
هل يمكننا تفضيل أحد أولادنا على الباقين؟ وهل من المقبول التمييز بين الأطفال؟ حتى لو كنا نادراً ما نجرؤ على طرح السؤال، إلا أنها مسألة تعني الكثير من الأهل. تعرفوا على الإجابة عبر هذا المقال من موقع التربية الذكية.


في الواقع وفق دراسة بريطانية، فإن والداً واحداً من كل اثنين (أو حتى أكثر) يعترف بأنه يفضل أو يميز أحد أبنائه. (كلمة والد هنا تشمل الأم والأب). كيف لنا أن نفسر هذا التمييز؟ كيف نتصرف حتى لا يعاني أحد منه؟ إليكم الحل الذي تقدمه أخصائية علم النفس السريري والمحللة النفسية سيرين سليم.

“إنه أمر مروع أن أعترف بالأمر، لكن لدي طفلين (أحدهما يبلغ ثلاث سنوات والآخر 11 شهراً). وبينما أحب إبني الكبير أكثر من أي شيء في الوجود، لا أكن نفس المشاعر لطفلي الثاني على الإطلاق…”.
قليلون هم الأهل الذين يجرؤون كستيفاني على الإعتراف بأنهم يفضلون أحد أطفالهم. مع ذلك، أن نكنّ مشاعر خاصة لأحد أطفالنا الصغار ليس أمراً خاصاً بالأمهات السيئات. على العكس، هو أمر شائع جداً وفقاً لدراسة بريطانية حديثة.

لديّ طفل مفضل: ما تفسير ذلك؟

تؤكد أخصائية علم النفس السريري والمحللة النفسية سيرين سليم أننا “لحسن الحظ لا نحب جميع أطفالنا بالطريقة نفسها!”. كل طفل هو شخصية قائمة بحد ذاتها، تختلف تماماً عن شخصية إخوته وأخواته. لكل طفل شخصيته وقصته الخاصة. فمثلاً لا نملك جميعاً موهبة في مجال الموسيقى، ولا نحب جميعنا الشوكولاتة. “لذلك من الطبيعي تماماً أن نبني مع كل طفل علاقة مختلفة، بما أن العلاقة هي فقط ما يربط بين طرفين، من خلال نقاط ترابط –أي أمور تميل إلى الاتحاد والدمج- ونقاط تباعد أو خلل” كما تشرح سليم.
قد تحتوي هذه العلاقات على أنسجة مختلفة جداً، بحيث نعتقد أحياناً أننا نفضل طفلنا الأول على الثاني (وعلى العكس).

لديّ طفل مفضل: كيف نفسر هذا الشعور؟

في البداية يجب أن نذكر أن الطفل الأول هو مَن يحوّل المرأة إلى أم. فكما تكمل الأخصائية سيرين سليم قائلةً، “بالنسبة لبعضنا، أن تصبحي أماً يمنحك نوعاً من المكاسب النرجسية المفاجئة. فمع ولادة الطفل الأول نتولى دورنا كأهل، ونتعرف على فكرة وجود طفل في حياتنا وكيفية التعامل معه. ومع انجاب الطفل الثاني نتوقع أن تكون التجربة مماثلة”. وتضيف لشرح الفكرة “الحمل، أول ليالي السهر، الوجبات الأولى، الكلمات الأولى”. “إلا أن الطفل الثاني يولّد المفاجأة والقلق في حياة الأهل. مما يجعل تأسيس العلاقة الجديدة مع الطفل الجديد أمراً معقداً. فكونكِ أماً، عليكِ أن تتكيفي مع الأمر، ويجب أن تستخدمي أفكار جديدة، وأن تعوّدي الطفلين على التعامل مع بعضهما، وقد يستغرق هذا وقتاً طويلاً”.

هناك تفسيرٌ آخر تقدمه الأخصائية سيرين سليم مفاده أنه “مع ولادة الطفل الثاني، قد يراود الأم شعور بأنها قامت بخيانة الطفل الأول”. وبالتالي يعيق هذا الخوف من فقدان حب الطفل الأول، علاقتها بالطفل الثاني.
لذلك “كلما كانت العلاقة بالطفل الأكبر مثالية وعاطفية، كلما تزايد تواجد هذا الخوف لدى الأهل. بالتالي من الممكن أن يكون قدوم طفلٍ ثانٍ بالنسبة للأم مرادفاً للانفصال عن الطفل الأول، ولنهاية العلاقة “الحصرية” التي كانت تربطها به والانسجام القائم.

أحياناً يذكّرنا طفلنا بصفات شخصٍ لا نحبه

كما في الواقع من الممكن أن نشعر أيضاً بأننا نحب طفلاً بنسبة أقل، لأن هذا الأخير يذَكّر الوالد أو الوالدة بأمرٍ يزعجه/ا أو يكشف لهما أمراً لا يحبانه. “في هذه الحالة لا نكره الطفل، بل نكره ما يجسّده هذا الطفل”. فمن الممكن لأحد سمات شخصية هذا الطفل أن تذكرنا بأحد أفراد الأسرة الذي لا نحب تصرفاته أو بإمكان صفة معينة أن تذكر الأم أو الأب كثيراً بخلل ما في شخصيته/ا نفسها!

اترك رد